حصل المواطن المصري مؤخرا على شبكة طرق وكباري سهلت عليه الحركة مؤخرا، وكانت ضمن شروط التنمية المستدامة لبلاده. ولكن مؤخرا كان هناك تخوفات من المواطن على سلامته، نظرا لأن الحوادث لم تكن فقط على الطرق السريعة، بل أصبحت قريبة من منطقته الآمنة وتهدد سلامه ذويه.

حوادث المشاة

يقول رجل أربعيني يعمل سائق بحلمية الزيتون أنه كل يوم تقع حوادث للمشاة على هذا الطريق الذي يفصل بين الحلمية والمطرية، موضحا أن ما يسبب خطورته هو أنه ملتقي مطلع ومنزل كوبري في منطقة سكانية ذات كثافة عالية.

وتابع أنه بالطبع فإن تلك الطرق والكباري سهلت على مالكي المركبات التحرك سريعا، ولكن خلقت مناطق خطر يشكل عبورها لسكان المنطقة تخوفات وحوادث للمارة.

الكثافة السكانية تجبر المخطط

ويتابع سائق آخر أن السكان هم أصل المشكلة، قائلا “هم الذين دمروا الطرق بأفعالهم الخاطئة وزادت الكثافة داخل القاهرة الكبرى ولم تعد البنية التحتية تتحملها”.

وأشار إلى أنه كان يتكبد وقت كثير للوصول لمصر الجديدة من خلال إشارات عديدة او التواجد على الطريق الدائري لمدة طويلة، قائلا “اشارات وزحام وكثافة مرورية، كان لازم تعمل شبكة الطرق دي في العاصمة”.

البرلمان يطالب بإنقاذ حياة المواطنين

تقدم أكثر من نائب بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، بشأن عدم وجود أماكن لـ عبور المشاة في الشوارع الرئيسية والعامة، وخاصة في محافظتي القاهرة والجيزة، موضحين أن عبور الشارع أصبح محاولة خطيرة خاصة لذوي الاحتياجات وكبار السن والأطفال، وهناك العديد ممن فقدوا حياتهم أثناء عبورهم الطريق، في مختلف المحافظات بشكل عام، ولكن على وجه التحديد القاهرة والجيزة من أكثر المحافظات التي يوجد بها طرق رئيسية لا يوجد بها أماكن مخصصة للعبور”.

المخطط العمراني يدرس احتياجات السكان

قال المهندس سيف أبو النجا، رئيس جمعية المعماريين، أنه بالفعل تم تخطيط محاور وطرق وكباري ومرور ولكن تم اهمال حركة المشاة، موضحا أن من قام بذلك لم يدرس غير الهندسة الإنشائية وحركة المرور، لكن المخطط العمراني يدرس احتياجات السكان والبيئة وطريقة معيشتهم.

وتابع أن منطقة مثل مصر الجديدة تم بنائها للإنسان أولا لكي يعيش بها، ولها اشتراطات خاصة، وازالة 50 فدان حدائق أزالت الألفة بين السكان وأزالت مصطلح “المجتمع الصديق”.

واستكمل “أبو النجا” فكل حديقة تم ازالتها كانت بمثابة ملتقى الجميع يتقابل في الاجازات والمناسبات وابن الوزير يلعب الكرة مع ابن حارس العقار، قائلا “ما حدث من تجريف لأشجار وحدائق واقامة كباري بدلا منها كان تجريف في الأصل لعلاقة السكان ببعضهم”.

تفادي حوادث السير مع دخول الدراسة

تعج القاهرة بالازدحام الآن، وفي موسم الدراسة المرتقب بدئه في أكتوبر، يصبح الوضع المروري أكثر سوءا، وتصبح الطرقات رحلات عذاب يومية، وأيضا يصبح قلق لأولياء الأمور الذين ينتظرون ويتلهفون لعودة أطفالهم من المدارس.

