فجر الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني السابق للزمالك، مساء الثلاثاء، زلزال بقوة 6 ريختر داخل أرجاء القلعة البيضاء بميت عقبة، بعد حضوره للنادي ومعه ربع مليون دولار قيمة الشرط الجزائي في عقده للرحيل عن الفريق، قبل شهر واحد من أهم مباريات الزمالك أمام الرجاء البيضاوي المغربي في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، وكذلك قبل نهاية مسابقة الدوري بـ6 جولات كاملة وحاسمة في تحديد المركز الثاني للفريق والمؤهل لدوري الأبطال بالموسم الجديد.

كارتيرون الذي فضل عرض نادي التعاون السعودي براتب 250 ألف دولار شهريًا والذي يمثل 3 أضعاف راتبه الأخير مع الزمالك 90 ألف دولار، على البقاء ومعانقة التاريخ بالفوز ببطولة إفريقيا رفقة أبناء ميت عقب، خاصة وأنها فرصة سهلة ولديه فريق قوي وبه لاعبين كبار أصحاب مستوى رفيع، وبين ليلة وضحاها فجر المدرب الفرنسي القنبلة ورحل بهدوء شديد يحسد عليه ورفض توديع اللاعبين الذين غضبوا عليه كثيرًا، ويبدو أنه متأثر بإهانة فرجاني ساسي له أمام الجميع دون أن يعاقب اللاعب التونسي، ويرد اعتبار المدرب من قبل الإدارة.

علل رحيله المفاجئ ذلك بأنه مضغوط من كثرة المباريات والإصابات بالفريق وأنه غير مرتاح داخل النادي بعد الأزمات العديدة للاعبين وسوء تعامل الإدارة مع ملفات كثيرة أهمها عدم رد اعتباره أمام نجم النادي ساسي الذي أهانه أمام الكل عقب مباراة المقاولون العرب بالفترة الأخيرة في الدوري الممتاز، ولكن مع توقيع الرسمي لنادي التعاون براتب قياسي وضح أنه السبب الحقيقي لهروبه بهذا الشكل من الزمالك، ولذلك نعرض أهم 3 توابع لزلزال كارتيرون المدمر في القلعة البيضاء بالساعات الأخيرة.

ضربة قاصمة قبل المعترك الإفريقي

بلا شك هي ضربة قاصمة لكل آمال وحظوظ الزمالك في المعترك الإفريقي الأهم بنصف نهائي دوري الأبطال أمام الرجاء المغربي منتصف شهر أكتوبر المقبل، اللاعبين خرجوا عن كل تركيزهم وبدأ الكل يفكر في مصلحته والعروض المقدمة إليه للرحيل خاصة النجوم الأجانب، أمثال: أشرف بنشرقي، وساسي، وأوناجم وكذلك النجوم المتألقة كمصطفى محمد، وأوباما، ومحمود علاء خاصة مع اهتمام بيراميدز الكبير بأغلبهم خاصة المهاجم الواعد المتوهج.

تلك الفوضى التي سيعيشها الزمالك في الفترة المقبل مع اختيار طارق يحيى ومعه جهاز مصري لقيادة الفريق بمباريات الدوري القادمة بصفة مؤقتة، قد ينفرط عقد الفريق كاملاً، ويذهب التركيز تمامًا وتكون القصة منتهية بالنسبة لمباراة الرجاء المهمة في البطولة الإفريقية وكذلك صراع حسم المركز الثاني، فمع أي تعثر لطارق يحيى وهؤلاء اللاعبين ستزيد الضغوط أكثر وربما تتواصل النتائج السيئة ويخسر الزمالك كل شيء في أقل من أسبوعين فقط يلعب خلالهم النادي حوالي 3-4 مباريات مهمة بالدوري الممتاز.

