“انتحار تاجر أقمشة بالحبة السامة.. انتحار طالب ثانوي.. انتحار شاب بسبب خلافات أسرية.. انتحار ربة منزل تناولت الحبة السامة”، أربعة عناوين نشرتها الصحف المصرية خلال يوم واحد منذ أشهر قليلة، لتلخص أزمة في المجتمع، فجميعا لا يستطيع نسيان مشهد الشاب الذي قفز من أعلى برج القاهرة ليتخلص من حياته، الأمر الذي دفع العديد من الشباب والمؤسسات الحكومية أو الدينية لتدشين حملات مختلفة للتوعية بالانتحار ووقف تلك الحوادث خوفا من تحولها لظاهرة.

“معا ضد الانتحار”

تحت عنوان “معا ضد الانتحار”، نظمت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر حملة توعوية بمدينة مطروح إحدى المدن المصرية، والتي انتشرت بعدد من المدارس والمعاهد، الشيخ محمد مزروعة، رئيس فرع المنظمة، والمسؤول عن الحملة، قال إن الحملة هدفها الأساسي محاربة فكر الانتحار، والتركيز على الفئات العمرية التي من الممكن أن تقدم على تلك الخطوة، بالمعاهد والمدارس والجامعات، والتي تضم شباب عدة بسن المراهقة.

وأضاف أن الحملة بدأت في الانتشار الفعلي ووجدت ترحيبا واسعا بها، بالمؤسسات التربوية والتعليمية، والتي تهدف لحماية الشباب وتوعويتهم بالأفكار الخاطئة والمغلوطة، ومنع انتشارها والتصدي لها، والتأكيد على ضرورة خل المشاكل التي تواجه الشباب بدلا من الهروب منها.

إلهام جلال، المنسق العام للحملة، قالت إن الحملة تهدف لتوعية الشباب وتحصينهم دينيًا ونفسيًا ضد ظاهرة الانتحار، والعمل على مناقشة آثاره السلبية، والتأكيد على دور المجتمع، ودور الأسرة أيضا في فتح حوار مع الأبناء، وبناء علاقة قوية معهم.

“حياتك أمانة”

مجمع البحوث الإسلامية دشن حملة توعوية موسعة تصل لجميع المحافظات المصرية، تحت عنوان “حياتك أمانة حافظ عليها”، والتي تهدف لبث الأمل في نفوس الشباب، والتأكيد على عدم الاستسلام لليأس أو فقدان الأمل.

قال الدكتور نظير عيّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن برنامج عمل الحملة، يستهدف الشباب، من خلال حملات تصل إليهم بجميع الأماكن، لمنع استدراجهم للأفكار الخاطئة، التي من الممكن أن تدفعهم للتخلص من حياتهم.

وأضاف أن الحملة تهتم أيضا بوضع حلول للمشاكل التي تواجه الشباب، وعقد مناقشات وحوارات مفتوحة مع الشباب بالمدارس والمعاهد والجامعات، وأيضا بالمصالح الحكومية، لتصل الحملة لأكبر عدد ممكن من الجمهور، كما أن الحملة تستهدف في مراحلها المختلفة، توعية كل فئات المجتمع بمختلف الأعمار، بأهمية الحفاظ على النفس والتمسك بالحياة.

“الانتحار لا ينهي الألم”

ومن محافظة المنوفية، قرر عدد من الشباب تدشين حملة بعنوان “الانتحار لا ينهي الألم”، للتصدي لتلك الأفكار ومواجهتها.

قال أحمد حماد مؤسس الحملة، إن الحملة تجمع الشباب وعدد من الجهات التنفيذية بالمحافظة أيضا، والتي تسعي لمد يد العون لهم، لتوسيع نطاق انتشارها، وأضاف أنه محافظة المنوفية إحدى المحافظات الزراعية التي تنتشر بها حبوب الغلة السامة، والتي يستخدمها عدد من المقبلين على الانتحار، وبالفعل بدأت الحملة بحلقات توعية حول خطورة استخدام تلك الحبة، والتأكيد على عدم بيعها للشباب، ووضع قيود مشددة على أماكن بيعها، خاصة وأنها تستخدم كمبيد حشري للمحاصيل الزراعية.

“متوقفهاش”

طلبة كلية الإعلام المصرية، قرروا المشاركة بتلك الحملات، من خلال حملتهم بعنوان “متوقفهاش”، والتي تسعى لدعم نشر الكلام الطيب بين المواطنين، ورفع شعار “الكلمة الطيبة صدقة”، والتأكيد على مد يد العون للمحتاجين، فمن يحتاج لصديق للتحدث معه سيجد من يسمعه سواء من أعضاء الحملة أو من المتطوعين المشتركين الذي يزداد عددهم يوما عن يوم.

مريم الشافعي، مؤسسة الحملة، قالت إن حالات الانتحار التي شهدتها الفترة الماضية، كانت لشباب يفتقدون الدعم والعطف من المحيطين بهم، فكانوا يعانون إما من سوء المعاملة أو من غياب الأصدقاء، فالوحدة هي الدافع الأول والأخير لهم في التخلص من الحياة، فقررت هي وعدد من زملاءها في الجامعة تدشين الحملة، ورفع شعار “لتقول خيرا أو لتصمت”، وبدأت الحملة بجولات ميدانية في الشارع، شارك خلالها أعضاء الحملة بأعمال بسيطة، منها توزيع الورد على المارة، أو مدح أحدهم حول شكله او ملبسه، فوجودا أن تأثير الكلمة الطيبة كالسحر، يرسم البسمة على الوجوه، وتصل تلك البسمة للقلب أيضا.

دشن أعضاء الحملة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصل عدد المتابعين لها 600 شخص، ينشرون قصصهم، يعانون التنمر ويبحثون عن الكلمة الطيبة التي يقدمها لهم أعضاء الحملة، الذي يزداد عددهم يوما عن يوم، حتى أصبحت تلك الصفحة مكانا آمنا لهم ضد أفكار الانتحار، أو التخلص من الحياة.