فازت مزن حسن، الناشطة النسوية والحقوقية المصرية، بجائزة “هرانت دينك” لعام 2020، لعملها الدؤوب على مدار سنوات في مكافحة العنف ضد المرأة وانتهاكات حقوق الإنسان.

ويعقد حفل تسلم الجائزة، هذا العام، عبر الإنترنت، بسبب أزمة وباء فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية.

وتُمنح جائزة هرانت دينك الدولية للأفراد والمنظمات والجماعات التي تعطي الإلهام والأمل للناس للحفاظ على نضالهم، الذين يعملون من أجل عالم أكثر ليبرالية وعدالة وخالِ من التمييز والعنصرية والعنف، والمدافعين عن قضايا المرأة وحقوق الإنسان، والذين يخاطرون شخصيًا لتحقيق تلك المثل التي تكسر الصور النمطية وتستخدم لغة السلام.

عقب ثورة يناير، لم تتوقف “مزن” عن نضالها، إذ لعبت دورًا رئيسيًا في تضمين حقوق المرأة المصرية بالدستور

جائزة هرانت دينك

وقال موقع الجائزة، عبر حسابه علي “تويتر”، “تسلمت مزن حسن، أحد رواد الحركة النسوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جائزة هرانت دينك، لكفاحها ضد العنف الجنسي وانتهاكات حقوق المرأة في مصر”.

ولدت “حسن” عام 1979، بالمملكة العربية السعودية، وعند بلوغها عامها الرابع عشر عادت إلى مصر

وحاز على تلك الجائزة حتى الآن ما يقرب من 20 شخصية ومجموعة من 11 دولة، وستكون مزن حسن المصرية الأولى التي تحصل على هذه الجائزة، لاهتمامها وعملها على  قضايا النساء.

 

وعلقت مؤسسة نظرة للدراسات النسوية بأنها تتشرف بحصول مؤسستها ومديرتها التنفيذية مزن حسن الناشطة النسوية والمدافعة عن حقوق الإنسان على جائزة هرانت دينك لعام 2020، التي تأسست عام 2009، تعبيرًا عن نضال الصحفي الأرمني هرنت دينك الذي ناضل طوال حياته لحصول الأرمن على حقوقهن و توثيق المذابح التي تمت من قبل الأتراك، تجاه الأرمن ودفع ثمن ذلك حياته.

وتم اغتيال “هرنت” في عام 2007 وهو في إطار محاكمة له لإضراره بالقيم التركية، وهي في حالته دعم الأرمن وتوثيق المذابح و المطالبة بمحاسبة لمرتكبي تلك الجرائم، وحتى الآن لم يتم محاسبة ممن قتلوه.

عام 2007 أسست هي وعشر ناشطات مصريات مؤسسة “نظرة للدراسات النسوية

بينما كتبت الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان، عبر حسابها علي “تويتر” “تهانينا للناشطة النسوية والمدافعة عن حقوق الإنسان مزن حسن، لحصولها على جائزة هرانت دينك لعام 2020، تقديرًا لعملها الدؤوب في مجال مكافحة العنف الجنسي والانتهاكات ضد حقوق المرأة في مصر، ومنطقة الشرق الأوسط”.

يذكر أن مزن حسن حصلت على جائزة شارلوت بانش للمدافعات عن حقوق الإنسان عام 2013 من الصندوق العالمي للمرأة، وحصلت حسن ونظرة للدراسات النسوية عام 2016 على جائزة “رايت لايفليهود” المعروفة بجائزة “نوبل البديلة”.

نضال ومنع بالسفر

ونشر موقع الجائزة عبر الإنترنت، بعض المقتطفات من مسيرة “حسن” الحقوقية ونضالها منذ أن كانت طالبة جامعية، وصولاً بتأسيس مؤسسة نظرة للدراسات النسوية، مرفقًا ذلك بمقاطع فيديو وصور لها.

وولدت “حسن” عام 1979، بالمملكة العربية السعودية، وعند بلوغها عامها الرابع عشر عادت إلى مصر، وفي عام 2007 أسست هي وعشر ناشطات مصريات مؤسسة “نظرة للدراسات النسوية”، لتسليط الضوء على الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي للمرأة بمصر.

وبلغ الحراك النسوي في مصر ذروته مع بداية ثورة يناير، حيث تعاونت “مزن” ومؤسسة نظرة مع بعض المؤسسات المحلية، لحماية النساء اللاتي تعرضن لوقائع عنف واغتصاب حينها ودعمهم والدفاع عنهن.

وعقب ثورة يناير، لم تتوقف “مزن” عن نضالها، إذ لعبت دورًا رئيسيًا في ضمان تضمين حقوق المرأة المصرية في الدستور والتشريعات، بالتعاون مع مؤسسات قومية ورسمية كالمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي لحقوق الإنسان ووزارة العدل، بحسب الموقع .

بلغ الحراك النسوي في مصر ذروته مع بداية ثورة يناير

كما حرصت على دمج حقوق المرأة في القوانين والقرارات السياسية، فضلاً عن طرحها قضايا انتهاكات ضد حقوق المرأة والعنف والتمييز الجنسي في العديد من المحافل الدولية، مثل: الأمم المتحدة.

وقدمت مزن حسن  أيضًا خدمات الدعم المختلفة للناجيات من تلك الجرائم، بالإضافة إلى دعم الحركة النسوية الشابة في عملهن على قضايا متنوعة، ودعم المدافعات عن حقوق الإنسان وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضن لها، يبدأ هذا العمل من مصر ويشمل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

من جانبها، قالت مزن حسن إنها مستمرة في المضي قدمًا لتحقيق رؤيتها وأهدافها والتي تتمثل في تحقيق مجال آمن للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتمتعن فيه بكل حقوقهن الأصيلة.

إلا أن الناشطة النسوية والمدافعة عن حقوق الإنسان مزن حسن لم تكن لتتمكن من السفر لتسلم الجائزة بنفسها، بسبب قرار منعها من السفر الصادر بأمر من النائب العام منذ عام 2016 على خلفية اتهامها في القضية 173 لعام 2011 والمعروفة إعلاميًا بقضية التمويل الأجنبي.

وأشار موقع الجائزة إلى أن على الرغم من العقوبات التي فرضت علي “مزن”، إلا أنها واصلت نضالها ضد انتهاكات حقوق المرأة، وتسليط الضوء عليها بشكل كبير.