مرتضى في ورطة وتركي يلوح في الأفق

لأول مرة يجد مرتضى منصور وإدارته نفسهم في هذا الوضع، فهو الذي تعود دائمًا على الإطاحة بالمدربين وطردهم بطريقة مهينة من النادي، والأمثلة كثيرة لسوء النتائج تارة وتارة لنجاح المدرب وأخذ منه كل الاستحواذ الإعلامي والحب الجماهيري وآخر تلك الأمثلة البرتغالي جوسفالدو فيريرا وكريستيان جروس، ليتحول كارتيرون لمخلص حق كل هؤلاء ويرد الصاع صاعين لمرتضى عما قام به من قبل مع كل هؤلاء الذي سبقوا المدرب الفرنسي، وبطريقة أكثر قسوة لظروف الزمالك الحالية الصعبة للغاية وقبل ختام موسم ومباريات مهمة وبطولة قد تضيع من بين أيديه.

الضربة الأخرى لمنصور ستكون من تركي آل الشيخ مالك نادي بيراميدز السابق والرئيس الشرفي للأهلي السابق أيضًا، فأنباء كثيرة تشير لتورطه في قصة هروب كارتيرون المفاجئة لضرب استقرار الزمالك وكسب ود جماهير الأهلي ثانية بعد أزماته الأخيرة معهم، حيث كان آل الشيخ رئيس شرفي لنادي التعاون السعودي الذي انتقل له كارتيرون وهرب من الزمالك، كما أنه كان مشرفًا على الرياضة السعودية قبل شهور بسيطة كرئيس للهيئة العامة للرياضة هناك ومتحكم بكل كبيرة وصغيرة بالأندية هناك ولديه القدرة على فعل كل شيء من هذا القبيل.

ولكن تأتي الضربة لمرتضى بعد أن أدخل تركي الزمالك كيدًا في الاهلي وأطلق اسمه على أحد المباني بالنادي، وقبل منه عدة صفقات مثل ساسي وجروس ودفع مرتبهم السنوي كاملاً حينها، وكانت العلاقات جيدة بينهما واستخدمها منصور لضرب الأهلي بطريقة غير مباشرة وهز استقرار مجلس إدارته، ولكن إذا ما صحت تلك الأنباء بتدخل تركي في هروب كارتيرون وتوجيه الضربة العنيفة تلك للزمالك رغم نفيه بعلاقته بالأمر، يكون قد انقلب السحر على الساحر كما يقال وتصبح أسهم مرتضى برئاسة الزمالك في انخفاض كبير للغاية.

رحلة البحث عن مدرب أجنبي آخر

مع تبقي شهر واحد فقط على البطولة الأفريقية المهمة للغاية للزمالك، يبقى البحث عن مدرب جيد ومتفرغ ويقبل التحدي الصعب هذا، أمر في غاية الصعوبة على إدارة الزمالك، الذي أكد رئيسه سفر وفد من 3 أعضاء بينهم ولديه أمير وأحمد وإسماعيل يوسف إلى أوروبا لحسم هذا الملف في أسرع وقت، مع ترشيح وكلاء كثر عدة سير ذاتية لمدربين عدة على مجلس الإدارة.

الرغبة في التعاقد مع مدرب قريب من الكرة المصرية وعمل سابقًا بها ويعرف الزمالك جيدًا ويقبل التحدي الصعب مع ضيق الوقت، حتى يتأقلم سريعًا ويدخل في الأجواء ويقود النادي للفوز في بطولة أفريقيا هي مأمورية صعبة جدًا وربما تكون أشبه بالمستحيل بالوقت الحالي، ولكن انحسرت الأسماء بين سيباستيان ديسابر مدرب بيراميدز السابق وتاكيس جونياس مدرب وادي دجلة السابق وجيمي باتشيكو مدرب الزمالك الأسبق.

ورشح الإسباني كارلوس جاريدو مدرب الأهلي السابق للمهمة كذلك ولكنه غير مرحب به وكذلك البرتغالي فيريرا المدرب الأسبق لهم وأيضًا المدرب اليوناني، ليظل ديسابر ثم يليه باتشيكو أقوى المرشحين حاليًا، مع انتظار نتيجة عمل اللجنة المكلفة لحسم أمر المدير الفني الجديد بعد الجلوس مع هؤلاء اللاعبين في أوروبا وحسم القصة بالتعاقد مع أحدهم أو ظهور مرشح آخر وجديد تتوافق عليه وتتفق معه على تولي المهمة في الأيام القليلة القادمة.