مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية (3 نوفمبر المقبل)، تتفاقم المنافسة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية، والمرشح الديمقراطي جو بايدن.

مخطط ترامب للفوز الانتخابات

يصور الرئيس الأمريكي نفسه المدافع عن أمريكا البيضاء، إلا أن ترامب غير سياسته مؤخرًا ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات يدعم الأقليات في البلاد.

ترامب كان يهون من الاحتجاجات وأعمال العنف ضد الشرطة على الرغم من الاضطهاد والقمع للأقليات في البلاد، منذ مقتل جورج فلويد، على يد أحد ضباط الشرطة، مما أثار الغضب وتحولت إلى احتجاجات ضد العنصرية في واشنطن.

فيروس كورونا

يشكل فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة الأمريكية، مخاطر جسيمة على الانتخابات، إذ تعتبر واشنطن من أكثر الدول تضررًا في العالم من تفشي كورونا.

وبحسب استطلاع رأي وفق مجلة ذا إيكومينست، فقد تعني الأعباء الجديدة أن البلاد قد لا ترى نتائج الانتخابات النظيفة التي كانت تتوقعها ليلة الانتخابات الرئاسية المعتادة، بسبب فيروس كورونا.

وتوقعت المجلة الأمريكية، بأن الانتخابات الحالية تواجه صعوبات كثيرة في ظل ظروف انتشار “كوفيد- 19”.

إنكار أعمال البنتاجون

شنّ ترامب مؤخرًا انتقادًا لاذاعًا على وزارة الدفاع الأمريكية، وقادة البنتاجون، متهمًا إياهم بالرغبة في خوض حروب لإرضاء صناعة الدفاع، مما أثار الكثير من الجدل حول آرائه، ووجهت له اتهامات بإنكار مهمة وزارة الدفاع .

وأشارت تقرير مجلة ذا أتلانتيك، إلى أن ترامب راهن في تصريحاته اللاذعة على أنهم لا يفعلون شيئًا سوى الحروب، وواصل هجماته على أبطال الحرب والجنرالات، حتى في الوقت الذي يحاول فيه تقديم أقصى درجات الاحترام للجيش، وكانت تلك الاتهامت مثلما أعلن في انتخابات 2016 حول التحرش في البلاد.

وأدلى ترامب، الذي تعرض لانتقادات عدة بسبب انتقاداه لأفراد الجيش الأمريكي بهذه التصريحات على النقيض من خصمه الديمقراطي في السباق الرئاسي، نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي اتهمه بإرسال “شبابنا لخوض هذه الحروب المجنونة التي لا نهاية لها”.

وقال “ترامب”، لا أقول إن الجيش الأمريكي يحبني، إلا أن قادة الجيش وكبار الشخصيات في البنتاجون يريدون الخوض في حروب إرضاءً للشركات التي تصنع القنابل والطائرات .

وطوال فترة إدارة ترامب، دعم بفخر صناعة الدفاع الأمريكية والوظائف التي تخلقها، سواء في الداخل أو من خلال الصفقات الخارجية.

ووصف ترامب في ديسبمر عام 2018، مستويات الإنفاق الدفاعي الأمريكي بأنها مجنونة إلا أنه تفاخر أيضًا بأنه مسؤول عن إنفاق 2.5 تريليون دولار على المعدات العسكرية.

الشرق الأوسط

اعتزمت الإدارة الأمريكية الوساطة في التطبيع العلاقات بين إسرائيلي والإمارات، ومن المقرر أن تستضيف مراسم توقيع التطبيع بين الدولتين في 15 سبتمبر الجاري.

وأشار ترامب مؤخرًا إلى  أن العلاقات الدبلوماسية من شأنها دفع السلام في الشرق الأوسط.

في حين أن الصفقة أولية، تمثل فوزًا دبلوماسيًا نادرًا لترامب قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، كما أنه يمثل انتصارًا نادرًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، حيث بالكاد تغيرت خطوط الصراع منذ السبعينيات.

وكان قد تضمن خطاب ترامب خلال الفترة الماضية، العديد من نجاح إدارته في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ورغبته في سحب القوات الأمريكية في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات في العديد من الدول.

أفغانستان.. اتفاقية السلام

بينما لايوجد المزيد من الوقت أو الالتزام السياسي لتنفيذ اتفاقية السلام التي تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية بين حركة طالبان والسلطات الأفغانية، لدفع اتفاقية للتعجيل بالانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

قد يسعى ترامب للوفاء بتعهداته الانتخابية، بعدما واجه رد فعل عنيف حول الإصرار على وجود القوات الأمريكية في الكثير من الدول حول العالم، رغم أنها وصلت لدرجة الإفلاس والخسائر البشرية في صفوفها.

فيما كشف الجنرال الأمريكي فرانك ماكنزي، عن مخطط ترامب للتعامل مع القوات الأمريكية في الخارج، لافتًا إلى أن ترامب أكد على انسحاب القوات الأمريكية في أفغانستان، قبل موعد الانتخابات في 3 نوفمبر المقبل.

وحول انسحاب المخطط له في أفغانستان فإن الوجود العسكري في البلاد سينخفض من 8600 إلي 4500، في نهاية أكتوبر المقبل.

العراق

دعت الحكومة العراقية والبرلمان العراق الولايات المتحدة الأمريكية إلى انحساب قواتها من البلاد، وسط تصاعد التوترات بين الميلشيات الإيرانية في البلاد والقوات الأمريكية في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، بالقرب من مطار بغداد، بسبب الانتهاك المستمر للسيادة العراقية.

