قال المستشار حماده الصاوي، النائب العام، إن مناظرة جثمان إسلام الأسترالي (26 عامًا)، الذي اتهمت أسرته الشرطة بقتله جراء التعذيب، أظهرت وجود سحجات بأماكن متفرقة من الجسد.

وأعلنت النيابة العامة البدء في التحقيقات في واقعة التعدي على المدعو «إسلام الأسترالي» ووفاته بالمنيب، حيث تلقت النيابة العامة إخطارًا من الشرطة ظهيرةَ يوم الرابع من شهر سبتمبر الجاري بوقوع شجار بين طرفين (أربعة مقابل اثنين) بالحجارة وأسلحة بيضاء وأدوات بشارع المدبح، بمنطقة المنيب، بمحافظة الجيزة؛ أسفر عن وقوع إصابات بين المجموعتين ووفاة واحد من بينهم، وقد اتهمت والدة وشقيقة المتوفى أفراد الشرطة الذين ألقوا القبض عليه في الشجار بقتله.

على ذلك انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الحادث لمعاينته وسؤال شهود الواقعة، فتوصلت إلى خمسة شهود عليها وتحفظت على محتوى تسجيل كاميرات مراقبة مثبتة بمحلات مطلَّة على جانب من مسرح الواقعة، كما ناظرت النيابة العامة جثمان المتوفى بمستشفى «أم المصريين» فتبينت سحجات بأماكن متفرقة من جسده.

كانت النيابة العامة انتدبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتوفى بيانًا لسبب الوفاة وكيفية حدوثها، وما إذا كانت متصورة الوقوع وفق التصوير الوارد بأقوال الشهود والمتشاجرين بالتحقيقات، والتي يجري استكمالها، ومن ثَمَّ الإعلان عنها فور انتهائها

وفي الوقت نفسه، ألقت أجهزة الأمن بالقبض على والدة الأسترالي، وعدد من أقربائه، بتهمة التجمهر أمام نقطة شرطة المنيب.

النائب العام

الداخلية: ادعاءات كاذبة

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة جراء الواقعة.

انتشرت صورًا منسوبة لأهالي شاب شهرته إسلام الأسترالي، يبلغ من العمر 26 عامًا، في أثناء تجمهرهم أمام نقطة شرطة المنيب بالجيزة، اعتراضًا على “قتل ابنهم داخل النقطة جراء التعذيب”، حسبما أورد وسائل إعلام مناهضة لنظام الحكم الحالي.

حقيقة الواقعة تتمثل في حدوث مشاجرة بمنطقة المنيب بين طرفين

نفى مصدر أمني، ما تناولته بعض الأبواق الإعلامية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، من ادعاءات بشأن تظاهر عدد من المواطنين بمنطقة المنيب بمحافظة الجيزة، احتجاجًا على وفاة شاب إثر تعرضه للاعتداء من قِبل أحد ضباط الشرطة.

وأكد المصدر أن ما تم تناوله في هذا الصدد عارٍ تمامًا من الصحة جملةً وتفصيلاً، موضحًا أن حقيقة الواقعة تتمثل في حدوث مشاجرة بمنطقة المنيب بين طرفين بسبب وجود خلافات مالية بين اثنين من أطراف المشاجرة، تدخل إثرها باقي أطراف المشاجرة وتعدوا على بعضهم بالضرب، وتم ضبطهم، ونتج عن المشاجرة إصابة أحدهم بحالة إعياء وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، وتوفي أثناء تلقيه العلاج إثر إصابته بأزمة قلبية.

أجهزة الأمن ضبطت والدة الشاب المتوفى “مرتين”

وبسؤال شقيقة لم يتهم أحدًا بالتسبب في وفاته، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة.

قتيل المنيب “مسجّل خطر”

لم تمر سوى ساعات حتى كشف مصدر أمني، لم يذكر اسمه، أن قتيل المنيب مسجّل خطر في عدد من القضايا، وتم ضبطه في مشاجرة بمنطقة المنيب.

وتابع أن القتيل قد وافته المنية بعد نقله للمستشفى، لكنه لم يمت بفعل التعذيب كما نشرت صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي التي تم بثها خلال الساعات الماضية.

