عاد الجدل يحتدم مجددًا حول تطبيق “تيك توك” الصيني الشهير، تزامنًا مع اقتراب الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لشركة “بايت دانس” المالكة للتطبيق، للتنازل عنه لصالح شركة أمريكية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي قد أعلن في 31 يوليو، نيته حظر “تيك توك” في الولايات المتحدة، إلا أنه عاد لاحقا وخيّر “بايت دانس” بين بيع التطبيق لشركة “مايكروسوفت” أو أي شركة أمريكية أخرى قبل حلول 15 سبتمبر، أو إغلاقه في الولايات المتحدة.
وفي 6 أغسطس الماضي وقع مرسومًا يمهل جميع الجهات الأمريكية 45 يومًا لوقف التعامل مع شركة “بايت دانس” الصينية.
وترك “ترامب” القرار الفرصة الوحيدة لـ “تيك توك” لتفادي الحجب في حال اشترت أي شركة أمريكية فرع “تيك توك” الخاص بالولايات المتحدة.
صفقة
الساعات الماضية حملت أنباء جديدة في هذا الصدد، قد تحمل انفراجة بالنسبة للشركة الصينية، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أن “بايت دانس” تتفاوض مع الحكومة الأمريكية حول خيارات محتملة تتيح لها تجنب بيع عملياتها بالكامل في الولايات المتحدة.
وقالت إن الجانبين يتفاوضان حول صيغ صفقة مفترضة ستشمل على الأرجح إعادة هيكلة الجزء الأمريكي من “تيك توك”، وذلك في ظل اقتراب موعد انقضاء المهلة التي فرضها “ترامب”.
خسائر “تيك توك”
وفي أغسطس الماضي، كشفت وكالة “رويترز” أن حظر “تيك توك” قد يحذفه من متاجر التطبيقات في أمريكا ويجعل الدعاية من خلاله غير قانونية.
وذكرت أن وثيقة للبيت الأبيض كشفت أن الحكومة الأمريكية درست عرقلة عناصر مهمة في عمليات “تيك توك” وتمويله في ظل مخاوف بشأن أمان البيانات الشخصية التي يتعامل التطبيق معها.
ونصت الوثيقة على أن “المعاملات المحظورة قد تشمل، على سبيل المثال، الاتفاقات التي تجعل “تيك توك” متاحا في متاجر التطبيقات.. وشراء الدعاية على تيك توك وقبول شروط الخدمة لتنزيل تطبيق تيك توك على هواتف المستخدمين“.
وقال بعض خبراء قطاع التكنولوجيا إن عرقلة وجود “تيك توك” على متاجر التطبيقات الإلكترونية التابعة لـ،”أبل” و”ألفابت” المالكة لجوجل، قد يصيب نمو التطبيق بالشلل.
مخاوف أمريكية
صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مصادرها، أن الهم الرئيس للمسؤولين الحكوميين المشاركين في المفاوضات مع الشركة الصينية هو ضمان أمن البيانات الشخصية لمستخدمي “تيك تك” الأمريكيين ومنع تسريبها لحكومة الصين.
لكن من غير المعروف ما إذا كان البيع الجزئي للتطبيق سيلاقي ردا إيجابيا من جانب ترامب.
تحركات سابقة
وفي سياق المساعي هذه اجتمع الأسبوع الماضي، وفد ضم ممثلا واحدا على الأقل عن الشركات المستثمرة الأساسية في “تيك توك”، وهي “سيكويا كابيتال” و”جنرال أتلانتيك” و”كوتوي مانجمنت”، مع رجال من وكالة الاستخبارات المركزية لمناقشة أمن البيانات.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن المفاوضات زادت تعقيدا بعدما شددت الحكومة الصينية، في نهاية أغسطس الماضي، قوانين الصادرات المتعلقة بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في خطوة تسمح لها بالسيطرة على أي عقد بيع محتمل لـ “تيك توك”، علما أنه كان من المفترض سابقا أن الصفقة المستقبلية ستتضمن نقل “الخوارزميات الرئيسية” التي يستخدمها “تيك توك” وتعتبر إحدى العناصر الأساسية لنجاحه، إلى المشترين.