أثارت تصريحات د. طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بعودة نظام التحسين في الثانوية العامة خلال العام الدراسي 2020-2021، جدلا واسعا في الشارع المصري، ما بين مؤيد ومعارض الفكرة.
تأتى التصريحات في إطار خطة الوزارة لتطوير منظومة التعليم، ومحاولة القضاء على كابوس الثانوية العامة.
وزير التربية والتعليم، شرح نظام الثانوية العامة الجديد، قائلا: “الحاجة الجديدة اللي مكانتش موجودة في النظام المصري للثانوية العامة هي إن الثانوية العامة كانت حياة أو موت لأنها فرصة واحدة، إحنا مش هنخليها فرصة واحدة”.
وأضاف “شوقي”، خلال حديثه الإعلان عن تفاصيل العام الدراسي الجديد: “امتحان الثانوية العامة هيكون بدرجات، ولو في درجات أقل من المطلوب وعاوز تدخل طب، ممكن تخش تحسن درجتك في مادة أو كل المواد لو حابب وهتكون النمرة الأعلى هي المحسوبة وممكن نخليهم 3 محاولات”.
وبرر القرار قائلا: المجتهد سيدخل الجامعة ومن كانت لديه ظروفا سيجتهد ويحاول مرة أخرى”.
وقال إنه سيتم خلال العام الدراسي 2020-2021 منح فرص أخرى للطلاب الذين سيؤدون امتحانات خلال شهر يونيو لتحسين درجاتهم في المواد على أن يتم تأدية امتحانات هذا التحسين خلال شهر أغسطس على غرار نموذج (السات). والوزارة هتاخد الدرجة الأعلى، ودي ميزة إضافية لنظام الثانوية العامة، وإمكانية تحسين المجموع للطالب المجتهد. وأضاف أنه من الممكن دراسة دخول الطالب أكثر من فرصة، لكن الأمر ما زال قيد الدراسة.
تعديلات مستمرة
يذكر أن تعديلات كثيرة دخلت على نظام الثانوية العامة، فبدلا من امتحان في الصف الثالث الثانوي، أصدرت وزارة التربية والتعليم عام 1996 قرارًا بإلغاء نظام التحسين للثانوية العامة، وتحويلها لنظام العامين بنظام الأدبي والعلمي.
ففي عام 1994، حول الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت، الثانوية العامة إلى النظام الممتد بين العامين الثاني والثالث الثانوي، بالإضافة إلى نظام “التحسين” الذي يتيح للطلاب تحسين درجاتهم.
وفي عام 2017 انتشر هاشتاج عودة نظام التحسين، ولاقى تفاعلًا ورواجًا لدى طلبة الثانوية العامة، مطالبين بضرورة عودته مرة أخرى، خاصة مع العمل بنظام امتحانات جديد “البوكليت”.
كما تم إدخال نظام الدور الثاني في امتحانات الثانوية العامة، وهو ما الغاه قرار د. طارق شوقي.
نظام التحسين بمثابة فرصة ثانية للطلبة بحسب سهام عاصم طالبة بالصف الثالث الثانوي
الطلاب وقرار الوزير
تباينت آراء طلبة الثانوية العامة، ما بين الموافقة على عودة نظام التحسين باعتباره فرصة ثانية، وبين رفضه باعتباره ظلم للطلبة المتفوقين.
“ريهام أشرف”، طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة بدسا الثانوية بمحافظة الجيزة، قالت إن نظام التحسين من وجهة نظرها أداة ظلم للطلبة المتفوقين، فمن يحصل على الدرجات الكاملة من أول مرة سيتم مساواته بمن حصل عليها بعد محاولة أخرى.
وترى أن نظام التعليم الجديد الذي يحاول وزير التربية والتعليم تطبيقه يضر بالطالب ويساوي الطالب المجتهد بالأخرين باعتبار التحسين حق أساسي للطلبة الراسبين أو من حصلوا على مجموع أقل.
أما “سهام عاصم”، طالبة بالصف الثالث الثانوي، ممن سيتم تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة عليهم، تقول إن نظام التحسين بمثابة فرصة ثانية للطلبة، وتعتبره ناجحًا، وسيؤتي بثماره.
“عزة محمود”، إحدى خريجي دفعة 1995 من الثانوية العامة، تقول إنه تم تطبيق نظام التحسين عليهم، لافتة إلى أنه تسبب في أن يكون الطلاب أكثر تساهًلا وإهمالًا للمذاكرة، بالإضافة إلى أن عدد كبير من الطلبة تقدموا للتحسين وفوجئوا أن نتيجة المواد مساوية لما حصلوا عليه قبل ذلك.
قارب نجاة
محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، يرى أن عودة نظام التحسين لطلبة الثانوية العامة بمثابة قارب نجاة لعدد كبير منهم، نظرًا لتأثرهم بشكل كبير بسبب تدني مجموعهم في السنة التي تعتبر الفاصلة في مستقبلهم.
ويضيف الخبير التربوي، أن حالات الانتحار والاكتئاب ازدادت خلال الفترة الماضية بين خريجي الثانوية العامة، كما تسبب الخوف في تشتيت انتباه أغلبهم، وعدم الإجابة بشكل كامل ووافي على الأسئلة الخاصة بالامتحانات.
عودة نظام التحسين لطلبة الثانوية العامة بمثابة قارب نجاة لعدد كبير منهم ..محمد عبد العزيز، الخبير التربوي
ويؤكد “عبد العزيز”، أنه بتطبيق نظام التحسين سيتمكن الطالب الراسب في الثانوية العامة من الحصول على درجات مرتفعة، بدلًا من الحصول على نصف الدرجة في المواد التي رسب بها.
كان قد أعلن وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي عن عودة نظام التحسين للثانوية العامة مرة أخرى بشكل جديد
ضروري في النظام الجديد
ويوضح الخبير التربوي، أن النظام الجديد الذي سيطبق على طلبة الثانوية العامة يحتاج للتحسين، ليتكيف الطالب معه، ففي بداية الأمر سيواجه الطلبة مشاكل كبيرة بشأن النظام الجديد، لذا يجب توفير بدائل تتيح لهم الحصول على درجات مرتفعة.