يبدو أن انتخابات مجلس النواب المقبلة ستشهد عودة التنافسية الغائبة عن الساحة منذ وقت بعيد، بعدما احتكر رجال مستقبل وطن وائتلاف “دعم مصر” المجال السياسي لمدة زادت عن 5 سنوات، إذ شهدت الساعات الأخيرة تحركات من قبل حزب المحافظين الذي يترأسه رجل الأعمال البرلماني أكمل قرطام لتشكيل قائمة انتخابية من حزبيين بارزين وشخصيات عامة تمتلك خبرات في المجال العام.
وفتح الحزب خطوط اتصال مع عدد من الأحزاب المحسوبة على المعارضة، وتحديدا الذين يشكلون القوام الأساسي للحركة المدنية الديمقراطية، وبموازاة ذلك استطلع الحزب رأي اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية السابق ووزير الإعلام إبان الفترة الانتقالية التي تلت 25 يناير، لتشكيل قائمة مشتركة، خاصة أن “المهدي” أعلن قبل أيام تدشين تحالف “التيار الوطني” من أجل خوض معترك النواب على نظامي الفردي والقائمة المغلقة.
وكان “المهدي” أعلن خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن التيار الوطني سيضم 24 حزبا و300 شخصية مستقلة هدفها المنافسة على عدد كبير من مقاعد مجلس النواب.
وعلم “مصر 360” أن حزب المحافظين استقبل اللواء طارق المهدي مساء أمس الأحد بمقره في منطقة وسط البلد، من أجل التباحث حول شكل قائمته الانتخابية ومدى إمكانية تشكيل قائمة موحدة تضم عددا كبيرا من المستقلين الأكفاء وغيرهم من الحزبيين القدامى.
وقال “المهدي” في تصريحات مقتضبة لـ”مصر 360″. إن التيار الوطني الذي شرع في تأسيسه هدفه خلق حالة من التنافس في الحياة السياسية، مؤكدا أن المشهد السياسي يسع لأكثر من قائمة تخدم الوطن واستقراره
ونفى “المهدي” أن يكون هدفه تشكيل قائمة من الأحزاب المعارضة كما تردد، مشيرا إلى سعيه لاستغلال الكوادر السياسية والخبرات في خدمة الوطن.
عودة حسام بدراوي
وبجانب المهدي، وجه حزب المحافظين الدعوة إلى الأكاديمي البارز الدكتور حسام بدراوي، رئيس مجلس أمناء حزب الاتحاد، وأمين عام الحزب الوطني خلال ثورة 25 يناير، للمشاركة في إعداد القائمة الانتخابية للحزب، في إطار خطة الحزب لجذب شخصيات عامة من المتخصصين في المجالات المختلفة ومن المثقفين الذين تجمعهم بمبادئ الحزب وتوجهاته الفكرية قواسم مشتركة، ولديهم في ذات الوقت الرغبة والقدرة على أداء الوظيفة البرلمانية وتحمل المسؤولية النيابية لإثراء الحياة السياسية وتطويرها.
وبحسب مصادر، “بدراوي” يدرس حاليا العروض المقدمة بالانضمام إلى إحدى القوائم الانتخابية التي يجرى الإعداد لها من أحزاب المعارضة وخاصة الأحزاب التي لم تنضم لقائمة مستقبل وطن.
وبحسب المصادر، فإن الأيام المقبلة ستفسر عن مستقبل هذه القائمة المتوقع منافستها لقائمة مستقبل وطن التي تضم حاليا 12حزبا.
وابتعد “بدراوي” عن الحياة السياسية خلال الفترة الماضية، وكانت آخر إسهاماته الحزبية تأسيس نادي الأحزاب المدنية الديمقراطية، بمشاركة أحزاب المحافظين والمصري الديمقراطي الاجتماعي والإصلاح والتنمية، تكون مهمته “العمل على تحقيق أهدافه الأساسية، وعلى رأسها تقوية الحياة الحزبية التعددية، والعمل على تمكين الأحزاب باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتفعيل الدستور وتحقيق الديمقراطية السياسية.
وبحسب الوثيقة الأولى، كان الهدف من النادي التصدي لأية محاولات رجعية تستهدف الاستحواذ أو الإقصاء أو التحايل والعودة إلى نظام الحزب المسيطر المصنوع من مؤسسات الدولة، والعمل على جعل الديمقراطية أسلوب حياة واحترام الدستور سليقة غريزية لدى المواطنين والمؤسسات الوطنية، وتشجيع حرية التعبير والانتقاد.
وحسام بدراوي هو عضو سابق بمجلس الشورى بالبرلمان المصري، وأستاذ في طب النساء والتوليد في كلية طب جامعة القاهرة، وعضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وأثناء اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011 عّنه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أميناً عاماً للحزب الوطني الحاكم في 5 فبراير 2011 خلفاً لصفوت الشريف، وقدّم استقالته في 11 فبراير عام 2011 يوم تنحي مبارك من السلطة.
التحالف الشعبي يرحب
وشملت الاتصالات لتشكيل القائمة الجديدة أعضاء بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إذ كشف رئيسه مدحت الزاهد أن أعضاء بالحزب تلقوا اتصالات من التيار الوطني الذي يقوده طارق المهدي للانضمام إلى تحالف المستقلين، مؤكدا أن الحزب يرحب بالاستماع لجميع الآراء شريطة الاتفاق على خطاب سياسي معين والحفاظ على نسبة محاصصة قائمة على التكافؤ.
وأكد “الزاهد” أن أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية وافقت بشكل نهائي على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، رغبة منها في المنافسة والعودة إلى الحياة السياسية بقوة خلال الفترة المقبلة. ولفت إلى أن القيادي العمالي كمال أبو عيطة سيقود مفاوضات الحركة مع حزب المحافظين من أجل الاتفاق على شكل القائمة المزمع تدشينها لخوض غمار منافسة.