وقعت كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، أمس الثلاثاء، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني. فى خطوة لتنفيذ صفقة القرن.
ويري مراقبون أن الاتفاق يدعم من فرص الرئيس الأمريكى ترامب فى الانتخابات الأمريكية المقررة نوفمبر المقبل، أمام خصمه جون بايدن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن القائم بأعمال سفير السودان بالولايات المتحدة وصل إلى مراسم التوقيع في البيت الأبيض، بعد أن أعلنت سلطنة عمان في وقت سابق أنها سترسل سفيرها لحضور المراسم.
وأكد ترامب أن “خمسة أو ستة بلدان” عربية ستوقع “قريبا” اتفاقيات مع إسرائيل، مضيفا أن هذه الاتفاقيات سوف تؤسس لسلام شامل في المنطقة قائم على الصداقة والاحترام المتبادل.
ذكرت تقارير إعلامية اليوم الثلاثاء، أن 3 دول عربية بالإضافة إلى باكستان، قد تكون التالية بعد الإمارات والبحرين في توقيع اتفاق تطبيع أو سلام مع إسرائيل في المرحلة المقبلة.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، عن نور داهاري الباحث البريطاني الباكستاني المستقل الذي يرأس المعهد الإسلامي لمكافحة الإرهاب (ITCT)، قوله إن “باكستان لديها مصالح قومية لا تسمح لهم ببدء علاقة مفتوحة مع إسرائيل لكنها لم تغلق الباب على هذه المسألة”، وأضاف إن “البلدين يتبادلان الاستخبارات والمعرفة العسكرية منذ عقود. لم تنظر باكستان إلى الدولة اليهودية على أنها عدو، ومن المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاق معها في المستقبل”.
من جهة أخرى، قال داهاري إن “هناك عددا من الدول التي تقف في الطابور وتنتظر الانضمام للاتفاقيات، منها عمان والسودان والمغرب والسعودية، كما أن قطر قد تنضم إلى اتفاق مع إسرائيل عاجلا أم آجلا”.
ونقلت قناة “سي أن أن” الأمريكية عن مصادر بالإدارة الأمريكية قولها إن واشنطن تنظر لاتفاقات تطبيع جديدة مع 3 دول عربية بعد إعلان اتفاق السلام بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
وأوضحت المصادر أن الدول الجديدة هي كل من سلطنة عمان والسودان بالإضافة إلى المغرب.
بينما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجة القطرية، أن بلادها لن تنضم إلى دول الخليج المجاورة في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين.
وقالت “لا نعتقد أن التطبيع كان جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”. وأضافت: “لا يمكن أن يكون الحل في التطبيع”.
وأشارت، إلى أن “جوهر الصراع هو حوّل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون كأشخاص بدون وطن ومعاناتهم تحت وطأة الاحتلال”.
وأكدت السعودية فى وقت سابق أنها تتمسك بالمبادرة العربية للسلام وحل الدولتين، ولا يزال الموقف السعودي ساريا حتى الآن.
ومع بدء مراسم التوقيع، قال ترامب إن إسرائيل والإمارات والبحرين سوف تتبادل السفراء وستتعاون فيما بينها كدول صديقة.
وأضاف ترامب “بعد عقود من الانقسامات والنزاعات، نشهد فجرا لشرق أوسط جديد”، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذين الاتفاقين بأنهما “منعطف تاريخي”. وتابع أن هذه الاتفاقات سوف تؤسس لسلام شامل في المنطقة قائم على الصداقة والاحترام المتبادل، وستقضي بالسماح للمسلمين حول العالم بالصلاة في المسجد الأقصى.
وقبل التوقيع، قال الرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي في حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي “حققنا تقدما كبيرا مع نحو خمس دول، خمس دول إضافية”، مضيفا “لدينا على الأقل خمس أو ست دول ستنضم إلينا قريبا جدا، سبق أن بدأنا التشاور معها”، من دون تسمية هذه الدول.
تغيير الشرق الأوسط
أما وزير الخارجية الإماراتي فقال إن الهدف من معاهدات السلام هو العمل من أجل استقرار المنطقة، معتبرا أنها ستساعد على الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني. وأضاف أن أي خيار غير السلام سيعني الدمار والفقر والمعاناة الإنسانية، معتبرا أن اليوم يشهد حدثا سيغير الشرق الأوسط.
وشكر عبد الله بن زايد رئيس الوزراء الإسرائيلي “لاختياره السلام”، وقال “لم تكن هذه المبادرة ممكنة لولا جهود الرئيس الأمريكي”.
وقال نتانياهو إن “السلام الذي نشهده اليوم ليس فقط بين القادة بل بين شعوب إسرائيل والإمارات والبحرين”، مؤكدا أنه سوف يستمر وأنه يمكن أن يضع حدا للنزاع العربي الإسرائيلي إلى الأبد. ووعد نتانياهو بانضمام دول أخرى لاتفاقات السلام، معتبرا أن هذا اليوم هو تحول تاريخي ويبشر بفجر جديد للسلام.
وأضاف “نحن مفعمون بامتنان عميق للرئيس ترامب لقيادته الحاسمة وقد اصطف إلى جانب إسرائيل بشجاعة. أشكر الرئيس ترامب لأنه واجه طهران ولجهوده في أمريكا والشرق الأوسط والعالم”. وتابع “لقد عملت على تعزيز ركائز إسرائيل لكي تصبح قوية جدا لأن القوة تفضي إلى السلام”.
أما وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، فقال إن اليوم يمثل لحظة تاريخية لكافة شعوب الشرق الأوسط وإن الاتفاق خطوة تاريخية في الطريق إلى سلام دائم.
واعتبر أن الشرق الأوسط تأخر لفترة طويلة جدا بسبب انعدام الثقة، وأن التعاون الفعلي هو أفضل طريق لتحقيق السلام وللحفاظ على الحقوق.
رفض فلسطينى
فيما أكد بيان صادر عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلام لن يتحقق في المنطقة “من دون إنهاء الاحتلال” الإسرائيلي. وحذر عباس في بيانه “نحذر من جديد بأنه لن يتحقق سلام أو أمن أو استقرار لأحد في المنطقة، بدون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة كما تنص عليها قرارات الشرعية الدولية”.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أكدت أن ما جرى هو إعلان الانتقال من التطبيع إلى إقامة حلف مع إسرائيل يكرس الهيمنة الأمريكية.