بعد أن كان الجميع ينتظر حسم النادي الأهلي للقب الدوري رقم 42 له في تاريخه، مساء اليوم في ملعب برج العرب بالإسكندرية أمام الاتحاد السكندري بمجرد الفوز بأي نتيجة، خرج المارد الأحمر متعادلاً أمام زعيم الثغر بدون أهداف في مباراة شهدت تحولات كثيرة، أدت لتأجيل احتفال الأهلي باللقب للجولة القادمة عندما يواجه نادي مصر المقاصة يوم السبت المقبل، حيث يحتاج رقميًا لنقطتين لحسم البطولة تمامًا.

ولكن فاتت على الأهلي ومدربه السويسري رينيه فايلر فرصة معادلة رقم البرتغالي مانويل جوزيه المدرب الأسطوري للنادي الأحمر، بحسم اللقب قبل نهاية المسابقة بسبع جولات كاملة، وكان ذلك في موسم 2004-2005 تحت قيادة الساحر وفريقه الذهبي بقيادة محمد أبو تريكة وبركات ومتعب وفلافيو ووائل جمعة، حيث حقق اللقب حينها قبل نهاية البطولة بـ7 جولات كاملة، الأمر الذي كان سيتحقق لو فاز الأهلي اليوم على الاتحاد ويعادل الرقم القياسي.

ولذلك نستعرض في السطور القادمة، أهم 3 عوامل ساهمت في ضياع النقاط الثلاثة، والفوز الثمين من القلعة الحمراء والذي كان سيتوجه رسميًا باللقب الـ42 في تاريخه، وأهدت الاتحاد السكندري نقطة مهمة للغاية كان يستطيع تعقيد الأمور أكثر لو سجل لاعبه أحمد رفعت ركلة الجزاء التي تصدى لها محمد الشناوي حارس الفريق الأحمر ببراعة.

تحكيم سيء للغاية

ظهر الحكم الدولي إبراهيم نور الدين بشكل ومستوى سيء للغاية، وكان متحيزًا ضد النادي الأحمر بشكل واضح، حيث حجمه كثيرًا في الشوط الأول باحتساب عديد الأخطاء ومن كل لمسة ضد لاعبيه ولصالح الاتحاد، لدرجة أن اللعب لم يستمر دقيقتين متتاليتين بسبب كثرة احتسابه للأخطاء مما حجم الأهلي كثيرًا، ولم يكتف الحكم بهذا القدر حيث واصل أداءه الغريب في الشوط الثاني، وقام بطرد أحمد فتحي البديل بكرتين صفراوين متتاليين، بالإضافة لاحتسابه ركلة جزاء بها شك كبير لصالح الاتحاد.

وأكد عدد كبير من خبراء التحكيم عدم صحة ركلة الجزاء، وعلى رأسهم أحمد الشناوي وناصر عباس، بأن محمود رزق مدافع الاتحاد هو من ذهب برأسه تجاه الكرة التي كانت أسفله ولم تكن في حوزته، وتدخل فتحي لم يكن متعمدًا ولم يكن يرى اللاعب من الأساس لأنها لعبة مشتركة في كرة ثابتة، وصعد من الأزمة بطرد فتحي تمامًا مما أضعف الأهلي ولعبه ناقصًا منذ الدقيقة 57 من عمر المباراة، وتصدى لها الشناوي ببراعة، وكانت نقطة تحول كبيرة في اللقاء وأدت لخسارة الأهلي فرصة الفوز فيما تبقى من المباراة للعبه ناقصًا بقرارات ظالمة للحكم نور الدين تجاه الفريق الأحمر.

تخبط فني مستمر لفايلر

لم يكن الأهلي كذلك في مستواه الذي ظهر عليه في الشوط الثاني من مباراة الإسماعيلي الماضية والتي حسمها بثلاثية نظيفة، ظهر تائهًا بعيدًا عن مستواه تمامًا كما أن مدربه فايلر أدى لذلك الضعف بنزوله بتشكيلة غريبة وخطة لعب غير جيدة باعتماد مهاجمين في المقدمة مما أضعف خط الوسط الذي سيطر عليه الاتحاد، وبالتالي ظهر الأهلي سيئًا في أغلب فتراته ولم يشكل خطورة حقيقة على مرمى الخصم.

وفي الشوط الثاني جاء تحركه متأخرًا بعد طرد لاعب الأهلي، حيث دفع بـ3 تغييرات كاملة لم تحدث شيء على عكس المباريات السابقة وتألقه بالتغييرات، فظهر الأهلي بنفس المستوى ومع النقص العددي لم يستطع العودة للمباراة وإحراز هدف الفوز المنتظر للاحتفال بلقب الدوري الـ42 عقب المباراة.

المدرب السويسري استمر في تخبطه الفني بالفترة الأخيرة بالاعتماد على لاعبين غير مناسبين للفريق، وطريقة لعب لا يتقنها الأهلي وتحدث به خللاً واضحًا خاصة في منطقة وسط الملعب، عندما يعتمد على طريقة 4-4-2 التي لم تؤتي بثمارها في أغلب المباريات التي لعبها خاصة في لقاء القمة الـ 120 أمام الزمالك وخسر بنتيجة 3-1.

احتفال مبكر وإجهاد واضح

يبدو أن لاعبي الأهلي والفريق كان مهيئا للاحتفال باللقب ولم يجهز نفسيًا جيدًا للمباراة والقتال من أجل الفوز بها، فلم يظهر بالحدة والشراسة المطلوبة والمعتادة من الفريق من أجل تحقيق الفوز، فكانت الحالة بها استرخاء لأغلب اللاعبين على عكس المباريات الماضية والتي كان الأهلي يفوز بشكل متتالي حتى وهو في حالة سيئة.

الأمر الآخر وهو على كل الفرق نتيجة تلاحم المباريات في فترة قصيرة بالأيام الماضية، فالأهلي لعب مباراة الإسماعيلي قبل يومين فقط من اليوم وقدم مجهود كبير، وبعد يومين يلعب مباراة مهمة وقوية أخرى لحسم اللقب، لكن وضح جليًا تأثره كثيرًا من الجانب البدني لاسيما في الشوط الثاني وزاد الطين بلة اللعب بفريق ناقص لاعب بعد طرد فتحي لأكثر من 40 دقيقة، والدليل ظهر في إصابة وإجهاد وتعرض لاعبين كثر لإصابات عديدة وعلى رأسهم رامي ربيعة الذي استبدل للإصابة وكذلك بادجي ومعلول وحمدي فتحي، كل هذه الأسباب والعوامل أدت في النهاية لتفريط الأهلي في الفوز اليوم وتحصيل النقاط الثلاثة لحسم اللقب رسميًا والاحتفال اليوم وتأجيله للقاء الجولة القادمة أمام مصر المقاصة.