كما اعتزم الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن مخطط سحب القوات الأمريكية من العراق وخفض وجودها، بعدما انتهت الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في البلاد، حيث يخفض القوات من 5200 إلى 3000 بنهاية سبتمبر الجاري.

وقال شركة ماكنزي، إن خفض القوات من العراق يرجع إلى “التقدم الكبير الذي حققته القوات العراقية وبالتشاور والتنسيق مع حكومة العراق وشركائنا في التحالف، إلا أن القوات المستمرة في بغداد ستعمل على تقديم المشورة والمساعدة لشركائنا العراقيين في استئصال خلايا تنظيم داعش الإرهابي وهزيمته”.

إيران .. صفقة جديدة

تصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2018، بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

وفي أعقاب الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، ومتابعة ما يسمى بسياسة ممارسة الضغط الأقصى على إيران، وعد ترامب بإقناع إيران بالجلوس على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى “صفقة أفضل”.

مع مرور أكثر من عامين على الانسحاب فشلت حكومة الولايات المتحدة في تحقيق هدفها ولهذا السبب، تعرض ترامب لانتقادات شديدة من قبل مجموعات مختلفة في الولايات المتحدة على عتبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

واتهم منتقدوه ترامب بالافتقار إلى استراتيجية ضد إيران، والتصعيد غير المبرر للتوتر مع إيران، وعزل الولايات المتحدة عن حلفائها.

وفي أعقاب خوض ترامب للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، أعلن الرئيس الأمريكي اعتزامه صفقة عادلة مع إيران بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، حسبما أوردت وكالة مهر الإيرانية.

قطر .. وقف أعمال الارهاب بأمر من ترامب

أوضحت تقارير استخباراتية خلال هذه الفترة، أن قطر تتبع سياسة جديدة في التعامل مع العديد من الملفات وخاصة دعم المنظمات الإرهابية، بالتزامن مع اقتراب إجراء الانتخابات 2020.

أكد التقرير الاستبخاراتي أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، غير سياساته في دعم المنظمات الارهابية والمتطرفة في المنطقة، لافتاً أن ذلك جاء بدعم الرئيس الامريكي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية.

واشار التقرير ان حركة حماس كانت اول من تلقت عدم الدعم من قطر خلال الفترة المقبلة، حيث اصدر تميم تعليماته لمساعديه بان استمرار تدفق الاموال القطرية الي غزة ليس مضموناً.

وحذر تميم من أن المبالغ التي تم تحويلها مؤخرا والبالغة 30 مليون دولار “ليست سياسة” دائمة من الدوحة، وقال المندوب القطري للجماعة حماس في رسالته الموجه، أن الامريكيون والاسرائيليون  لايمزحون في هذه الاوقات، ولا يبدو لترامب الخسارة في الانتخابات.

شرق آسيا

عندما يتعلق الأمر بسياسة الولايات المتحدة بشأن شمال شرق آسيا، والصين على وجه الخصوص، ودعم الصين بشكل صريح لجو بايدن في الانتخابات الرئاسية، فقد يأتي السؤال، بدعم بايدن هل ستعود سياسية الرئيس السابق باراك أوباما؟.

وقال ترامب إن سياسة نائب الرئيس السابق تجاه المنطقة وفي آسيا ستكون مجرد استمرار لسياسية أوباما أو “إعادة التوازن” في آسيا، وهو ماكان متورطًا فيه.

الصين

انتخابات 2020 لديها القدرة على حبس العلاقات الأمريكية- الصينية في دوامة هبوط خطيرة، أو إرساء الأساس لتقليل التوتر، وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة خلال هذه الفترة.

وأعلنت الصين خلال الفترة الاضية عن دعمها للمرشح الديمقراطي جو بايدن المنافس للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في الانتخابات.

وكان قد لوح الرئيس الأمريكي خلال الفترة الماضية انفصال الاقتصاد الأمريكي عن الاقصتاد الصيني، مبينًا أن واشنطن لن تخسر أموالاً إذا أوقفت أنشطة أعمال بين البلدين.

وأشارت صحف أمريكية، أن ترامب أصدر قرارًا بمنع تأشيرات الطلاب وأصحاب الشركات الصينية، داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي إطار حملة ترامب الانتخابية، اتهم ترامب الصين بتدهور الاقتصاد الأمريكي من وباء كورونا، إذ ألقى باللوم على الصين لعدم الإعلان عن الفيروس المستجد، وما تابعه من ضائقة اقتصادية.

قال: “ستمتلك الصين الولايات المتحدة إذا خسر ترامب هذه الانتخابات”، مضيفًا: “إذا لم أفز في الانتخابات، فإن الصين ستمتلك الولايات المتحدة”، ساخرًا “كما أنه يتعين عليك تعلم اللغة الصينية”.

كوريا الشمالية

فيما يتعلق بالتهديد النووي الكوري الشمالي، قال “بايدن” إنه لن يجتمع مع الزعيم كيم جونغ أون دون “شروط مسبقة”، في الوقت الذي التقى ترامب بكيم 3 مرات، وهي اجتماعات قال بايدن إنها كانت هدية للديكتاتور الشاب، مما منحه إحساسًا بـ “الشرعية”.

قال نائب الرئيس السابق إن نهجه في التعامل مع كوريا الشمالية سيشمل العمل على إصلاح العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان من أجل مكافحة أي استفزازات بشكل أفضل، مع تكديس “ضغوط هائلة” على الصين “لأن من مصلحتهم أيضًا” السيطرة على أنشطة بيونج يانج النووية.

واصلت العلاقة بين كوريا الجنوبية واليابان هذا العام تدهورها إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، بسبب النزاعات التاريخية والاقتصادية المتفاقمة.