تستعد الدكتورة ماجدة، أحد أعمدة كلية التربية النوعية منذ 10 سنوات، لإنهاء عامها الأخير في العمل، بعد بلوغها سن المعاش، سعادة عارمة تبدو عليها، شباب يظهر في ملامحها ويعلن عن نفسه يوم بعد الآخر، وهي في الأيام الأخيرة من تأدية عملها، لم يعرف المحيطين سبب هذا الفرح الكبير في الوقت الذي ستترك فيه خدمتها في التدريس الجامعي الذي تحبه كثيرًا وأفنت فيه عمرها، حتى ظهرت الرؤية.
سبب سعادة “ماجدة” أنها كانت تستعد للحاق بابنها الوحيد في كندا، الذي سافر عقب إتمامه شهادة الثانوية العامة من أجل استكمال دراسته الجامعية، إلا أنه قرر عدم العودة والاستمرار في كندا بحثاً عن عمل، واستطاع بالفعل أن يحصل عليه في فترة غايتها شهرين من وقت إنهائه لدراسة الهندسة هناك، ليس هذا فحسب، بل تمكن خلال عامه الأول هناك من إعداد منزل صغير مستقل يستقبل فيه والدته، بعد أن قررت أن تكمل حياتها مع نجلها الوحيد.
لو أردت أن تذهب بأي دولة عربية فبنسبة كبيرة تحتاج موافقات كثيرة وتأشيرة دخول البلد
تعددت المزايا أمام الدكتورة ماجدة، لتثقل من خيار الهجرة إلى كندا مع نجلها خاصة وهي تفكر منذ وقت طويل في استكمال أبحاثها ودراسات جديدة تنوي القيام بها هناك.
“ماجدة”، ليست الوحيدة التي تعد كندا من أكثر الدول التي يقبل عليها الشباب بل والأسر من مختلف دول العالم، يجذبهم في البداية فكرة الدراسة هناك، إلا أنهم ينخرطون للعيش واستكمال الحياة هناك.
مزايا الدراسة في كندا
مميزات الدراسة في كندا كثيرة جدًا، نظرًا للفرص التي تتيحها للطلاب بعد الدراسة، بالإضافة للفرص أثناء الدراسة، إذ يعد التعليم الجامعي في كندا من أكثر أنظمة التعليم العالي شهرة وجودة على مستوى العالم، لطرق التدريس المتطورة، وتوافر الجامعات الكندية المرموقة التي تعتمد أكثر من نظام تعليمي باللغتين: الإنجليزية والفرنسية، وهو ما يجعلها من أكثر وجهات الدراسة الجامعية على مستوى العالم، ما رفع أسهمها في بورصة المهاجرين عبر مختلف دول العالم.
مجتمع يقدس العلم
من أكثر المميزات التي من شأنها أن تجذب الطلاب والشباب من كل حدب وصوب من مختلف دول العالم، وتدفعهم لطلب الدراسة في كندا هي الجمال الذي يتسم به المجتمع الكندي، فهم يقدسوا التعليم وطلب العلم ويفضلوه عن أي شيء آخر، أمر ينبع من داخل المجتمع ذاته الذي يتسم بالتحضر بشكل كبير، و يحاول دائمًا أن ييسر الحياة على الطلاب الوافدين إليه من خلال توفير بيئة نظيفة دائمًا لهم، كما تحرص الدولة الكندية على توفير وسائل المواصلات للطلاب بشكل مجاني، سواء من خلال الدراجات أو المواصلات العامة النظيفة الآمنة.
