في عصر الاحتراف الحديث بكرة القدم العالمية يوجد الكثير من الخروقات في علاقات الأندية تجاه لاعبيها والعكس صحيح، فهناك لاعبين يتقاضون رواتب ضخمة دون تقديم أي مستوى مناسب لربع تلك القيمة، بل هناك أخرون لا يبالون نهائيًا بأحوال فرقهم وغير مهتمين على الإطلاق بلعب كرة القدم وتحسين قدرات فريقهم بل القصة كلها تكمن في الحصول على الراتب الضخم بانتظام حتى نهاية العقد دون تقديم أي شيء مقابل ذلك في الملعب، تلك الحالات تكررت كثيرًا بالعقدين الماضيين ولكن لم تكن بالسوء الذي وصل له الثنائي جاريث بيل، لاعب ريال مدريد ومسعود أوزيل، لاعب أرسنال.

الثنائي السابق ذكره لا يقدم أي شيء ملموس على المستطيل الأخضر لفريقه طوال عامين ماضيين وأشبه بالأشباح، وعند الحاجة إليهم لا يظهرون أي أداء متوافق مع حجم راتبهم ومستواهم المعروف وسمعتهم السابقة كنجوم في عالم كرة القدم، وتحول الأمر عند “بيل” إلى الاستمتاع بممارسة رياضة الجولف أكثر بكثير من لعب كرة القدم رياضته الأساسية ومساعدة فريقه ريال مدريد بأداء كبير للفوز بالبطولات، والثاني اكتفى بلعب ألعاب الفيديو عن مساعدة فريقه والعودة لمستواه الكبير السابق، وأصبح يلعب كالشبح على أرضية الميدان، وهو الأعلى راتب في فريقه وكذلك “بيل”.

ولا يجد ريال مدريد وكذلك أرسنال أي طريقة للتخلص منهما في سوق الانتقالات لرفضهم التام الرحيل، وكذلك قلة العروض التي تصل إليهم لسمعتهم السيئة تلك، ومع تبقي مدة في عقودهما مع الناديين أصبح الأمر أشبه بالعبء على النادي والجماهير والأجهزة الفنية، فلا يقدم الثنائي أي مردود إيجابي مع الفريق وكذلك لا يرغبون في الرحيل ويتمسكون براتبهم الكبير والحصول عليه كما تنص القوانين.

البقاء للراتب المرتفع دون إفادة الفريق

النجم الويلزي السريع أصبح لغزًا محيرًا في ريال مدريد فبعدما أتى كأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم عام 2013 مقابل 100 مليون يورو إلى سانتياجو برنابيو، قدم ثلاثة أو أربعة مواسم على أقصى تقدير بشكل جيد، ثم بدأ التراجع حتى وصل لنقطة الصفر تمامًا، فلم يعد وجوده مفيدًا على الإطلاق بل اعتذر عن اللعب في مباراة مانشستر سيتي الأخيرة بدوري أبطال أوروبا، ولا يتحدث أو يتناقش مع المدرب زيدان على مدار فترات طويلة، فهو خارج الحسابات تمامًا ولكنه باقٍ لتقاضي راتبه الضخم فقط.

كذلك الحال مع أوزيل الذي جاءت له عدة إصابات بسبب ألعاب الفيديو خاصة على مستوى الظهر، لبقائه يلعبها فترات طويلة دون التركيز أو الاكتراث تمامًا بفريقه واحتياجه له وبدلاً من عودته لمستواه ومساعدة ناديه قرر البقاء هكذا بنفس الحال طالما أنه يتقاضى راتبه الضخم والأمور تسير على ما يرام في هذا الاتجاه فقط، ما أغضب النادي والجماهير والجميع منه ولكن دون فائدة.

التحول لعبء فني ومادي وجماهيري

أن تضم بين صفوفك لاعب قيمته السوقية قياسية في حالة بيل أكثر من 80 مليون يورو وأوزيل أكثر من 40 مليون يورو، ولديهما الراتب الأعلى في الفريق ومن الأكبر حول العالم أجمع، دون أن يقدما أي مستوى يذكر أو أداء يشفع لهما بالاستمرار داخل الفريق فهنا تتحدث عن كارثة بكل ما تحمله الكلمة من المعنى، وتصف حجم التخاذل والتمرد الذي وصل له الثنائي، وكيف يضيعان سمعتهما الكروية ويضحيان بمسيرتهما الكبيرة والعظيمة من قبل بهذه الأفعال التي يقومان بها فقط من أجل الحصول على المال والراتب الضخم دون لعب كرة القدم أو مساعدة فريقهما بأي شكل.

هنا يتحول الأمر لعبء كبير على النادي والجماهير والجهاز الفني، من الناحية المالية على الإدارة التي لا تعرف كيفما تتخلص منهما، ولا مقتنعة بصرف الراتب الضخم لهما دون أن يقدما أي مساعدة تذكر للفريق في أرضية الميدان، فلابد من تعديل بعض القوانين التي تناصر اللاعبين على الاندية لعلاج مثل تلك الحالات، وإلا ستكون الأمور كارثية فيما بعد على الجميع. 

تعديل بعض القوانين لصالح الأندية

من أجل حل تلك الأزمة وهذا النوع من المشاكل بين الأندية واللاعبين، لابد من تعديل بعض القوانين الخاصة بالتعاقد، بوضع بند يسمح للأندية بفسخ التعاقد إذا ما حدثت مثل هذه الأفعال من النجوم، أو حدث تخاذل من بعضهم أو تمرد على النادي والجهاز الفني على سبيل المثال أو غيره من تلك الأشياء، هذا البند سيعطي للأندية الحق في تأديب المتخاذلين بفسخ التعاقد والتحرر من راتبهم الضخم دون تقديم أي إفادة للفريق.

كذلك ستقلص من صلاحيات اللاعبين الكثيرة مقارنة بالأندية، وستجعل الجميع لا يكرر مثل هذه النماذج في المستقبل وبالتالي سيحمي المنظومة أكثر، ويجعل الجميع يعرف واجباته وحقوقه ولا يتخطاها مهما كبر نجمه أو عقده وسط الفريق الذي يلعب له، وهنا تعود الأمور لنصابها الصحيح ولا يجرأ أحد على خرق الروح الرياضية أو الشرف المهني مثلما فعل بيل وأزيل مستغلين عدم وجود عقاب لهما على هذا التخاذل الكبير في حق ناديهم.