ارتفعت أسعار النفط أكثر من اثنين بالمائة أمس الثلاثاء، مدعومة بتعطيل للمعروض في الولايات المتحدة من جراء إعصار، لكن المخاوف حيال الطلب أطلت برأسها وسط تكهنات بالقطاع لتعاف أبطأ من المتوقع عقب الجائحة.

وزاد خام برنت 92 سنتا بما يعادل 2.3 بالمائة ليتحدد سعر التسوية عند 40.53 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.02 دولار أو 2.7 بالمئة لتغلق على 38.28 دولار. كان كلا العقدين تراجع أول أمس الاثنين. بحسب وكالة رويترز.

ويتوقع كبار المنتجين وشركات التجارة في القطاع مستقبلا قاتما للطلب على الوقود عالميا بسبب الجائحة التي تهدد الاقتصاد العالمي، وقلصت أوبك توقعاتها للطلب على النفط، في حين قالت شركة النفط الكبرى بي.بي إن الطلب ربما بلغ ذروته في 2019.

قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط سيهوي 9.46 مليون برميل يوميا هذا العام، ارتفاعا من توقعها قبل شهر لانخفاض قدره 9.06 مليون برميل يوميا.

يأتي صعود عقود النفط قبيل الوصول المتوقع للإعصار سالي إلى الساحل الأمريكي على خليج المكسيك. وتوقف أكثر من ربع إنتاج النفط والغاز البحري الأمريكي وأُغلقت موانئ تصدير رئيسية مع تحول مسار العاصفة شرقا صوب غرب ألاباما، متجنبة بعض مصافي تكرير ساحل الخليج.

الأحوال الجوية

وقال بيورنار تونهاوجن، مدير أسواق النفط في ريستاد إنرجي، “الأحوال الجوية السيئة في الولايات المتحدة يصعب معها التنبؤ بإنتاجها النفطي وتلك على الدوام أنباء طيبة للأسعار.”

لكن توقعات الطلب على النفط تظل ضعيفة، مما حد من المكاسب أثناء الجلسة. فقد قلصت وكالة الطاقة الدولية اليوم توقعها للطلب في 2020 بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 91.7 مليون برميل يوميا، معللة ذلك بضرورة توخي الحذر حيال وتيرة التعافي الاقتصادي.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري “نتوقع أن يتباطأ تعافي الطلب على النفط تباطؤا ملحوظا في النصف الثاني من 2020.”

وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء تهاوي مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي، بينما ارتفع مخزون البنزين.

وتراجع مخزون الخام 9.5 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 11 سبتمبر أيلول إلى حوالي 494.6 مليون برميل، بينما توقع المحللون زيادته 1.3 مليون برميل.

وانخفضت مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما 798 ألف برميل، حسبما ذكر المعهد.

وأفادت بيانات معهد البترول بارتفاع استهلاك الخام بمصافي التكرير 641 ألف برميل يوميا. وزادت مخزونات البنزين 3.8 مليون برميل، مقارنة مع توقع المحللين في استطلاع أجرته رويترز لهبوط قدره 160 ألف برميل.

وبحسب الأرقام، تراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.1 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تزيد 600 ألف برميل.

وهبطت واردات الولايات المتحدة من الخام 96 ألف برميل يوميا، حسبما أظهرته البيانات.

فنزويلا.. استئناف الإنتاج

ومن ناحية أخري، تستعد شركة النفط الوطنية الفنزويلية لاستئناف جزء من إنتاجها النفطي المتوقف في الأشهر الأخيرة عن طريق تعزيز عمليات مزج الخام في منطقة الإنتاج الرئيسية، حزام أورينوكو، وفقا لمصادر ووثيقة للشركة.

وتحرم العقوبات الأمريكية المفروضة منذ 2019 الشركة من المخففات التي تستوردها لإنتاج خامات قابلة للتصدير. وقلصت العقوبات قاعدة عملاء الشركة وعدد مالكي الناقلات المستعدين للعمل معها، لتنخفض صادرات النفط إلى أدنى مستوياتها منذ الأربعينيات ويتراجع إنتاج فنزويلا بشدة.

أنتجت الشركة ومشاريعها المشتركة 336 ألف برميل من الخام في نهاية أغسطس، وفقا لأرقام داخلية من الشركة. وقبل عام فحسب كان إنتاج فنزويلا 933 ألف برميل يوميا، بحسب أرقام أبلغت بها منظمة أوبك. وصادرات فنزويلا من النفط هي أهم مصادرها للعملة الصعبة.

مشاريع مشتركة

وقبل أسبوعين، بدأت شركة النفط الوطنية عمليات المزج في المشروع المشترك بتروسينوفينسا، الذي تشاركها فيه مؤسسة البترول الوطنية الصينية، بعد شلل دام لشهور. ويعالج المشروع حاليا 64 ألفا و500 برميل يوميا من النفط الخام المخفف لإنتاج 77 ألف برميل يوميا من خام ميري القابل للتصدير، وفقا للوثيقة.

انتهت الشركة من تفريغ شحنة حجمها 500 ألف برميل من المكثفات الإيرانية في مشروع مشترك آخر، المشروع بتروبيار، الذي تديره مع شيفرون الأمريكية، بهدف تدعيم عمليات المزج هناك، بحسب الوثيقة أيضا.

كانت المكثفات، التي ستستخدم لتخفيف الخام الفنزويلي الثقيل للغاية، قد وصلت مطلع الأسبوع إلى ميناء خوسيه النفطي الرئيسي في البلاد على متن ناقلة عملاقة مجهولة الاسم. وقالت خدمة التتبع TankerTrackers.com إنها السفينة “هورس” التي ترفع العلم الإيراني، مستخدمة صور الأقمار الصناعية لتحديد هويتها.

وطبيعة الشحنة القادمة من إيران غير معروفة بالكامل، لكن أحد المصادر قال إن من المتوقع أن تستخدم الشركة الفنزويلية أيضا النفتا الثقيلة المستوردة كمادة تخفيف من أجل استئناف الإنتاج.

تواجه شركة النفط الفنزويلية صعوبات لتسليم خام ميري الثقيل لعملائها في آسيا وأوروبا بسبب مشاكل في الجودة، بحسب وثائق الشركة.

وتظهر الوثائق أن تلك المشاكل تعطل الصادرات وتجبر الشركة على إحلال خامات أخرى محل شحنات خام ميري المجدولة، مثل الخامين أماكا وليونا 24.