من المتعارف عليه أن الأسر الطلابية داخل الجامعات المصرية “مختلطة” حيث تعكس نسيجًا واحدًا يجمع بين طياته الذكور والإناث، خاصة أنه لا يوجد قانون يفصل بين الطلاب من حيث الجنس في ممارسة النشاط الطلابي، إلا أنه ظهر مؤخرًا نمط جديد من التفكير في أذهان بعض الطلاب، قائم على تشكيل بعض الأسر للبنات فقط، بحيث تُشرف عليها فتيات فقط، وتستقطب إليها فتيات فقط أيضًا.

وبالرغم من أن الأمر لا يُعلن في بعض الأحيان، بعدم اعتماد قاعدة مكتوبة بذلك، إلا أنه ظهر كعادة أو أمر مألوف بعض الشيء، مع اقتصار أهداف هذه الأسر على الطالبات، وكيفية توفير أكبر قدر ممكن من الراحة لهن، ومساعدتهن داخل الجامعة .

أسر تحت الإنشاء

أسرة “حياة”، أهم شيء يجب ذكره عند ذكر هذه الأسرة أنها مازالت تحت الإنشاء، أي انها لم تتأسس بشكل نهائي، ومن المقرر الإعلان عنها قبل بدء انتخابات اتحاد الطلاب، بحسب “هدى السيد” إحدى الفتيات المنتميات للأسرة.

وتعتمد الأسرة بشكل أساسي في عملها، على تقديم الدعم والمساعدة لجميع فتيات الجامعة، من خلال إرشادهن بأماكن المدرجات، والمكتبات والجداول.

وتوضح “هدى السيد”، أنهن الآن بصدد حالة من الجمع والحشد للطالبات في مختلف الكليات والجامعات، وينتظرن البت في أمر الانتخابات الطلابية القادمة.

أسرة “ألف”

اختصت هذه الأسرة بمجال الكتب والثقافة بعض الشيء، حيث تتواجد عضواتها في معظم الأوقات بالمكتبة وسط الكتب والمراجع، كما أنها تتكون من 40 طالبة، تعارفن العام الماضي قبل تعطل الدراسة.

الطالبات الأربعون بصدد الإعلان عن أنفسهن بشكل علني مع بداية العام المقبل، حيث يضعن في خطتهن بعض الأمور التي سيطالبن بها، وعلى رأسها تخصيص ندوة شهرية داخل كل كلية لرمز ثقافي أو لأحد المثقفين حتى يساهم ذلك في رفع كفاءة الطلاب الثقافية، بحسب “آية مجدي” طالبة الفرقة الرابعة بكلية الآداب.

“آية” توضح أنهن كذلك يفكرن في المطالبة بتخفيض أسعار الكتب الدراسية، والحصول على دعم من إدارة الكلية، حتى يتسنى للجميع القراءة في كل وقت، كما يعتبرن أن القراءة حق مكتسب، بل وضرورة من ضروريات الحياة .

للفتيات فقط

تقول “منى” إحدى الطلبات المنتميات لأسرة “عين” سابقًا، وهي إحدى أشهر الأسر داخل جامعة القاهرة، إن الفتيات الجدد بصدد إنشاء أسرة مماثلة، مشيرة إلى أنه من المقرر الإعلان عنها مع بداية العام الدراسي القادم.

وتضيف أنها علمت ذلك بحكم ترددها على الكلية لإكمال دراستها العليا، ولأنها تعرف الفتيات المنتميات للأسرة الجديدة، موضحة أنها كانت صاحبة الفكرة في تكوين الأسرة بهدف خدمة البنات داخل الكلية في كل ما يتعلق بدراستهن.

وتشير إلى أن الأسرة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنظيم الندوات التي تتعلق بخبيرات التجميل، والمتخصصين في مجالات تتعلق بشخصيات الفتيات في هذه المرحلة، مثل طرق تخفيف الأعباء النفسية، وآليات العمل تحت ضغط.

كما تلفت إلى أن البنات ينتابهن القلق والتوتر من العمل في ظروف صعبة أكثر من الذكور بكثير، بفعل طبيعتهن الفسيولوجية، مضيفة أن هناك أكثر من 30 طالبة منتمية للأسرة، من المقرر لهن التقدم بطلب رسمي للإعلان عنها مع بداية العام الدراسي الجديد، تحديدًا قبل انتخابات اتحاد الطلاب.

