تعد الولايات المتحدة الأمريكية، القوة الأكثر تأثيرًا في العالم، وكثيرًا ما تؤثر سياساتها الداخلية على السياسة العالمية، فضلاً عن أنها أكبر قوة اقتصادية وعسكرية على وجه الأرض أيضًا، ولها مصالح تمتد إلى جميع بقاع المعمورة، وقدرة على التدخل في كافة أرجاء العالم.
ومن المقرر أن تجري الولايات المتحدة، الانتخابات الرئاسية التاسعة والخمسين في الثالث من نوفمبر المقبل، والتي تجري كل أربع سنوات، تزامناً مع انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، ضمن انتخابات عدة على مستوى الولايات.
حزبان
تُحدد الولايات المتحدة الأمريكية، موعد الانتخابات الرئاسية، يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر، ولذلك سيتم إجراؤها في 3 نوفمبر المقبل.
وفي أمريكا حزبان يسيطران على النظام السياسي ينتمي الرئيس لأحدهما، وهما الحزب الجمهوري، ومرشحه الرئيس دونالد ترامب والحزب الديمقراطي ومشحه النائب السابق للرئيس باراك أوباما جو بايدن.
ليس الرئيس فقط
لا تقتصر الانتخابات على منصب الرئيس فقط، حيث إن جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 معروضة للانتخابات هذا العام، في حين أن 33 مقعدًا في مجلس الشيوخ مطروحة أيضًا للانتخاب.
تصويتان
ولدى الولايات المتحدة الأمريكية، منظومة خاصة ومختلفة لتحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية، حيث ليس بالضرورة أن يكون الفائز هو أكثر المرشحين حصولًا على الأصوات، لوجود ما يعرف بالمجمع الانتخابي.
ما هو “المجمع الانتخابي”؟
“المجمع الانتخابي” هو تجمع يضم ممثلين عن الولايات الأمريكية حيث تتمتع كل ولاية بوجود عدد معين من الممثلين لها في هذا المجمع حسب عدد سكانها.
والعدد الإجمالي لأعضاء المجمع هو 538 شخصًا، وبالتالي يكون الفائز هو المرشح الذي يفوز بـ 270 أو أكثر.
ومن يحصل في المرشحين على عدد أصوات أكبر في الولاية ذاتها، يتم منحه جميع أصوات ممثلي الولاية في المجمع الانتخابي، باستثناء ولايتين فقط.
التصويت بالبريد
أثار التصويت عبر البريد تزامنًا مع جائحة كورونا الجدل في الولايات المتحدة، حيث يتهم الديمقراطيون الرئيس ترامب بعرقلة هذه الخدمة.
وقالوا إن “ترامب” يسعر إلى تدمير الخدمة، من تأخر وصول الرسائل إلى إزالة علب البريد من الشوارع.
وأوضحوا أن السبب هو جعل التصويت بالمراسلة مستحيلًا، إذ قد يساهم هذا التصويت بترجيح كفة خصمه جو بايدن.
وكان ترامب قد زعم أن “هناك احتيالًا هائلاً” في التصويت عبر البريد وأنه “يجب أن تكون البلاد حذرة للغاية”.
كما شكك وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في نزاهة التصويت عبر البريد.
وقال إن التصويت عبره بكثافة يهدد نزاهة الانتخابات الرئاسية.
اقتراح مثير للجدل
أثار “ترامب” الجدل خلال الفترة الماضية، بعدما طالب ولاية نورث كارولينا بالتصويت مرتين على الرغم من أن هذا غير قانوني.
واقترح “ترامب” على الناخبين إرسال تصويت بالبريد ثم التصويت شخصيًا، لعدم ضمان التصويت عبر البريد الامريكي، لافتًا إلى أن الأصوات بالبريد عرضة لتزوير انتخابي كبير.
وكتب على “تويتر” أنه: “إذا صوت المواطنون بالبريد، فعليهم أيضًا الذهاب إلى مركز الاقتراع لمعرفة ما إذا كان تصويتك بالبريد قد تم جدولتها أم لا والتصويت شخصيًا إذا لزم الأمر”.
بعد أن أدلى “ترامب” بتعليقاته، فقد غرد المدعي العام لولاية نورث كارولينا جوش شتاين أنه “شجع بشكل شنيع” المواطنين في الولاية على خرق القانون من أجل مساعدته على زرع الفوضى في الانتخابات”.
في المقابل، طمأنت كارين برينسون بيل، المديرة التنفيذية لمجلس انتخابات ولاية كارولينا الشمالية، الناخبين بأن هناك العديد من الإجراءات المعمول بها لمنع أي شخص من الحصول على صوتين مسجلين.
وأوضحت أن الشخص الذي سيصوت بالفعل عن طريق البريد سيظهر في دفتر الاقتراع الإلكتروني المستخدم في مراكز الاقتراع، ويمنع من التصويت عن طريق مراكز الاقتراع نفسها .
التزوير في الانتخابات
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، لا يوجد دلائل واسعة النطاق على وجود تزوير في الانتخابات الأمريكية.
ففي الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، تم الإدلاء بما يقرب من ربع الأصوات بالبريد، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد هذه المرة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويتراوح معدل تزوير التصويت بشكل عام في الولايات المتحدة بين 0.00004٪ و 0.0009٪