بعد 9 أشهر من الإغلاق، أعلن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، اليوم الجمعة، الموافقة على إعادة فتح حقول النفط واستئناف التصدير شرط توفير ضمانات بتوزيع عائداته المالية توزيعا عادلا، وعدم توظيفها لدعم وتمويل الإرهاب أو تعرضها لعمليات السطو والنهب.

تصريحات “حفتر” تأتى بعد إعلان فايز السراج، رئيس الحكومة المعترف بها دوليا، عزمه التخلي عن منصبه أواخر أكتوبر المقبل، في أعقاب الحوار الليبي الليبي في المغرب، الأسبوع الماضي.

قال” حفتر: إن القيادة العامة للجيش لا تتردد في تقديم التنازلات ما دامت في مصلحة الليبيين، بهدف منع استمرار تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد. وأنه “لا تفريط في المكاسب التي دفع جنودنا ثمنا لها ولا مكان للمستعمرين”.

وعلق ” حفتر” على المبادرات التي تم طرحها لحل الأزمة الليبية، والتي استبعدته من الحوار، وتولاها عقيلة صالح رئيس البرلمان، قائلا: “سنقاتل من أجل الحفاظ على وحدة ليبيا ولا نتردد في تقديم التنازل بكامل الثقة والرضا فيما دون ذلك”. ونوّه إلى أن كل المبادرات السابقة للحلّ فشلت لأنها ركزت على تقاسم السلطة دون الاهتمام بما يعانيه المواطن الليبي من ظروف معيشية صعبة.

وتعدّ حقول النفط إحدى أهم العقد في المفاوضات الجارية بين الأطراف الليبية. يذكر أن إنتاج النفط في ليبيا الذي تتدفق عائداته إلى حسابات المصرف المركزي بالعاصمة طرابلس، توقف بقوّة منذ 18 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى خسارة إيرادات تصل إلى 9 مليارات و600 مليون دولار، وفقا لآخر بيانات المؤسسة الوطنية للنفط .

ضمانات أمريكية

واشترط الجيش الليبي الحصول على ضمانات أمريكيةودولية حول توزيع عائدات النفط، قبل إعادة فتح الحقول والموانئ لاستئناف الصادرات النفطية. كما طالب الجيش بوضع آلية واضحة وشفّافة تضمن التوزيع العادل لعوائد النفط على كل الشعب الليبي وكافة الأقاليم وعدم ذهابها لدعم الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب، وتتيح معرفة كيفية ووجهات إنفاقها.

“حفتر” أشار إلى إن المفسدين هم المتصدرين للمشهد، والمتسببين في تخيب أمال وظنون الليبيين وقادوا البلاد إلى الهاوية حين قضت مصلحتهم على مصلحة البلاد. وقدم التحية للشعب الليبي على الرغم من قسوة الظروف والمعاناة وبشرهم بانفراجه قادمة، وأكد أنه كما عاهد الشعب القوات المسلحة وتقديمها التضحيات وتقديسها أرواح ودماء شهداء ثورة الكرام.

توزيع عادل

وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، اليوم الجمعة، دعم أحمد معيتيق في تمثيل المنطقة الغربية من البلاد، مشيرا إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة لتوزيع إيرادات النفط بشكل عادل. وقال خلال مؤتمر صحفي: “دعمنا لأحمد معيتيق في تمثيل المنطقة الغربية دليل على أننا لا نحارب الليبيين”. وأضاف “فتحنا حوارا مع ممثلين عن القبائل الليبية ومختلف المناطق بمشاركة معيتيق وتوصلنا إلى اتفاق بشأن إعادة فتح الحقول النفطية”.

وأوضح أنه جرى تشكيل لجنة فنية تشرف على إيرادات النفط وتضمن توزيعها بشكل عادل، مشيرا إلى أن الاتفاق تضمن إعادة تصدير النفط من جميع المرافئ الليبية. وشدد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي على أن “اللجنة المشتركة هدفها إعداد ميزانية مشتركة من عوائد النفط، مضيفا “ندعم المؤسسة الوطنية للنفط لتأمين الحقول وموانئ التصدير”. وذكر المسماري: “اتفقنا على استئناف إنتاج النفط في كافة المناطق الليبية”، مشيراً إلى أن بعض الميليشيات سيكون ردها قاسيا وستضغط على المصرف المركزي.

ضغوط دولية

ويشير المعلومات إلى أن استقالة فايز السراج جاءت بضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لتغيير الوجوه على الساحة السياسية الليبية لحلحلة الأزمة الليبية.

وكان السراج، قد أعلن تنحيه عن منصبه وتسليم مسؤولياته إلى السلطة التنفيذية، قائلًا خلال كلمة متلفزة له “بهذه المناسبة، أعلن للجميع رغبتي الصادقة في تسليم مهامي للسلطة التنفيذية القادمة في موعد أقصاه نهاية أكتوبر القادم.

وأكد “السراج” على أن حكومته لم تكن تعمل في أجواء طبيعية، بسبب تعرضها لمؤامرات من الداخل والخارج، وأنهم واجهوا تلك هذه الصعوبات منذ اليوم الأول، كما رجب بالمشاورات التي تجريها الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا.

وجاء إعلان السراج عن رغبته في تسليم السلطة، عقب أسابيع من التظاهرات التي شهدتها طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي. واندلعت التظاهرات احتجاجا على أداء حكومة الوفاق مطالبين برحيله، بسبب ارتفاع مستوى الغليان بين السكان بعدما تدهورت الظروف المعيشية وانتشار الفساد في البلاد.

تركيا واستقالة السراج

وعلق الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان على تنحي السراج عن منصبه وتسليم مسؤولياته إلى السلطة التنفيذية بإن أنقرة مستاءة من قرار تنحيه عن رئاسة حكومة الوفاق.

ووفقًا لوسائل الإعلام الليبية فإن السفارة الأمريكية في ليبيا قالت إنه يجب أن يكون هناك حوار ليبي-ليبي يمتاز بالشفافية، مؤكدين على ضرورة تولي الليبيين مسؤوليتهم السياسية وكذا يتولوا إدارة كافة مواردهم الوطنية.

السفارة أشارت إلى أنه قد حان الوقت لتعمل القوى الليبية لاستعادة سيادة بلادهم من خلال عملية يسرتها الأمم المتحدة.

كان العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، قد اعتبر قرار “السراج”، بتقديم استقالته خطوة إيجابية من أمنيًا، مؤكدًا على أن ذلك يعتبر بداية لمرحلة جديدة قائلًا “السراج يدعم باستقالته مسار مبادرة التهدئة، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة ربما طالت المرحلة الانتقالية، ولكن حان الوقت لمرحلة جديد، في تصريحات تليفزيونية عبلى قناة القاهرة والناس.

عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب أكد أن كل المدن الليبية ستحظى باستقرار أمني عقب استقالة السراج، على الرغم من وجود بعض التحديات، وأنه على باقي الأطراف التقاط تلك الخيوط كمرحلة تأسيسية جديدة، بعيد عن المكاسب الشخصية.