أربعة أعوام تفصل الجمهور العالم، عن تنفيذ قرارات إدارة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة “أوسكار” الجديدة، والتي أصدرتها الأسبوع الماضي، حيث فرضت معايير جديدة يجب أن يتضمن الفيلم المرشح لجائزة أفضل فيلم علن 2024، على معيارين على الأقل منها، وتكونت من 4 معايير، نرصدهم في السطور التالية:
تضمن المعيار الأول من معايير الأوسكار، أن يكون أحد الأدوار الأساسية في الفيلم المُرشح للجائزة، أو عدد من الأدوار الثانوية في العمل من الأقلية العالمية
التمثيل على الشاشة والموضوعات والسرد
تضمن المعيار الأول من معايير الأوسكار، أن يكون أحد الأدوار الأساسية في الفيلم المُرشح للجائزة، أو عدد من الأدوار الثانوية في العمل من الأقلية العالمية ويتمثلون في..
1- آسيوي، أسباني”لاتيني”، أمريكي من أصل أفريقي، والسكان الأصليين، وهم الأمريكيين الأصليين، وسكان ألاسكا الأصليين، ومن الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، وسكان هاواي الأصليون أو غيرهم من سكان جزر المحيط الهادئ، عرق أو إثنية أخرى ناقصة التمثيل.
2- 30% على الأقل من جميع الممثلين في الأدوار الثانوية وأكثر من ذلك ينتمون إلى اثنتين على الأقل من المجموعات التالية ناقصة التمثيل: نساء، ومجموعة عرقية، و”مجتمع الميم”، والأشخاص ذوو الإعاقات الإدراكية أو الجسدية، أو الصم أو ضعاف السمع، وأن تتمحور القصة الرئيسية أو الموضوع أو السرد للفيلم على مجموعة غير ممثلة تمثيلاً ناقصًا.
القيادة الإبداعية وفريق المشروع
ونص المعيار الثاني، على أن يكون اثنين على الأقل من المناصب القيادية الإبداعية التالية ورؤساء الأقسام، مدير اختيار، ومصور سينمائي، وملحن، ومصمم أزياء، ومخرج، ومحرر، ومصفف شعر، وفنان ماكياج، ومنتج، ومصمم إنتاج، وSet Decorator ، Sound ، VFX Supervisor ، وكتّاب من الممثلين تمثيلًا ناقصًا.
ويجب أن ينتمي أحد هذه المواقف على الأقل إلى المجموعة العرقية أو الإثنية الممثلة تمثيلًا ناقصًا، كما يجب أن يتواجد 6 على الأقل من الطاقم والوظائف الفنية باستثناء مساعدي الإنتاج، وهم من مجموعة عرقية أو عرقية ناقصة التمثيل، وتشمل هذه الوظائف، على سبيل المثال لا الحصر، First AD و Gaffer و Script Supervisor.
كما يجب أن يكون 30% على الأقل من طاقم الفيلم ينتمون إلى المجموعات الممثلة تمثيلًا ناقصًا.
يجب أن يكون لدى الاستوديوهات، أو الموزعين الصغيرة أو المستقلة ما لا يقل عن اثنين من المتدربين من المجموعات الممثلة تمثيلًا ناقصًا
الوصول إلى الصناعة والفرص
المعيار الثالث، يشترط أن تقوم شركة توزيع الفيلم أو تمويله بدفع تكاليف تدريب مهني أو تدريب داخلي من الممثلة تمثيلاً ناقصًا، ويُطلب من الاستوديوهات، أو الموزعين الرئيسيين الحصول على تدريب مهني، وتدريبات مهنية موضوعية ومستمرة مدفوعة الأجر بما في ذلك المجموعات الممثلة تمثيلًا ناقصًا في معظم الأقسام التالية: الإنتاج التطوير، والإنتاج المادي، وما بعد الإنتاج، والموسيقى، والمؤثرات البصرية، والمقتنيات، وشؤون الأعمال، والتوزيع، والتسويق، والدعاية.
كما يجب أن يكون لدى الاستوديوهات، أو الموزعين الصغيرة أو المستقلة ما لا يقل عن اثنين من المتدربين من المجموعات الممثلة تمثيلًا ناقصًا في واحد على الأقل من الأقسام التالية: الإنتاج التطوير، والإنتاج المادي، وما بعد الإنتاج، والموسيقى، والمؤثرات البصرية، وعمليات الاستحواذ، وشؤون الأعمال، والتوزيع، والتسويق، والدعاية، وأن تُقدم شركة إنتاج الفيلم، أو توزيعه، أو تمويله، تدريبًا أو فرص عمل لتنمية المهارات دون الخط للأشخاص الممثلة تمثيلاً ناقصًا.
تنمية الجمهور
وينص المعيار الرابع، على أنه يحتوي الاستوديو أو شركة الأفلام على العديد من كبار المديرين التنفيذيين داخل الشركة من بين المجموعات الممثلة تمثيلًا ناقصًا في فرق التسويق والدعاية أو التوزيع.