من بين أكبر مزايا الدراسة في كندا أنه يمكن للطالب بعد إنهاء مرحلة الدراسة في كندا، طرق أبواب أي شركة عالمية
حرية اختيار الطالب
تتسم كندا بتنوع المناهج والفروع الدراسية فتتيح للطالب خيارات عدة، وتحولهم من خانة المجبر على التعليم والدراسة إلى خانة الاختيار الحر، وهذا ينطبق على جميع الكليات، تبدأ من الكليات العلمية، مثل: الطب، والهندسة، وتمتد لدراسة الهندسة وإدارة الأعمال، كما أنها تتميز بتواجد كليات كثيرة تهتم بدراسة الآدب والشعر، هذا بخلاف توفر دراسة اللغات بسهولة حيث تضم الجامعات الكندية الكثير من البرامج الدراسية التي تناسب كافة القدرات والرغبات للطلاب المحليين والدوليين.
المقصود هنا بسهولة إيجاد العمل في كندا لا تعني إيجاد فرصة عمل بعد الدراسة، بل تتيح أيضًا إيجاد فرص جيدة للعمل للطلاب خلال دراستهم
جودة عالية وتكلفة متوسطة
اشتهرت كندا بتقديم عدد من المنح خاصة في الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه، الأمر الذي جعلها قادرة على استقبال ما يصل إلى 200 ألف طالب دولي سنويًا من مختلف دول العالم، هذا بخلاف الأعداد التي تفوق هذا العدد من المهاجرين كل عام إليها كأسر كاملة ومعهم أطفالهم بغية استكمال الدراسة، كل هذا الإقبال لا يأتي من فراغ، فعلى الرغم أن تكلفة الدراسة في كندا ليست مجانية، إلا أنها تعد أقل من غيرها حال مقارنتها بالتعليم في بريطانيا أوالتعليم الأمريكي مع العلم أن التعليم في كندا أفضل من حيث المستوى، وهو ما أوضحته سامية علام، مهندسة ديكور، درست في كندا، واستكملت حياتها هناك، منذ 12 عامًا، مضيفة أنها غير نادمة على موقفها أو قرارها بالدراسة والعمل في كندا، رغم معارضة الأهل لها في البداية إلا انهم يدعموا موقفها الآن، وتنوي على الاستقرار هناك.
توفير فرص عمل
من بين أكبر مزايا الدراسة في كندا أنه يمكن للطالب بعد إنهاء مرحلة الدراسة في كندا، طرق أبواب أي شركة عالمية، إذ تثق الشركات العالمية بشكل كبير في الشهادات الدراسية الكندية، و تفضل معظم الشركات حاملي الشهادات من كندا عن غيرهم، حتى أنها تفوق الجامعات الأمريكية من حيث نسب الإقبال.
يعد التعليم الجامعي في كندا من أكثر أنظمة التعليم العالي شهرة وجودة على مستوى العالم
المقصود هنا بسهولة إيجاد العمل في كندا لا تعني إيجاد فرصة عمل بعد الدراسة، بل تتيح أيضًا إيجاد فرص جيدة للعمل للطلاب خلال دراستهم، وهذا بموجب القانون الكندي الذي يتيح للطلاب العمل أثناء الدراسة لمدة 20 ساعة في الأسبوع، للمساعدة في تحمل نفقات الحياة .
التأشيرة الدراسية
لو أردت أن تذهب بأي دولة عربية فبنسبة كبيرة تحتاج موافقات كثيرة وتأشيرة دخول البلد، مع ذكر سبب مقنع للموافقة على دخول الدولة، وفي كثير من الأوقات يتم رفض إعطاء التأشيرات لبعض الدول، أو على الأقل يواجه الفرد الذي يريد السفر كثير من الصعوبات والعراقيل التي من شأنها، أن تجعل الفرد يكره السبب الذي أقبل على السفر من أجله خاصة لو تعلق الأمر بدراسة أو عمل.
الهجرة لكندا مختلفة تمامًا عن ما سبق فيمكن لجميع الطلاب الدخول والدراسة بمنتهى السهولة وبعد دخولهم، يبدأوا في العمل على استكمال الأوراق المطلوبة من داخل كندا نفسها، مع الحصول على كافة التساهيل خلال الإقامة هناك، كل هذه الأسباب تجعل من كندا منبر أول يقصده كل من أراد استكمال تعليمه في أي مرحلة تعليمية.