وفيما يتعلق بأن الأسرة متاحة للفتيات فقط، تقول “منى” إن الأمر لا يقصد منه أي تمييز أو عنصرية ضد الرجال أو الشباب داخل الكلية، لكن هذا التخصص يفيد الفتيات في أن يقدمن خدمات أنثوية تتعلق بالفتيات أكثر، مثل ندوات خبيرات التجميل، أو دورات التثقيف الأسري، وغيرهما من الأمور، مشيرة إلى إمكانية الاستعانة بالشباب في المستقبل في الأمور التنظيمية.

يشار إلى أن باب تسجيل الأسر لكل كلية يُفتح خلال الشهر الأول من العام الدراسي، ويتقدم الطالب “مقرر الأسرة” بطلب إلى أحد أساتذة الكلية، في تكوين أسرة بريادته ومرفق به أهداف الأسرة والبرنامج المحدد للنشاط ومصادر التمويل الخاصة بالأسرة، وتعتمد الأسرة من عميد الكلية أو وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.

نافذة

بالرغم من أن أهداف القراءة والتثقيف والندوات الثقافية هي هدف قديم لجميع الأسر من وقت إنشائها وإلى الآن، إلا أن هناك هدف جديد وضعته أسرة “نافذة” تقول “نادية خلف” طالبة الفرقة الرابعة بكلية التجارة.

وتوضح أن الهدف من الأسرة هو توصيل مفاهيم الحياة بشكل سليم وصحي للفتيات فيما يتعلق بالانفتاح والحرية غير المشروطة، بحيث تهدف الأسرة لوضع إطار لهذه الحرية بما لا يتنافى مع البيئة المصرية وطبيعة تربية الأبناء بداخلها، وهذا سيكون من خلال ندوات على مدار العام الدراسي القادم، بحسب الطالبة.

تأسيس الأسرة الطلابية

لكي يتم إنشاء أو الإعلان عن أي أسرة داخل الحرم الجامعي، لابد من اتباع عدة تعليمات، أهمها مثلاً أن يتقدم مقرر الأسرة بنفسه إلى أحد أعضاء هيئة التدريس، ويقدم له رغبته في تكوين أسرة بريادته، مرفق بها أهداف الأسرة والبرنامج المحدد للنشاط، بالإضافة إلى مصادر تمويلها، ثم يضع أسماء عدد معين من طلاب كليته على حسب اللائحة الموضوعة لكل جامعة ولكل كلية، كما أنه لا يحق لأي فرد في الكلية الموافقة على إنشاء الأسرة أو رفضها سوى العميد نفسه أو من ينوب عنه، فهو الوحيد الموكل بذلك.

هيكل الأسر

في الوقت ذاته، فإن الأسر تتكون من هيكل إداري معين، يبدأ بمستشار الأسرة وهو مسؤول عن كل كبيرة وصغيرة بداخلها، ثم مقرر الأسرة وهو المسؤول عن أعداد الأعضاء المنتمين للأسرة، وأمين الصندوق المختص بالأمور المالية، ثم أمين الأسرة الذي يقع على عاتقه توثيق الاجتماعات بأكملها في محاضر لكل جلسة أو لكل اجتماع ثم عرضها على رائد الأسرة للبت في الأمر .

هذا بخلاف المكتب التنفيذي المسؤول عن تكوين أمناء وأمناء مساعدين اللجان المختلفة بالأسرة، كما أن هناك عددًا من القواعد العامة تحكم إنشاء الأسر أهمها على الإطلاق أن يكون رائد الأسرة ونائبه أعضاء من هيئة التدريس.

كذلك أن يكون مقرر الأسرة ومساعدوه وبقية أعضاء مجلس الإدارة من الطلاب، أيضًا لا يجوز للطالب الواحد الاشتراك في أكثر من أسرة واحدة، ولا يجوز إقامة الأسرة وإنشائها على أساس ديني أو فئوي أو سياسي تحت أي ظرف من الظروف، أيضًا لا يجوز للأسرة ممارسة أي نشاط سياسي أو ديني داخل أسوار الجامعة، كما لا يجوز ممارسة أي نشاط داخل الجامعة إلا من خلال اتحاد الطلاب، وذلك من خلال اللجان والأسر المختلفة.