من منا لم يقع تحت ضغوط الدروس الخصوصية وينكوي بنيران أسعارها في مختلف مراحل التعليم، فالجميع يعلم حجم “السبوبة”، وكيف استفحل أمرها وأصبح يهدد التعليم بشكل عام، ولم تعد هناك أي جدوى للتحصيل المدرسي، الأمر عاد الى الأذهان التعليم في الماضي حينما كانت المدرسة ومجموعات التقوية هما الأساس، وعلى هامش الأمر الاستعانة بالمدرسين خارج المنظومة.

تداركت وزارة التربية والتعليم مؤخرًا للأمر ليفكر وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، في الأمر ويتوصل لقرار من شأنه أن يعيد للمدرسة دورها الحقيقي سواء في العملية التعليمية أو في الدروس بشكل عام “مجموعات التقوية”، وهو الأمر الذي يحمل في طياته تلبية ضمنية لرغبات أولياء الأمور وطموحاتهم.

مجموعات التقوية

أصدر وزير التربية والتعليم قرار وزاري حمل رقم 53 لسنة 2016 يقضي برفع كفاءة المجموعات المدرسية على أن يتم الاستناد الى الركائز التربوية كبديل عن الدروس الخصوصية.

وأكد الوزير أن الادارة التعليمية سيكون منوط بها إدارة مجموعات التقوية بالصفين الثالث الاعدادي والثالث الثانوي، من حق الطالب الاختيار من معلمي الإدارة التعليمية دون الاقتصار على معلم المدرسة، يتراوح سعر الحصة ما بين 15 لـ 85 جنيه، في حال توافق 10 طلاب على مدرس سيتم توفيره لهم، وفي حال كان هذا المدرس لا يعمل في التربية والتعليم، ولكنه حاصل على رخصة مزاولة المهنة سيتم أيضاً توفيره لهم.

ومن المقرر أن تكون مدة الحصة ساعتين، وسيحصل المعلم على نسبته من الحصة سريعاً، 15% من حصيلة المجموعات من حق المدرسة والإدارة التعليمية و85% للمدرس، وتدير مجموعات التقوية في صفوف النقل ادارة المدرسة، ومن المقرر أن يتم اتاحة فرصة حجمها 10% من المجموعات للأيتام وأبناء الشهداء دون دفع رسوم.

حل مثالي

الخبير التربوي أيمن لطفي أكد أن الدروس الخصوصية أصبحت أحد التزامات الأسرة المصرية وولي الأمر عادة هو من يلجأ لها في محاولة منه لسد قصور التحصيل الدراسي لدى أبنه إلا أن ارتفاع الأسعار الأخير كان كارثي وزاد من حجم أعباء الأسرة.

وأضاف “لطفي” أن توجه وزارة التربية والتعليم إلى إعطاء مجموعات التقوية في المدارس هو أمر جيد وهناك ترحيب كبير من قبل المدرسين، خاصة أن هناك استفادة مباشرة للمدرس وقانونية داخل مدرسته، وهو ما يجعل المدرس يتعامل بأريحية دون الخوف من المحاسبة أو المسائلة، ومجموعات التقوية ليست أمر مستحدث، فقديماً كان يتم اعطاؤها عقب انتهاء اليوم الدراسي وهو ما كان يزيد من اطمئنان أولياء الأمور على ذويهم.

وأكد الخبير التربوية، أن الطالب سيتمكن من اختيار المٌعلم الذي يرغب في الاستفادة من المادة العلمية التي يقدمها خلال مجموعات التقوية، وعند اكتمال المجموعة 15 طالبا يبدأ المٌعلم في المجموعة، موضحا أن اختيار بعض المدارس فقط لتكون مقرا لتلك المجموعات في كل قرية ومدينة ومركز يزيد من حجم الاستفادة، متوقعاً أن يشهد العام الدراسي القادم طفرة في الرقابة على المدارس لتقديم خدمة تعليمية متميزة.

