يواصل حزب الله اللبناني، تصعيده الإرهابي الذي يؤرق لبنان ويحد من استقراره، فضلاً عن دعمه للمنظمات الإرهابية في الخارج.

وبأمر من الدولة الراعية لحزب الله “إيران”، فقد أدت هجمات حزب الله الإرهابية في الأمريكيتين وأوروبا والشرق الأوسط إلي قتل مئات الأشخاص وتسببت في بؤس آلاف آخرين.

أما في لبنان فيقوض حزب الله السيادة والحكم ويسعى لحماية أسلحته وأمواله على حساب الشعب اللبناني.

حركة شيعية ضد الوجود الاسرائيلي

تشكلت جماعة حزب الله اللبناني في عام 1982، بحجة الغزو الإسرائيلي للبنان، وتستوحى الحركة الشيعية الراديكالية المتمركزة في لبنان إلهامها الأيديولوجي من الثورة الإيرانية وتعاليم الخُميني.

ويعد مجلس الشورى هو أعلى هيئة إدارية للجماعة ويقودها الأمين العام حسن نصر الله، وقد أنشائها الحرس الثوري الإيراني في حينها.

ودعا الحزب رسميًا إلى إقامة حكم إسلامي شيعي نهائي في لبنان، فضلاً عن مشاركته بنشاط في النظام السياسي في لبنان منذ عام 1992.

يُعرف حزب الله بتورطه في العديد من الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

بما في ذلك التفجيرات الانتحارية بشاحنة مفخخة للسفارة الأمريكية وثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983، فضلاً عن مرفق السفارة الأمريكية في بيروت في سبتمبر 1984 .

فقد كانت الجماعة التي تُصنف إرهابية المسؤولة عن خطف واحتجاز الأمريكيين الغربيين الآخرين في لبنان في الثمانينيات.

كما هاجم حزب الله السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين عام 1992 والمركز الثقافي الإسرائيلي في بوينس آيرس عام 1994.

أما في عام 2000، فقد أسر نشطاء حزب الله ثلاثة جنود إسرائيليين في مزارع شبعا واختطفوا إسرائيليًا غير مقاتل ربما تم استدراجه إلى لبنان بموجب حجج واهية.

فمنذ تأسيسه عام 1982، زاد حزب الله تدريجيا من نفوذه ومشاركته في السياسة اللبنانية، ووصلت هذه العملية إلى ذروتها خلال حكومة الحريري الأخيرة.

ويذكر أن، بعد خمسة عشر عامًا من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، صعدت جماعة حزب الله المدعومة بالسلاح من إيران لتصبح القوة الشاملة في بلد ينهار الآن في ظل سلسلة من الأزمات المدمرة، والتي من بينها شلل البنوك وانهيار العملة وتصاعد الطائفية، علاوة على الانفجار الضخم الذي ألحق أضرارًا بقيمة 4 مليارات دولار.

مخطط للهروب

يسعى حزب الله اللبنانية للعديد من المخططات التي تحمي المنظمة من أي تداعيات تؤثر على وجودها، فبالإضافة إلى التمويل الإيراني، يأتي التمويل القطري، فضلاً عن دعم السياسيين التابعين له والذي من خلاله يخطط زعيم الحركة حسن نصر الله لحمايته وتوسيع الحركة في العديد من الدول الأوروبية ومؤخراً في جنوب أفريقيا.

ووفقاً لتقرير جلوبال فيت اجنيست، فدائماً يضع نصر الله مخططًا للهروب من لبنان في أسوأ الأحوال منذ سنوات، ولذلك يعتزم تخصيص أموال في حسابات مختلفة خارج لبنان.

وفي التفاصيل أشارت المنظمة إلى أن نصر الله يقوم بتحويل مبالغ كبيرة من المال إلى حسابات عائلته في الخارج، لافتًة إلى أن جماعة حزب الله توجه اهتمامها خلال هذه الفترة على أمريكا اللاتينية، خاصة البرازيل وبراجواي، بالإضافة إلى غرب إفريقيا، وهونج كونج.

عقوبات أمريكية

أثارت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية، الكثير من الجدل في السياسة اللبنانية، بعدما أعلنت عن إدراجها وزيرين سابقين على القائمة السوداء لصلاتهم بجماعة حزب الله اللبنانية، في أول جولة من العقوبات المتوقعة منذ انفجار في ميناء بيروت الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص.

