استيقظ اللبنانيون، صباح اليوم الخميس، علي حريق آخر في مرفأ العاصمة اللبنانية، إذ سادت حالة من الذعر بين المواطنين، وتصاعدت أدخنة النيران في سماء بيروت  بعد شهر من الانفجار الهائل، الذي دمر المرفأ والمنطقة السكنية المحيطة به، وكأن جراح بلاد الأرز لا تنوي الأتلام .

وقال الجيش اللبناني، في بيان له، إن “حريقا اندلع في مستودع لإطارات السيارات والزيوت في مرفأ بيروت وسبب الحريق غير معلوم حتى الآن”، داعيًا المواطنين إلى الابتعاد عن محيط المرفأ وإخلاء الطرق المجاورة له، لاشتداد الحريق”

ويحاول فرق من الدفاع المدني اللبناني ومروحيات من الجيش السيطرة على حريق اندلع بمحيط في مستودع لإطارات السيارات والزيوت في مرفأ بيروت، وسبب الحريق غير معلوم بعد.

 

إخلاء المنطقة

وقد تداول مقاطع فيديو وصور، صباح اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي لعمال في مرفأ بيروت يهرعون خوفًا من وقوع انفجار بعد الحريق الذي اندلع في مستودع للزيوت، والإطارات في السوق الحرة.

وطال مصدر عسكري من المواطنين الابتعاد عن محيط المرفأ وإخلاء الطرق في جواره، مشيرًا إلى أنه يتم العمل على إخلاء المرفأ، لاشتداد الحريق، بحسب قناة “ال بي سي” اللبنانية.

ودعا المصدر لعدم تسيير أي طائرات مسيرة فوق المرفأ وبمحيطه، لأن طوافات الجيش ستشارك في إخماد الحريق، وقد حضرت 3 إطفائيات من أجل ذلك.

 

غير خطرة

بينما أكد الجيش اللبناني، أن عمليات إطفاء الحريق بدأت وستشارك طوافات الجيش في إخماده”، مشيرًا إلى انسحاب فوج الإطفاء، بسبب انفجارات صغيرة تحصل مكان الحريق في المرفأ.

في المقابل، طمأن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة إلى أن الحريق لن يؤدي إلى أي انفجار وما هو مشتعل خردوات وإطارات، ولا إصابات في المكان والجيش يسيطر على الوضع في المكان.

وأشار إلى أن “هناك حالة واحدة أصيبت بضيق تنفس، فليطمئن الجميع لأن الأمور تحت سيطرة ​قيادة الجيش”.

وهناك مخاوف من أن تسفر النيران عن أي تفجيرات أخرى بالمرفأ، بعد التفجير الذي وقع في المرفأ أول أغسطس الماضي بسبب “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، وأسفر عن 191 قتيلاً وحوالي 8 آلاف مصاب، بخلاف تشريد أكثر من 300 ألف شخص ودمار وحدات سكنية، ومنشأة عامة وخاصة.

ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، بعد أن حلت منذ 11 فبراير لماضي، وكُلفت حاليًا بتصريف أعمال البلاد التي تعيش حالة طوارئ.

 

“معك يا لبنان”

وكتب وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، عبر حسابه علي  تويتر، “نشعر بصدمة وحزن بعد علمنا باندلاع حريق آخر في مرفأ بيروت”.

بينما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، انطلاق قافلة مساعدات مكونة من ست شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية والصحية، وسيارتي نقل ضمن حملة “معك يا لبنان”؛ لمساعدة المتضررين جراء تداعيات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الشهر الماضي.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير، إن قافلة الإغاثة تضم 6 شاحنات بحمولة تزن 100 طن من المساعدات الإنسانية؛ في إطار البرامج العديدة التي تقدمها الكويت، لرفع معاناة الشعب اللبناني بعد حادثة المرفأ.

وأوضح الساير، أن الشاحنات تحوي مواد غذائية متنوعة، وأجهزة طبية وأدوية، وملابس متنوعة، ومولدات كهرباء، ومستلزمات أطفال، موضحًا أن شاحنات المساعدات التي انطلقت من الكويت، تعد جزءًا من برنامج إسناد ومساعدة إنسانية أخرى، تضمنت أجهزة طبية ومعدات، بالإضافة إلى تأهيل بعض المستشفيات في مدينة بيروت، وإرسال مواد غذائية خلال الشهر الماضي.

وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هناك تنسيقًا كاملاً مع سفارة الكويت في بيروت، والصليب الأحمر اللبناني، لتوصيل المساعدات للمتضررين الذين تم تحديد احتياجاتهم بعد مسح واسع شمل كل المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن متطوعي الجمعية سيشرفون على توزيع المساعدات على المتضررين، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني.

 

شبكة فساد

على جانب آخر، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، من خلال تحقيق استقصائي لها، عن عثور ضابط أمني جديد في المرفأ بابًا مكسورًا وثغرة في المستودع رقم 12 الذي كان يضم كميات كبيرة من مادة نترات الأمونيوم المتفجرة.

وتقول الصحيفة إن انفجار مرفأ بيروت كشف عن نظام فاسد وعاجز فشل في الرد على التهديد في وقت يواصل فيه إثراء النخبة السياسية عبر الرشوة والتهريب، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وتشير الصحيفة استنادًا إلى وثائق لم يُكشف عنها من قبل، إلى سعي مؤسسات الدولة إلى إبعاد المسؤولية عنها، كما أوضحت أن العمليات اليومية لنقل البضائع من المرفأ تحتاج في كل مرحلة إلى رشاوى لمفتش الجمارك الذي يسمح للمستوردين بتجنب دفع الضريبة وإلى الأمن أو الجيش حتى لا يقوم بتفتيش الشحنة.

وقال باسم القيسي، المدير العام لمرفأ بيروت، إن الحريق وقع في السوق الحرة في مبنى إحدى الشركات التي تستورد زيت القلي، وامتد إلى الإطارات المطاطية التي تسببت في الدخان الأسود الكثيف وارتفاع ألسنة اللهب.

في حين، استطاعت فرق الإطفاء السيطرة شبه الكاملة على نقطة الحريق في مرفأ بيروت والعمل جار على منع تمدد الحريق إلى كميات إضافية من الإطارات، حيث تداولت بعض الاخبار حول امداد للحريق شملت منطقة التجارة الحرة، بحسب موقع “لبنان24 “.