ترحيب من المعلمين

في محاولة لاستطلاع رأي بعض المعلمين في أحد المدارس وأولياء الأمور، أكد محمد عويس مدرس اللغة العربية بمدرسة الحياة للتعليم الأساسي أن قرار وزير التربية والتعليم الخاص بمجموعات التقوية ومحدداتها خطوة على جانب كبير من الأهمية، لعدد من الأسباب يُعد أهمها أن المدرسة ستعمل على توفير أماكن أكثر آدمية من السناتر التي يكون أثاثها متهالك والتهوية بها سيئة أو غير جيدة، فضلا عن الإزعاج المستمر بسبب وجود المدرسين والتلاميذ في أماكن مأهولة بالسكان وغير مخصصة للدراسة، فضلاً عن الاحتكاك والاشتباك الذي يحدث من وقت لآخر بين المدرسين والسكان.

وأضاف محمد عويس أن إعطاء مجموعات التقوية في المدرسة توفر مكان مناسب تماما، نتيجة توافر مساحات كافية للتلاميذ، فضلا عن وجود وسائل تعليمية حديثة تمكن المعلم من إيصال المعلومة للطالب بشكل يسير، كما أن الطالب يشعر بالاستقرار أكثر، حيث يحصل على المعلومة دون مشقة الانتقال من مكان إلى آخر، مضيفا أن هناك إقبال كبير من الأهالي على تشجيع هذه الفكرة، للحصول على مجموعات التقوية داخل المدرسة بسبب انها ستكون أكثر أمانا من السناتر الخارجية التي لا يطمئنون  إليها، مطالباً بمنع السناتر لإعطاء الفرصة كاملة لنجاح هذه التجربة.

الجانب النفسى

علاء راشد، أخصائي نفسي بمدرسة الحياة للتعليم الأساسي، أكد أن إعطاء مجموعات التقوية في المدارس من الناحية النفسية صحي جدا لأولياء الأمور قبل الطلاب، حيث أن ولي الأمر قديما كان يعاني من إرسال أبنائه إلى عمارات ومساكن مجهولة الهوية ولا يعلم ما يحدث لأبنائه داخل هذه الأماكن.

وأضاف أن هناك بعض الحوادث المسيئة التي ظهرت نتيجة إعطاء الدروس في الأماكن العشوائية ومجهولة الهوية وتسبب ذلك الأمر في حدوث العديد من الانتهاكات لبعض الأطفال مما كان يعرض حياتهم للخطر ويؤثر على نفسيتهم بالسلب؛ وبالتالي عدم تحصيل الطلاب أي إضافات تعليمية، أما الآن في ظل المنظومة الجديدة فهناك إدارة ومنظومة عمل معلومة الهوية تدير  مجموعات التقوية، وهو ما يوفر وسائل امان وستتم محاسبة من يخطئ سواء من المعلمين أو الإداريين ويستطيع ولى الأمر إلى يذهب إلى إدارة المدرسة لإبداء رأيه  سواء بالتطوير أو الملاحظات السلبية.

وأوضح علاء راشد أنه بالنسبة للطالب فإن المكان المخصص للعملية التعليمية هو مكان مهيأ وبه كافة الإمكانيات اللازمة لإتمام العملية التعليمية بنجاح من وسائل تهوية جيدة واتساع الفصول والقاعات  فضلا عن البيئة التكنولوجية المناسبة والملائمة للعملية التعليمية الحديثة، لمواكبة التطور العلمي للعملية التعليمية ككل بناء على برامج الوزارة الحديثة كما ان ذلك سيوفر الجهد المبذول ما قبل الطلاب لانهم يأخذون جميع  المواد الدراسية في مكان واحد مع تغيير المدرسين فقط، كما أنه أيضا من الناحية النفسية فقد أتاحت الوزارة حرية اختيار المعلم من قبل الطالب وهو شيء إيجابي حتى لا يشعر الطالب بأن هناك معلم معين مفروض عليه وهو ما يعزز أيضاً روح تنافسية بين المعلمين.

أولياء الأمور.. التنفيذ أهم

حنان البرعي، ولية أمر، اعتبرت أن القرار في حال تنفيذه على أرض الواقع كما هو مكتوب على الأوراق ايجابي جدا فهي مطلقة ولديها ثلاثة أبناء في مراحل تعليم مختلفة بينهم الثانوية العامة وتروي معاناتها قائلة: “كنت بوصل بسعر الحصة الواحدة لـ 200 جنيه وده خراب بيوت خاصة أنى من اعيل اسرتي وعملي لا يكفي كل هذه التكلفة، اما مجموعات التقوية لو المدرسين راعوا ربنا ونفذوها صح هتبقى طوق نجاة لناس كتير شبهي”.