وسلطت صحيفة آسيا تايمز في تقرير لها، الضوء على العقوبات الأمريكية على حزب الله، مشيرة إلى أن مكتب الأصول الأجنبية لوزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على وزيري الحكومة اللبنانية السابقين يوسف فينيانوس وعلي حسن خليل، اللذين قدما دعما ماديا لحزب الله وشاركا في الفساد”.

وأكدت الصحيفة أن العقوبات الأمريكية على المسؤولين اللبنانيين بمثابة إنذار مبكر للطبقة السياسية اللبنانية المتحالفة مع حزب الله.

ويشار إلى أنه اعتبارًا من منتصف عام 2019 الماضي، استخدم حزب الله علاقته مع المسؤولين في الحكومة اللبنانية، بما في ذلك فينيانوس كوزير للنقل والأشغال العامة لسحب الأموال من الميزانيات الحكومية لضمان فوز الشركات المملوكة لحزب الله بعروض للحصول على عقود حكومية لبنانية بقيمة ملايين.

كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وفيق صفا العضو المخضرم في حزب الله في يوليو 2019 بتهمة تسهيل دخول الأسلحة والمخدرات وغيرها من المواد غير القانونية إلى ميناء بيروت وتضليل رسوم الاستيراد والإيرادات.

وزعم تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية وجود تفاصيل عن الفساد بالإضافة إلى علاقة معاملات جزئية بين حركة أمل وحزب الله.

وفي أواخر عام 2017، وقبل فترة وجيزة من الانتخابات النيابية اللبنانية التي تم إجراؤها في مايو 2018، توصل قادة حزب الله، خوفًا من إضعاف تحالفهم السياسي مع حركة أمل.

وفي 17 سبتمبر الجاري، وفي إطار الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مسؤول في حزب الله، وشركتين مقرهما لبنان، إثر اتهامها بالارتباط بالجماعة المدعومة من إيران.

وقالت وزارة الخزانة في بيان إنها أدرجت شركتي Arch Consulting و Meamar Construction في القائمة السوداء، وهما شركتان مقرهما لبنان، موضحة أن الشركتين استغلهما حزب الله لإخفاء تحويلات الأموال إلي حسابات خاصة مما يساعد على إثراء قيادة حزب الله، وتوسيع نشاط الجماعة خارجيًا.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في البيان: “من خلال استغلال حزب الله للاقتصاد اللبناني والتلاعب بالمسؤولين اللبنانيين الفاسدين، يتم منح الشركات المرتبطة بالمنظمة الإرهابية عقودًا حكومية”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة باستهداف حزب الله وأنصاره لأنهم يستغلون الموارد اللبنانية بشكل فاسد لإثراء قادتهم بينما يعاني الشعب اللبناني من خدمات غير كافية”.

أمل – وحزب الله

تجمع حركة أمل، وجماعة حزب الله تكتيكات تهدف إلى مزيد من العنف وعدم الاستقلال في لبنان، حسبما أورد تقرير صحيفة آراب نيوز البريطانية.

حاول أنصار حزب الله، مرارًا وتكرارًا، تحويل الانتباه عن الطبقة السياسية وتجاه البنك المركزي ومحافظه رياض سلامة، وإلقاء اللوم عليهم في الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية في البلاد.

وفي 17 أكتوبر الماضي، اندلعت احتجاجات غير مسبوقة على مستوى البلاد في لبنان، بعد سنوات من تدهور مستويات المعيشة، وتدهور الخدمات العامة، وتزايد الإحباط من الطبقة الحاكمة التي تخدم مصالحها الذاتية.

في حين ظل حزب الله محصنًا إلى حد كبير من النقد، نظرًا لدوره المتصور على نطاق واسع كحركة مقاومة فعالة ضد العدوان الإسرائيلي، بينما نظر العديد من المتظاهرين إلى الميليشيا الشيعية القوية المدعومة من إيران والحزب السياسي على أنه السبب في عدم الاستقرار وتفليس البلاد.

اللجوء إلى العنف

على هذه الخلفية، سارع أنصار حزب الله وحليفته الشيعية حركة أمل إلى اللجوء إلى العنف، في الأسابيع الأخيرة.