مع تلك الشروط التي اختلف عليها كل من لديه علاقة بصناعة السينما في الشرق والغرب، ومن يرون أنها مُجحفة، ويصعب تطبيقها بدرجة كبيرة، بالرغم من مبررات إدارة الأكاديمية لاتخاذ مثل هذه الشروط، والتي ستقوم بتجربة تنفيذها من خلال عامي 2022 و2023، باستقبال نسخ سرية من الأفلام تُطبق عليها الشروط، وجاء المبرر وراء ذلك هو رغبة الأكاديمية في “تشجيع التمثيل العادل على الشاشة وخارجها من أجل عكس تنوع جمهور السينما بشكل أفضل”.
“أوسكار” والعنصرية
تُعاني صناعة السينما الأمريكية بشكل عام، من شغل ذوات البشرة البيضاء من الرجال المناصب الأعلى، كما أنهم هم المخرجون والمؤلفون والنُقاد وأصحاب القرارات، والنساء أيضًا وإن كن ذي تمثيل أقل في تلك المناصب سواء كانت استديوهات كبرى أو شركات الإنتاج سواء كانت مستقلة أو غيرها.
أما في مجال إدارة أكاديمية الفنون، فنجد أن البيروقراطية لنظامها في تركيبة أعضاءها، والتي تستند إلى عوامل مثل السنوات التي قضاها العضو في العمل بهوليوود، والجوائز التي حصل عليها، والاعتراف بالأسماء ، كما أن العضوية في الأكاديمية لمدى الحياة ، فإن تركيبة هيئة التصويت تميل بشدة إلى الرجال البيض الأكبر سنًا.
طبقًا لتحقيق أجرته صحيفة “Los Angeles Times”، عام 2012، فإن متوسط الناخبين في جائزة الأوسكار هم رجال ذو بشرة بيضاء، يبلغون من العمر 65 عامًا تقريبًا
أوسكار أمام الجمهور
طبقًا لتحقيق أجرته صحيفة “Los Angeles Times”، عام 2012، فإن متوسط الناخبين في جائزة الأوسكار هم رجال ذو بشرة بيضاء، يبلغون من العمر 65 عامًا تقريبًا، والعضوية 94% من البيض و77% من الذكور، و2% فقط من الأكاديمية كانوا من ذوات البشرة السمراء، وأقل من 2% لاتينيون.
كما وجدت الصحيفة، أن 14% من الأعضاء تقل أعمارهم عن 50 عامًا، لنجد أن إدارة الأكاديمية، بدأت ما بين 2015 و2020 في إحداث التنوع بداخلها فارتفعت نسبة العضوات من 25% إلى 33%، ونمت النسبة المئوية للأشخاص من المجموعات العرقية الممثلة تمثيلًا ناقصًا من 10% إلى 19%.
رى الناقد الفني إيهاب التركي، أن ما وضعته إدارة مهرجان الأوسكار من معايير لاختيار أفضل فيلم أقل ما يطلق عليها أنها “رديئة”
المعايير الجديدة بوابة للعنصرية
يرى الناقد الفني إيهاب التركي، أن ما وضعته إدارة مهرجان الأوسكار من معايير لاختيار أفضل فيلم أقل ما يطلق عليها أنها “رديئة”، وذلك لما تقوم به من تدخل في حرية إبداع صناع الفيلم الراغبين في الترشح للجائزة، والتي اشترطت لهم معايير يجب أن يسيروا عليها ولا يميلون عنها، ولم تتوقف عند هذا الحد بل وضعت الأمر أمام السوشيال ميديا متسترة بالجمعيات الحقوقية، وهذا سيؤثر مستقبلًا على حرية الإبداع، وسيلجئ الصناع إلى أنصاف المواهب والغير مؤهلين لتجسيد الأدوار حتى تنطبق عليهم الشروط.
وأضاف “التركي”، أن المعايير التي وضعت للحصول على الجائزة ما هي إلا عناوين براقة لكي تتخلص إدارة المهرجان مما تعرضت له من اتهامات خلال السنوات الماضية من تحيز للبيض وعدم التمثيل الكافي للمرأة وغيرها، على الرغم من أنه يمكن لشركة الإنتاج الالتفاف حول كل هذه الشروط، بتطبيق الحد الأدنى من المعايير للحصول على الترشيح، ولكنها في اتجاه آخر ستفتح الباب أمام المزيد من المطالبات بالمعايير الملزمة.
الناقد الفني عمرو شاهين، يؤكد أن ما أعلنته إدارة مهرجان أوسكار، ما هو إلا قيود اجتماعية على السينما
قيود اجتماعية
الناقد الفني عمرو شاهين، يؤكد أن ما أعلنته إدارة مهرجان أوسكار، ما هو إلا قيود اجتماعية على السينما، فحين كنا ندافع عن مشاهد المثلية الجنسية في السينما أو ما يشبهها كان ذلك من باب أن السينما حرة، ويمكنها عرض ما تشاء ولا يمكن أن يُفرض عليها قيود.
وأضاف شاهين، أن ما فرضته أوسكار من مناقشة موضوعات معينة سواء كانت متعلقة بالعرقية أو الجنس أو الجندرية ما هو إلا تطرف مضاد، لم يكن جديد على تلك الإدارة فكان لها سوابق قديمة في هذا التطرف سواء ضد الشيوعية وما شابه من قضايا، فالإجبار على مناقشة أمر معين حتى تصل إلى حلمك سواء كنت عربي أو أجنبي فهو تطرف صريح حتى وإن كان الغرض منه ظاهرًا مواجهة العنصرية.