يتبقى أقل من شهر على دخول الموسم الدراسي المقرر عقده في 17 أكتوبر” المقبل، وفوجئ أولياء الأمور ببيان وزارة التربية والتعليم عن مصروفات العام الدراسي 2020/2021، ولكن تلك المرة بزيادة تراوحت ما بين 100% و250% عن العام السابق.

حددت الوزارة المصروفات الدراسية في مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائي 300 جنيه، ومن الصف الرابع حتى الثالث الإعدادي 200 جنيه، ومن الصف الأول الثانوي حتى الصف الثالث الثانوي 500 جنيه، وصفوف التعليم الثانوي الفني بكافة أنواعه وأنظمته 200 جنيه.

وكانت المصروفات العام الماضي 145 جنيهًا لطلاب رياض الأطفال و160 جنيهًا لطلاب المرحلة الابتدائية، و150 جنيهًا لطلاب المرحلة الإعدادية و195 جنيهًا للتعليم الثانوي العام، و170 جنيهًا للتعليم الفني.

يذكر أن نحو 62% من الأفراد المشتغلين قد تأثرت حالتهم بسب كورونا، بحسب دراسة للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء، منهم 26% تركوا العمل نهائيا ونحو 56% أصبحوا يعملون أيام عمل أقل أو ساعات عمل أقل من المعتاد، ونحو 18% يعملون عملا متقطعا. ووفقا لبحث الدخل والإنفاق فإن غالبية الأفراد74% قد انخفضت دخولهم منذ ظهور الفيروس.

الدستور المصري: التعليم إلزامي ومجاني

نصت المادة (19) من الدستور المصري على أن: “التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه في مناهج التعليم ووسائله، وتوفيره وفقًا لمعايير الجودة العالمية.

والتعليم إلزامي حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها، وتكفل الدولة مجانية بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية، وفقًا للقانون. وتلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم لا تقل عن 4% من الناتج القومي الإجمالي، تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية. وتشرف الدولة عليه لضمان التزام جميع المدارس والمعاهد العامة والخاصة بالسياسات التعليمية لها”.

غضب من أولياء الأمور ضد “شوقي”

تتساءل ولية أمر مناشدة وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، قائلة “يا سيادة الوزير لدي 3 أولاد.. كيف سأدفع لهم 1500 جنيه مصاريف؟”

قال ولي أمر:” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وتحيا مصر الحبيبة بكل إنسان يتفق معي”.

ورد آخر تعقيبًا على القرار “مع الأسف كل ما قمت به يا وزير التعليم يصب في خدمة الطبقة الغنية، ونسيت أو تناسيت الطبقة الفقيرة غير القادرة على تعليم أولادها”.

وعقبت أخرى: “في ناس لا معاها تعلم ولادها ولا متعلمة علشان تعلم ولادها والمدرس في المدرسة الله يكون في عونه، بيعلم 80 طالب في فصل واحد”.

الفئات المستثناة

كشفت وزارة التربية والتعليم عن الفئات التي تم إعفائها من المصاريف، وهى: أبناء شهداء ثورة 25 يناير، وأبناء الأسر المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعي والمساعدات والمعاشات المقدمة من وزارة التضامن، والطلاب يتامى الأب، وأبناء المرأة المعيلة ومهجورة العائل والمطلقة، وأبناء المكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة، وأبناء الذكور المفرج عنهم من السجون حديثًا دون دخل ثابت، وأبناء مصابي الثورة، طلاب مدارس حلايب وشلاتين وأبو رمادة بالبحر الأحمر ومدارس شمال سيناء، وطلاب مدارس التربية الخاصة ومدارس الفصل الواحد ومدارس التعليم المجتمعي، والطلبة المتحررين من الأمية الملتحقين بالمدارس”.

وشددت الوزارة، على أنه يتم تخفيض بنسبة 50% من المصروفات ومقابل الخدمات والأنشطة، لأبناء العاملين بالتربية والتعليم.

50 جنيهًا مقابل تطوير العملية التعليمية.. و3 جنيهات للمعلمين

تحصل المصروفات الدراسية بشكل إلكتروني على حساب صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، كما يُحصل مبلغ 5 جنيهات من طلاب المدارس الخاصة لصندوق تكريم شهداء وضحايا العمليات الحربية والعمليات الإرهابية، تورد لصالح صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية.

كما شمل القرار الوزاري تحصيل 50 جنيهًا من طلاب الروضة والأول والثاني والثالث الابتدائي والصفوف الثانوية مقابل تطوير العملية التعليمية في هذه الصفوف.

وأيضًا مبلغ جنيهين من كل طالب بالتعليم الإعدادي و3 جنيهات بالصفوف الثانوية العامة والفنية، تورد لصالح نقابة المعلمين.

المبالغ المحصلة من كل مرحلة

حدد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، آخر رقم لبيان عدد الطلاب بكافة المراحل التعليمية عام 2018/2019.

وبحساب قيمة المبالغ المستحقة من التعليم الابتدائي بواقع 13 مليون طالبة وطالبة فسيتم تحصيل ما يقرب من 2.6 مليار جنيه.

والمرحلة الإعدادية 5.5 مليون طالب، أي ما يقرب من 110 مليون جنيه، سيتم تحصيلها من المصروفات.

أما التعليم الثانوي العام الذي قدرت نسبته بـ2 مليون طالب، فبلغ تحصيله التقريبي بواقع مليار جنيه.