وتواصل الجماعتان استخدام العنف لزعزعة استقرار لبنان، وبدعوى أن الانتفاضات جزء من “مؤامرة خارجية” ضده، قفز حزب الله للدفاع عن المؤسسة السياسية اللبنانية، ولم يقتصر عنفهما على بيروت فقط.

مبادرة فرنسية

تناول تقرير لصحيفة آراب نيوز البريطانية، تعامل حزب الله وحليفته حركة أمل مع المبادرة الفرنسية الأخيرة لتشكيل حكومة لبنانية من تكنوقراط وغير سياسيين وغير مرتبطين بأحزاب في السلطة، مشيرة إلى أنهما حاولا تصفيتها.

وأعلن الجانب الفرنسي، في 18 سبتمبر الجاري، عن مبادرة تهدف إلى منع حزب الله وحركة أمل من إفشال تشكيل حكومة تضم اختصاصيين من خارج الأحزاب.

الا أن حزب الله اعترض على تشكيل تلك الحكومة، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون وزير المالية في الحكومة شيعيًا .

وتزامن موقف حزب الله مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن “حزمة ثانية من العقوبات ضد المسؤولين اللبنانيين”.

توتر متصاعد

واقترح التيار الوطني الحر (حركة أمل) بإسناد الوزرات السيادية للطوائف الأقل عددًا، مما أثار الجدل وتصاعد التوترات بين حركة أمل وحزب الله.

ووفقاً لتقرير وكالة سبوتنيك الإخبارية، فقد يمثل المقترح من قبل حركة أمل ضربة للحركتين الحليفتين، إلا أن دافعت المستشارة السياسية للتيار مي خريش عن المقترح، مؤكدة أن من حق التيار أن يكون له أدوار ومواقف عن حليفه حزب الله .

ويرغب رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، في تغيير شامل لقيادة الوزارات التي ظلت حكرًا على الطوائف نفسها لسنوات، لكن حركة أمل وحزب الله يرغبان في اختيار الشخصيات التي ستشغل عددًا من المناصب من بينها وزير المالية.

فرنسا – وحزب الله

لطالما استمرت فرنسا في استرضاء حزب الله، إلا أنه لم يؤدي إلى استقرار لبنان، حسبما ذكر تقرير لمجلة موسياك الاخبارية.

وتناول التقرير زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان للمرة الثانية في الأول من سبتمبر الجاري، منذ انفجار 4 أغسطس في مرفأ بيروت، لافتًا إلى أن ذلك يهدف إلى انخراط بلاده الطويل في الشؤون اللبنانية للمساعدة في استعادة الاستقرار في لبنان.

ونقلت المجلة عن الباحثة تسيلا هيرشو، أن تلك الجهود ستفشل، إلى أن يتخذ ماكرون موقفاً أكثر تشدداً ضد جماعة حزب الله الإرهابية المدعومة من إيران وجهودها لتحويل الدولة الشامية إلى منصة انطلاق للهجمات على إسرائيل.

رفعت زيارات “ماكرون” التوقعات بأن التغيير سيأتي أخيرًا لإخراج لبنان من مشاكله السياسية والاقتصادية الأليمة والتي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا، والانفجار الكارثي في الميناء.

وتتمتع فرنسا بتاريخ طويل من التدخل الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والثقافي وحتى العسكري في لبنان، ما يوصف بالاحتلال الفرنسي المرحب به في لبنان عن الحكومة اللبنانية.

وتقدم باريس بشكل عام انخراطها الدبلوماسي المكثف في لبنان على أنه نابع بشكل أساسي من الارتباط العاطفي والتاريخي الذي يربط فرنسا بلبنان وشعبه.

ومن ناحية أخري، وقع اليوم انفجار فى جنوب لبنان في مستودع أسلحة لحزب الله بسبب خطأ فني، وأوضحت المصادر الأمنية أن الانفجار تسبب في سقوط عدد من الجرحى دون أن تورد أرقاما، فيما فرض حزب الله طوقا أمنيا على المنطقة التي وقع بها الانفجار وغطتها سحابة ضخمة من الدخان. ووقع الانفجار في قرية عين قانا الجنوبية، القريبة من مدينة صيدا الساحلية، مما أدى إلى تصاعد دخان رمادي فوق القرية.