في اليوم الأول لانطلاق الموسم الجديد الدوري الإنجليزي الممتاز، كان المحترفين العرب وتحديدًا المصريين على موعد مع كل التألق والتوهج في كرة القدم ببلاد الضباب، البداية كانت مع الدولي محمد النني، لاعب وسط أرسنال، الذي قدم مستوى كبير رفقة فريقه أرسنال في مواجهة مضيفه فولهام وقاده لفوز كبير بثلاثية نظيفة، ظهر خلالها بأداء عظيم ونال استحسان الجميع وأولهم مدربه الذي أبقاه حتى نهاية اللقاء داخل أرضية الميدان، ثم جاء الدور على الملك المصري وفخر العرب محمد صلاح رفقة فريقه ليفربول بطل البريميرليج في مواجهة ليدز يونايتد بطل الدرجة الأولى الموسم المنقضي، وقدم الفرعون بداية ولا أروع بتسجيله هاتريك وقيادته الريدز لفوز صعب برباعية مقابل ثلاثة على ملعب أنفيلد.
ولم يكتف صلاح بهذا التألق وتلك الاهداف الغزيرة فقط، بل حطم عدة أرقام قياسية أخرى، جعلته لاعب الجولة بلا منازع حتى قبل انتهاء باقي مبارياتها التي تنتهي يوم الإثنين المقبل، فقد قدم كل شيء ممكن على أرضية الميدان وقاد الليفر لتخطي فخ ليدز الصاعد حديثًا للأضواء بعد غياب 16 عامًا في غياهب الدرجة الأولى الإنجليزية “تشامبيونشيب”، ومع مدربه العالمي المتمرس مارسيلو بيلسا الذي صعب اللقاء كثيرًا على حامل اللقب وجعله يفوز بشق الأنفس في أخر لحظات المباراة التي أقيمت وسط مدرجات خاوية بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
ولذلك نستعرض في السطور القادمة، أبرز تلك الأرقام لنجمي منتخب مصر وهداف ليفربول والدوري الإنجليزي السابق محمد صلاح، وكذلك محمد النني العائد من إعارة ببشكتاش التركي إلى فريقه الأصلي أرسنال وقد أثبت أنه مازال لديه مكان في الفريق اللندني الكبير بمستواه الرائع اليوم.
صلاح ملك ليفربول وإنجلترا
قدم الملك المصري واحدة من أفضل مبارياته بالفترة الأخيرة سواء قبل كورونا أو بعد العودة من التوقف، وسجل هاترك تاريخ وضعه بين عظماء النادي والبريميرليج وحقق به عدة أرقام مهمة، أهمها هو أنه أصبح أول لاعب من ليفربول يسجل 3 أهداف في الجولة الأولى في الدوري، منذ جون الدريدج ضد تشارلتون في موسم 1988/1989، وبات ثاني لاعب في تاريخ البريميرليج يسجل في المباراة الافتتاحية للمسابقة لأربعة مواسم متتالية بعد الأسطورة تيدي شيرنجهام.
كما بات صلاح تاسع لاعب يسجل هاتريك في الجولة الأولى من الدوري الممتاز، بعد ميكي كوين (1993)، مات لو تيسييه (1995)، كيفين كامبل (1996)، فابريتسيو رافانيلي (1996)، ديون دبلن (1997)، جابرييل اجبونلاهور (2008)، ديدييه دروجبا (2010) ورحيم ستيرلينج (2019).
كذلك نجح الفرعون في أن يصبح رابع لاعب من ليفربول يسجل 50 هدفاً أو أكثر في الأنفيلد بالدوري الممتاز، بعد روبي فاولر (85) وستيفن جيرارد (69) مايكل أوين (63)، كما حقق ليفربول الانتصار في آخر 35 مباراة في الدوري الممتاز سجل فيها محمد صلاح، محطمًا بذلك الرقم القياسي المسجل باسم واين روني (34 فوزًا متتاليًا، عندما سجل في الفترة من سبتمبر 2008 إلى فبراير 2011).
ورفع رصيد من الهاتريك إلى الرقم 3 في مسيرته بالبريميرليج، ليصبح على بعد هاتريك واحد فقط من صاحب الرقم القياسي للاعبين الأفارقة بالدوري الممتاز، وهو النيجيري ياكوبو صاحب الـ4 هاتريك بتاريخ المسابقة.
كل هذه الأرقام المهمة والمميزة حققها النجم المصري العالمي في لقاءه الأول بالموسم الجديد، الذي يبدو وأنه سيكون مختلفًا له كذلك على المستوى الفردي وسيحتل صدارة الهدافين مبكرًا بحثًا عن الفوز بجائزته المحببة مرة ثالثة وكذلك لاعب العام في إنجلترا ثانيًا بعد أن فاز بها في موسمه الأول رفقة فريق مدينة البيتلز الشهير.
النني يعود لدائرة الضوء
نجح محترفنا المصري الثاني في بلاد الضباب محمد النني، من تقديم مستوى كبير هو الآخر رفقة فريقه أرسنال، حيث قاده للفوز على فولهام الصاعد حديثًا لدوري الأضواء على ملعبه فيكارج رود بثلاثية نظيفة، خاض خلالها النني المباراة كاملة وقدم مستويات مميزة وجاءت أرقامه كلها رائعة نال أفضل التقييمات.
حيث سدد خلال اللقاء على المرمى في مناسبة وحيدة وقام بـ64 تمريرة منهم 4 فقط بشكل خاطئ وبنسبة نجاح وصلت إلى 93%، وهو رقم مميز ومهم جدا لفريق يبحث عن الحفاظ على الكرة والسيطرة على منتصف الملعب، وكان من ضمنهم 7 تمريرات طولية أمامية، بينما بقية التمريرات كانت قصيرة وأغلبها موجه لويليان صانع لعب أرسنال في مباراة اليوم.
وبفضل النني كانت بداية هدف أرسنال الثالث الذي سجله بيير إيميريك أوباميانج، حيث كان هو من استخلص الكرة بشكل مميز وقام بنقلها إلى ويليان الذي أنطلق ليحول الكرة عكسيًا إلى أوباميانج، الذي أطلق تسديدته في شباك الحارس روداك.
ولمس النني الكرة في 70 مناسبة من مباراة اليوم، وهو خامس أكثر لاعب في أرسنال لمسًا للكرة، ولكنه الأكثر في خط الوسط والهجوم حيث أن الأربعة الأكثر لمسًا للكرة منه في مباراة اليوم كانوا ثلاثي الدفاع روب هولدينج وكيران تيرني وجابريل ورابعهم هو الظهير هيكتور بيليرين.
وقطع الفرعون الكرة في أربعة مناسبات فيما تحصل على خطأ واحد لصالحه ليحصل على تقييم 7.8، ونال عن أدائه إشادة مدربه مايكل أرتيتا، حيث قال عنه عقب المباراة “محمد النني كان رائعا، لقد كان ممتازا في التدريبات منذ اليوم الأول، أعرفه جيدا، لقد لعبنا معا. اليوم كان استثنائيًا”.
وسجل ثلاثية أرسنال في هذه المباراة، الفرنسي لاكازيت والمدافع جابرييل والجابوني بيير إيميريك أوباميانج، ليحصد بذلك رجال المدرب أرتيتا أول ثلاثة نقاط في طريقهم للمنافسة على لقب البريميرليج الموسم الجاري.