يقول عباس الزعفراني، عميد كلية تخطيط عمراني سابقا، أنه أحيانا يصبح وجود كوبري في المنطقة لا يحل المشكلة، بل يعقدها أكثر، وأحيانا يكون مفيد جدا للحركة المرورية ولتخفيف ازدحام التقاطع، وهو ما ينطبق على التجربة الجديدة لمنظومة الطرق والكباري المستحدثة.

وتابع أنه وجب على مصممي تلك الطرق أن يشملوا مهندسي تخطيط عمراني وليسوا مهندسين طرق ومرور فقط، فكلما ازدادت خصوصية حالة المشاة وضعفت كلما سار على المخطط العمراني أن يراعي هذا، مثل وجود الاطفال والمرضى او ذوي الاعاقة وكبار السن كل هذا يجعله يضع في حسبانه وجود “طرق مشاة”.

عبور مشاة بالطلب

يضع لنا الزعفراني حلولا لتفادي تلك المشاكل، قائلا “كل مسافة 300 متر نضع خطوط المشاة وتكون مرتفعة 10 سنتيمتر عن الطريق مع مطب صناعي لتهدئة السرعة، مع تواجد إشارة للمشاة بفاصل زمني على الأقل ثلاثة دقائق”.

وتابع قائلا ” يقوم المواطن بضغط زر طلب العبور وإذا قامت أعطت الإشارة اللون الأخضر يقوم بالعبور سريعا، ومثل هذا الحل موجود في اوروبا وعملي للغاية”. وتابع أن كباري المشاة غير عملية بالمرة، لصعوبة استخدامها من قبل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

تصريف الأمطار في القاهرة الجديدة

بعيدا عن مشاكل طرق العاصمة، فموسم الشتاء على الأعتاب، وحادثة غرق القاهرة الجديدة ومشاهدها، تبعث الخوف من تكررها في موسم الأمطار ووقوع حوادث طرق للسيارات والمارة. يعكف الزعفراني على حل تلك الأزمة مع عدد من مهندسي الطرق بعمل جزيرة او حديقة منخفضة تتجمع بها المياه في الميادين الكبيرة ومخرات السيول.

وتابع عميد كلية تخطيط عمراني سابقا “أن هناك طرق اخرى يتبعها غيرنا، ولكن على الأقل يتم علاج المشكلة حتى لا تتكرر من جديد”.

منظومة الطرق والكباري لم تكتمل بعد

أشار مجدي الشاهد، خبير مروري، إلى ان منظومة الطرق والكباري لم تكتمل بعد، وبالتالي فالحكم على جودتها الآن ظلم لها، موضحا أن هناك خطة ملحقة لعمل كباري وعبور للمشاة ووضع علامات إرشادية بكل المحاور والطرق المستحدثة، ووضع مصارف لمياه الأمطار بمنزل الكباري.

وتابع أنه سيتم رفع كفاءة العاصمة الادارية من نقل ومواصلات ونفس الحال للقاهرة الجديدة مثل مدينتي والشروق والرحاب والتجمع، وسيصبح الانتقال الي وسط المدينة به انسيابية مرورية.

الملصق المروري لسائقي المركبات

أكد الشاهد على ضرورة تطبيق الملصق الإلكتروني وهو نظام يحتوي على شريحة تضم بيانات متعلقة بالمركبة وباللوحات وبمالك المركبة، مثل سنة صنع السيارة والماركة والطراز ورقم الشاسيه والموتور، وبيانات رقم اللوحة الحقيقي حتى لو تم التلاعب به، ونوع الترخيص ووحدة الترخيص التابع لها، بجانب بيانات المالك مثل اسمه ورقمه القومي وبيانات التواصل معه إذا قام بارتكاب إحدى المخالفات.

وأشار إلى أن الملصق الإلكتروني سيكون مهم لتفادي حوادث الطرق بسبب الطقس، لأنه يعلم سائق المركبة عن حالة الطقس والجو وماهي الساعات الآمن للسير.