أما التعليم الثانوي الفني بواقع 2 مليون طالب، فقدرت نسبة تحصيل المصروفات التقريبية 400 مليون جنيه. ليصبح متوسط التحصيل من المراحل الأربعة 3.5 مليار جنيه.

خبير تربوي: أغلب الأسر تحت خط الفقر

قال مجدي قاسم، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم التابعة لمجلس الوزراء سابقًا، إن القرار جعل التعليم المجاني صعب، ووجب على الحكومة أن تعفيهم من كافة المصروفات الدراسية.

وتابع: أن هذا القرار له مردود سلبي لأنه سيشجع التسرب من المدارس ثم نعالج هذا بفصول محو امية، قائلا ً:”من لديه طفلين هيدفع 1000 جنيه ليهم منين”.

وأكد أن المصروفات كان من الأولى أن يتم تخفيضها، فبجانب دعم الدولة للمواد التموينية لمحدودي الدخل، وكان من الأولى ألا ترفع لهم المصروفات التعليمية.

الرضا الوظيفي للمعلم

وأضاف “قاسم”، أن العملية التعليمية لن تستقيم إلا بالرضا الوظيفي للمعلم وليس زيادة المصرفات، وأن يحصل على زيادة 50% راتب ومستحقات تتواكب مع الزيادات في الأسعار التي تتم.

واستكمل رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم التابعة لمجلس الوزراء سابقًا، التعليم يعاني معاناة خطيرة من قرارات تزيد الأمر تعقيدًا.

الفئات المتأثرة بالقرار

قالت يمن الحماقي، الخبيرة الاقتصادية وعميد كلية سياسة واقتصاد جامعة القاهرة سابقًا، إنه بالطبع ستتأثر بها شرائح من الطبقات المتوسطة وكل الطبقات الدنيا الكادحة بتلك القرارات خاصة أنها من تأثرت أيضًا بالأزمة الاقتصادية لكورونا، وتوقف جزء منها عن العمل لمدة.

وأكدت أن القرار جاء مفاجئًا دون تمهيد لأولياء الأمور، ولكن لو كان من أجل تحقيق جودة في الخدمة التعليمية فبهذا سيتم الانحياز لقرار الدولة في رفع المصروفات.

وتابعت وسيتم البحث عن آليات مرنة لشرائح المجتمع التي ستتأثر من هذا القرار مثل التقسيط على 3 أقساط سنويًا، أو بدء عملية التحصيل بعد شهر من الدراسة.

دخول شرائح الطبقة المتوسطة والكادحة

حددت خطة التنمية لعام 2021/2020 الطبقة المتوسطة، التي تضم الغالبية العظمى من موظفي الجهاز الإداري للدولة، ورواد الأعمال، والمهنيين، والعاملة الماهرة، وتتمتع بقدرة استهلاكية دافعة إلى تنويع وتوسيع أسواق الإنتاج، مؤكدة كل زيادة 1% في دخل شريحة الدخل الوسطى تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي على الأقل بنحو 0.4%.

وحددت “الحماقي” دخل شرائح الطبقة المتوسطة من 2000 إلى 15 ألف أي حتى درجة مدير، في حين أن الطبقة التي تندرج تحتها مباشرة هي من تتحصل على الحد الأدنى فقط للأجور “2000” جنيه.

تمثيلية مجانية التعليم

قالت “الحماقي” أنه يجب أن نودع مجانية التعليم، فتلك تمثيلية كبيرة على حد وصفها، موضحة أن تكلفة الطالب سنويا تكبد الدولة أكثر من قيمة المصروفات القديمة، كما أن جائحة كورونا وتأثيرها والانفاق الكبير الذي تم عليها من قبل الحكومة كان له مردود كبير في مصل تلك القرارات.

وأشارت إلى أنه وجب على الدولة بعد هذا القرار، أن تحسن الخدمة التعليمية المقدمة من خلال الاستفادة من تلك المبالغ في تحسين أجور المعلمين، وتخفيف الدروس الخصوصية من على كاهل أولياء الأمور من خلال مجموعات تقوية مقننة.

وتابعت: أن هذا القرار يقوم بتحويل أموال أولياء الأمور من جيوب المدرسين إلى الجهة التي تؤدي الخدمة، من أجل جودة تعليمية أفضل.

الزيادة ستصب في ميزانية التعليم

جاء قطاع التعليم في المرتبة الثالثة بمشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2020/2021 بواقع 157.580 مليار جنيه بواقع (9.2 %) من إجمالي حجم المصروفات العام الجديد مقابل 132.038 مليار جنيه العام المالي الجاري 2019/2020 بنسبة تغيير قدرها (19%).

قالت ماجدة نصر، النائبة البرلمانية السابقة بلجنة التعليم بالبرلمان، عملية زيادة الرسوم سيتم وضعها في موازنة التعليم والصرف على العملية التعليمة بأكملها.

وأكدت أنه بالطبع هناك زيادة على بعض شرائح أولياء الأمور في النفقات، ولكن القرار ضم فئات كثيرة مستثناة وهناك أيضَا فئات سيتم استثنائها والسداد نيابة عنها عن طريق بيان الحالة الاجتماعية.

وأشارت الي أن تلك الزيادات ستصب في صالح المنظومة التعليمية التي شهدت تحسنًا واستخدام إلكترونيات وقنوات تعليمية وصيانة الفصول، وكل هذا حمل موازنة التعليم نفقات، لا تتحملها نسبة الزيادة التي حصلت عليها في موازنة 2019/2020.