بعد أسابيع قليلة من اتفاق الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، وافقت البحرين على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

يعد الاتفاق جزء من حملة دبلوماسية أوسع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته لتخفيف العزلة النسبية للدولة اليهودية في الشرق الأوسط.

وأعلن ترامب الاتفاق في الذكرى التاسعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية بعد مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

كما أصدر القادة الثلاثة بيانًا مشتركًا موجزًا بمناسبة ثاني اتفاق تطبيع عربي من نوعه مع إسرائيل في الشهرين الماضيين.

وقد جاء الإعلان قبل أقل من أسبوع من استضافة ترامب لحفل في البيت الأبيض بمناسبة إقامة علاقات كاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وهو الأمر الذي توسط فيه ترامب وفريقه في الشرق الأوسط في أغسطس الماضي، كما سيحضر وزير خارجية البحرين هذا الحدث ويوقع اتفاقية منفصلة مع نتنياهو

التطبيع البحريني – الإسرائيلي

مثل الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، ستعمل الصفقة البحرينية الإسرائيلية على تطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والأمنية وغيرها بين البلدين.

وكانت البحرين، إلى جانب المملكة العربية السعودية، قد ألغتا بالفعل حظرًا على الرحلات الجوية الإسرائيلية من استخدام مجالها الجوي، ويعتبر قبول السعودية بالاتفاقيات مفتاح الصفقات.

وفي بيان مشترك، أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل في خطوة تهدف الي المزيد من إرساء السلام في الشرق الأوسط.

وأوضح البيان الثلاثي، أن الخطوة التاريخية تهدف لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن “فتح الحوار والعلاقات المباشرة بين هذين المجتمعين الديناميكيين والاقتصادات المتقدمة، كما أنه سيواصل التحول الإيجابي للشرق الأوسط ويزيد الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة”.

ذكر البيان أن وزير الخارجية البحريني سينضم إلى نتنياهو وممثلي الإمارات في البيت الأبيض الأسبوع المقبل للتوقيع على إعلان سلام

تطبيع دبلوماسي مستمر

ألمح كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر أن العديد من الدول العربية الأخرى قد تحذو حذوها، مشيراً الي أن دول المنطقة من المقرر ان تحسن علاقاتها مع إسرائيل.

وأوضح كوشنر الي أن الشعب العربي أصبح لديه القدرة على فهم تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فضلاً عن فهم رؤية مستقبل أكثر حيوية، مبيناً الي أن التطبيع الاماراتي – الإسرائيلي لاقى ردود أفعال إيجابية.

ذوبان الجليد

وقد توالت ردود الأفعال العالمية حول التطبيع البحريني – الإسرائيلي، قالت مجلة بولتيكو الأمريكية، وضعت إدارة ترامب أعينها على التوسط في اتفاق سلام في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن ترامب وضع خطة لذوبان الجليد في المنطقة، وضعته في صفوف الفوز بجائزة نوبل للسلام.

وكانت قد أعلنت تقارير أمريكية عن ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجائزة من قبل نائب نرويجي من خلال الاتفاقية الناجحة بين الإمارات وإسرائيل، ومؤخراً بين البحرين وإسرائيل.

إنهاء حروب لا نهاية لها

ومن جهتها، أشادت شبكة فوكس نيوز الاخبارية بالتطبيع البحريني الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهي حروباً لا نهاية لها، فضلاً عن تقدم الازدهار والاستقرار وإعادة العلاقات الجيدة في الدول العربية.

عزلة إيران

وسلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على التطبيع البحريني – الإسرائيلي، لافتة إلى أن الاتفاق بين الدول الخليجية وإسرائيل زاد من عزلة إيران وتهديداتها في المنطقة.

وتوضح الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، أن السياسة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإبرام الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات الأمريكية، فقد زاد من تهديدات إيران في المنطقة عن طريق مضيق هرمز.

غير أن السياسية الأمريكية خلال هذه الفترة حول الاتفاق بين العديد من الدول العربية وإسرائيل ضربة قاسمة للسياسة الإيرانية في المنطقة.

وكان قد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق النووي بشدة ووصفه بأنه “استسلام” لنظام كان عدوا لإسرائيل.

فيما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية في عام 2018، وحاولت الإدارة تجديد حظر الأسلحة على إيران منذ ذلك الحين.

مخطط أمريكي.. وفوز دبلوماسي

ويرى تقرير وكالة أسوشتيد برس الأمريكية، أن الاتفاق لثاني دولة عربية مع إسرائيل، فوز دبلوماسي آخر لترامب قبل أقل من شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020، فضلاً عن أنه فرصة لحشد الدعم بين المسيحيين والإنجيلين الموالين لإسرائيل.

ويؤكد التقرير الأمريكي أن التطبيع البحريني- الإسرائيلي، كان بمثابة نكسة للقادة الفلسطينيين، الذين حثوا الدول العربية على عدم الاعتراف بها إلى أن يحصلوا على دولة مستقلة.

ويضيف لقد شهد الفلسطينيون تآكلًا مطردًا في الدعم العربي الموحد أحد الأوراق القليلة التي ما زالوا يحتفظون بها كوسيلة ضغط ضد إسرائيل منذ أن بدأ ترامب في متابعة أجندة مؤيدة لإسرائيل بلا خجل.

ونقلت الوكالة الإخبارية عن مسؤول فلسطيني كبير قوله “هذه طعنة أخرى في ظهر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه، معتبراً الي أن التطبيع يعتبر خيانة للقدس والفلسطينيين.

تغيير واضح

يذكر تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تعليقاً على التطبيع البحريني الإسرائيلي، أن الاتفاق بين البحرين وإسرائيل يهدف لنشر السلام بعد سنوات من توترات متصاعدة وخصومات متباينة، واصفة ذلك بالرمال المليئة بالدماء لسنوات عدة ستتغير إلى رمال تمتلئ بالسلام.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الدول العربية ستعتزم التطبيع مع تل أبيب خلال الفترة المقبلة، ومن بينهما عمان والسودان.