خرجت أنباء في الساعات الأخيرة بناء على معلومات سابقة وتكهنات صحفية، عن اقتراب السويسري رينيه فايلر مدرب النادي الأهلي من الرحيل عقب نهاية عقده مع الفريق بنهاية شهر أكتوبر المقبل، عقب رحلته مع المارد الأحمر بدوري أبطال أفريقيا المقبل في نهاية الشهر الجاري، خاصة مع تلميحه لعدم ارتياحه داخل النادي وتلاحم المباريات وإدارة الكرة المصرية عمومًا، لاسيما مع وصول عدة عروض مغرية له من أندية خليجية وأوروبية وكذلك بيراميدز في مصر.

فايلر الذي اثبت نفسه وقدراته بشدة داخل القلعة الحمراء وحقق لقب الدوري الممتاز بجدارة واستحقاق وقبل 7 مباريات من نهايته كاملاً، وبفارق نقاط مريح عن أقرب ملاحقيه الزمالك، كما أنه وصل لنصف نهائي البطولة الأفريقية التي يحلم كل جماهير النادي الأحمر بالفوز بها للمرة التاسعة، بعد غياب طويل من آخر بطولة توج بها الأهلي عام 2013 الماضي مع المدرب محمد يوسف.

كذلك يقدم الأهلي أداء جيد ومقبول من قبل أغلب الجماهير تحديدًا قبل التوقف لفيروس كورونا المستجد، ثم بعد كورونا تحسن الأداء تدريجيًا رغم سوءة في بعض المباريات لكن الفريق استطاع حسم اللقب قبل 7 مباريات وأنهى كل شيء لصالحه بطريقة استثنائية مع تحقيقه لعديد الأرقام القياسية المميزة لموسم رائع للمدرب السويسري والأهلي، ولكن تأتي فكرة رحيله والتي ترددت بقوة في الآونة الاخيرة لتعكر صفو الجماهير خاصة مع كابوس الفرنسي باتريس كارتيرون مع غريمه الزمالك، بعد دفعه للشرط الجزائي ورحيله في وقت حرج صوب التعاون السعودي.

ولذلك استفادت إدارة الأهلي كثيرًا من ذلك الدرس الأخير لنادي الزمالك والذي وضعه في موقف صعب جدًا خاصة قبل المعترك الأهم بنصف نهائي دوري الأبطال، حيث ستعقد جلسة حاسمة مع المدرب خلال الأيام القادمة وربما الساعات القليلة المقبلة، لإنهاء القصة بشكل نهائي سواء ببقائه وعرض شروطه التي يريدها ليكون مرتاحًا، أو رحيله وتبدأ الإدارة قبل فترة كافية لتجهيز البديل المناسب حتى لا يتعرض الأهلي لانتكاسة فنية قبل بطولة افريقيا المهمة أو بعدها استعدادًا للموسم الجديد المقبل.

بديل محلي جاهز

أهم تلك الحلول الجاهزة لإدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب، لتفادي الارتباك الفني بالنادي في حالة رحيل فايلر بشكل رسمي، سيكون التعاقد مع مدرب مصري بديلاً له ليقود الأهلي من الآن لكي يستعد جيدًا لبطولة أفريقيا وتقديم الشكر لفايلر، وبنسبة كبيرة حسب المصادر سيكون المدرب المكلف بتلك المهمة الصعبة هو محمد يوسف، آخر مدربي الأهلي حملاً للقب دوري أبطال أفريقيا في عام 2013، وكذلك المدرب العام في الجهاز الفني قبل مجيء فايلر منذ عام مضى.

لذلك سيكون يوسف مع درايته الكاملة بأجواء الفريق لقربه من النادي واللاعبين لتدريبه لهم قبل سنة واحدة فقط، على أتم الاستعداد والجاهزية لتلك المهمة في هذا الوقت العصيب والقليل، لتفادي أي ارتباك أو فجوة فنية تحدث داخل النادي بعد رحيل فايلر مع قلة الوقت مثلما حدث في الزمالك ودخل النادي في أزمة فنية كبرى، الأمر الثاني هو تمتعه بخبرات كبيرة كمدرب وفاز من قبل ببطولة أفريقيا مع الأهلي ما يجعل إدارته لمباراتي نصف النهائي أمام الوداد البيضاوي المغربي في نصف النهائي أمرًا معتادًا وليس صعبًا للغاية عليه.

تجهيز بديل أجنبي مناسب

الحل الثاني والذي تعمل عليه إدارة الأهلي منذ هذه اللحظة، هو دراسة عدة ملفات وسير ذاتية لمدرب أجنبي كبير يكون مناسبًا للأهلي مع بداية الموسم الجديد ونهاية بطولة أفريقيا، ليقوم بفترة إعداد جديدة مع الفريق ويعرف كل قدراته ويكون مناسبًا لكل إمكانات الفريق ليبدأ معه رحلة جديدة مثلما حدث مع فايلر بالموسم المنقضي، وربما يكون أحد هؤلاء المدربين كان مرشحًا مع فايلر بالعام الماضي للتعاقد معه، وهنا تكون إدارة ذلك الملف أسهل نسبيًا من البدء من جديد في اختيار مدرب أجنبي لقيادة المارد الأحمر.

قرب المدة من بحث الأهلي بشدة لعدة سير ذاتية لمدربين أجانب تم الاتفاق في النهاية على فايلر بعدها ونجح بشكل كبير مع الفريق، تجعل مأمورية الأهلي في التعاقد مع أجنبي بديلاً له أسهل كثيرًا من أي وقت مضى، وبالتالي ستكون القصة أيسر على الإدارة لحسم هذا الملف والمدرب الجديد خلال شهر من الآن لو رحل فايلر بالفعل وبالتالي ستكون كافة الأمور مستقرة تمامًا بعد نهاية بطولة أفريقيا وسيكون البديل حاضرًا في وقت كافي لقيادة الفريق والاستفادة من درس كارتيرون مع الزمالك.

إغراء فايلر للبقاء بكل شيء

الحل الأول والأخير في حالة رغبة فايلر بالبقاء، ولكن مع تعديل عقده وتنفيذ شروطه الفنية المطلوبة سواء من تعديل جهازه أو التعاقد مع نجوم بعينها لتدعيم صفوف الفريق لكي يستمر مع النادي، رغبته في البقاء ولو بنسبة بسيطة ستكون دافع لإدارة الأهلي في التمسك به لأقصى درجة وتنفيذ كل طلباته وتفادي الوقوع في مأزق تغيير المدرب خاصة مع نجاحه والاستمرار مع لموسم آخر على الأقل.

أما في حالة تمسكه التام بالرحيل، سيكون من الصعب إقناعه بأي شيء لكي يستمر في قيادة المارد الأحمر فنيًا لفترة قادمة، سيكون النادي أمام حلين لا ثالث لهما، وهو التعاقد مع بديل محلي مؤقت وسيكون محمد يوسف بنسبة كبيرة كما شرحنا مسبقًا، أو حسم التعاقد مع مدرب بديل أجنبي يقود المهمة من بعد بطولة أفريقيا المقبلة والتي ربما يتفق مع فايلر على إكمالها حتى لو قرر الرحيل وسيكون هذا هو الحل الأخير والمناسب حتى يعطي الإدارة فرصة للتعاقد مع بديل وتفادي أزمة ضيق الوقت وصعوبة المرحلة المقبلة على القلعة الحمراء.