يأتي  ذلك، في الوقت الذي تتمركز فيه قوات الأمن أمام منزل الأسترالي

كما أكد المصدر أن، واقعة وفاة المواطن الآن أمام النيابة العامة، وسيتم التحقيق مع الضابط في الواقعة للوقوف على ملابستها.

أضاف أن الأحداث التي طرأت على المنطقة من غضب الأهالي جاءت حزنًا على فقد الشاب، إلا أنه بعد شرح الموقف لهم انصرفوا وعادوا لمنازلهم.

القبض والدة الشاب

أسرة الشاب الأسترالي، قالت إن أجهزة الأمن ضبطت والدة الشاب المتوفى “مرتين”، في محاولة للضغط عليها لعدم تحرير محضرًا بوجود شبهة جنائية وراء الوفاة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي تتمركز فيه قوات الأمن أمام منزل الأسترالي.

وقال عدد من أقرباء الشاب إن مشادة كلامية حدثت بين الأخير وأمين شرطة على إثرها تم اقتياده إلى نقطة الشرطة، وعدد من أفرادها اعتدوا عليه بالضرب المٌبرح حتى فارق الحياة.

أظهرت مناظرة جسده وجود كدمات وسحجات

وأرجع جيران وأصدقاء للشاب ما حدث إلى أن “الأسترالي” رد الشتائم التي وجهها إليه أمين شرطة، بسبب “تندة” محل لبيع العصافير يمتلكه الشاب.

كدمات بالجسم

وهناك تقارير منسوبة لمصلحة الطب الشرعي، تفيد بتعرض الشاب للضرب، إذ أظهرت مناظرة جسده وجود كدمات وسحجات.

قضية عفروتو

نالت وزارة الداخلية، انتقدت عدة بشأن ممارسات أفرادها مع المواطنين، لاسيما داخل أفراد الشرطة التي شهدت عددًا من وقائع التعذيب التي أسفرت عن القتل.

وكانت أشهر الوقائع التي شغلت الرأي العام قضية وفاة الشاب الشهير باسم “عفروتو” الذي مات جراء التعذيب بقسم شرطة المقطم.

وأودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بالسجن 3 سنوات لمعاون مباحث قسم المقطم محمد سيد عبدالحليم، وبالحبس 6 أشهر لأمين الشرطة محمد أحمد سالم، لاتهامهما بالتسبب فى وفاة «عفروتو» داخل حجز القسم في يناير 2018.

حبس 8 متهمين سنة، وتغريم كل منهم 100 جنيه، وبراءة 94 آخرين، على خلفية اتهامهم في أحداث الشغب

وقالت المحكمة إنها تيقنت من أنه في يوم 15 يناير 2018، بدائرة قسم شرطة المقطم ضربا المتهمان المجني عليه محمد عبد الحكيم، وشهرته «عفروتو»، عمدًا بأن أسقطه أمين الشرطة أرضًا بينما قام الضابط بتسديد له عدة ركلات استقرت في منطقة الصدر فأحدثا به الإصابات التي أدت لوفاته ولم يقصدا من ذلك قتله لكنه ضرب أفضى لموت.

وأضافت المحكمة أن المتهمين قبضا على المجني عليه محمد عبد الحكيم، بجانب المشتبه بهما سيد عبد الحميد مرسي، على ناصر، بدون أمر الحكام المختصين بذلك وفي غير الأحوال التي صرح بها القانون واللوائح للقبض على ذوي الشبهة بأن استوقفوهم وقاما بضبطهم دون سند إجرائي مشروع وعذباهم بالتعذيب البدني بأن تعديا عليهم ضربا وصعفًا بالأيدي وبأداة زحف بلاستيك، فأحدثا إصابتهم.

وفي سياق ذات صلة، قضت محكمة جنايات القاهرة، بحبس 8 متهمين سنة، وتغريم كل منهم 100 جنيه، وبراءة 94 آخرين، على خلفية اتهامهم في أحداث الشغب والتجمهر أمام قسم شرطة المقطم، التي وقعت إثر وفاة الشاب محمد عبد الحكيم، الشهير بـ”عفروتو” داخل حجز القسم.