5 أعضاء بمجلس الشيوخ، و6 نواب للمحافظين، و 26 مرشحًا لانتخابات مجلس النواب ضمن القائمة الوطنية المعدة سلفًا للفوز بالنسبة الأكبر من مقاعد البرلمان، هي حصيلة “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين” خلال عامين فقط من عمر إشهار هذا الكيان الشبابي، الذي يعد همزة وصل بين السلطة وشباب الأحزاب الموالين والمعارضين.

في يونيو 2018، أعلنت مجموعة من الشباب المنتمين لأحزاب ليبرالية تصل إلى 25 حزبًا، تدشين كيان جديد باسم “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين”، هدفه الأساسي “بناء جيل جديد من السياسيين قادر على تحمل المسؤولية وتولي مناصب قيادية في أجهزة الدولة”.

وجاء في البيان التأسيسي التأكيد على “سعيهم لفتح قنوات اتصال مع مؤسسات الدولة من أجل تأهيل الشباب لأن يكونوا كوادر سياسية في المستقبل”.

ولا يخفى على أحد أن التفكير في إنشاء التنسيقية ليس وليد اللحظة، إنما انطلقت تحضيراته من خلال منتدى شباب العالم ومؤتمرات الشباب  التي نظمتها رئاسة الجمهورية التي بدأت في العام 2016، بعد ما تم إطلاق الفكرة خلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الوطني الخامس تحت عنوان “رؤية شبابية لتحليل المشهد السياسي في مصر”.

وعلى مدار العامين الماضيين، تعمقت الاتصالات بين شباب التنسيقية وأجهزة الدولة، حيث كان لهم دور بارز  في مبادرة العفو الرئاسي للإفراج عن سجناء الرأي الذين لم يتورطوا في أعمال عنف وسبق لهم المشاركة في أنشطة سياسية سلمية خلال ثورتي 25 يناير و 30 يونيو.

وخلال هذه الفترة خضع الشباب المشارك في هيكل التنسيقية لدورات تدريبية مكثفة في علوم الإدارة بالأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، وأكاديمية ناصر العسكرية، تمهيدًا لتصعيد بعضهم لتولي مناصب إدارية بارزة في دولاب الدولة، وضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري.

نواب المحافظين.. بداية جني الثمار

تُوج عمل التنسيقية بتعيين ستة من أعضائها نوابًا للمحافظين في الحركة التي جرت في نوفمبر 2019، إذ جاء عمرو عثمان نائبًا لمحافظ بورسعيد، وحازم عمر نائبًا لمحافظ قنا، وهيثم الشيخ نائبًا لمحافظ الدقهلية، وبلال حبش نائبًا لمحافظ بني سويف، ومحمد موسى نائبًا لمحافظ المنوفية، و إبراهيم الشهابي نائبًا لمحافظ الجيزة.

ويقول محمد موسى، نائب محافظ المنوفية، والمتحدث السابق باسم تنسيقية الشباب، إن نواب المحافظين الذين تم تعيينهم جاءوا من مجالات مختلفة ومتنوعة، مما خلق حالة بين نواب المحافظين وبعضهم البعض، وأصبح هناك شيء متشابه وأصبحوا ينقلون الخبرات لبعضهم البعض.

وأضاف في تصريحات متلفزة “أن تنسيقية شباب الأحزاب تفكر في مصر الجديدة وماذا كنا نتمنى”، مؤكداً “أنه يمكن الجلوس مع كل القوى السياسية لإخراج تصورات ونقاشات، ومن الممكن إدارة الاختلاف فيما بيننا حتى بين المعارضين من أجل مصلحة البلد”.

وأوضح أنه “يتمنى أن تكون فكرة التنسيقية عدوى تنتقل لكل العمل السياسي في مصر، لأنها تتبنى طريقة حوار جديدة، والوطن يتم بناؤه من الجميع”.

حزب النور

لم تقتصر عضوية تنسيقية شباب الأحزاب على المعارضين من التيار الليبرالي فقط، حيث ضمت في عضويتها أحد الكوادر الشبابية بحزب النور السلفي وهو مصعب أمين، أمين شباب الحزب، الذي يشغل حاليًا منصب المتحدث باسم التنسيقية، بعد تعيين محمد موسى نائبا لمحافظ المنوفية.

انضام “النور”  إلى تنسيقية شباب الأحزاب بل وتعيين أمين شبابه متحدثا للتنسيقية كان بمثابة ترضية حكومية للحزب السلفي الذي خفت دوره في الحياة السياسية بعد تقلصت كتلته البرلمانية واستمرار تهميش دوره الدعوي بمنع شيوخ السلفية من الخطابة، لذا يعول الحزب كثيرا على مصعب في تقريب وجهات النظر بين الدولة والدعوة السلفية في ظل أسلوب الإقصاء الذي يتبعه الأحزاب المدنية مع الحزب .

كوتة الشيوخ والبرلمان

واللافت أيضًا أن الانضمام إلى تنسيقية شباب الأحزاب بات جواز المرور إلى المناصب التي ظلت مستعصية على فئة الشباب طوال العقود الأخيرة، فالمجالس النيابية التي كانت تفترشها العراقيل باتت قبلة شباب الأحزاب في زمن التنسيقية التي يخصص لها الآن “كوتة” أساسية في القائمة الموحدة التي يشكلها حزب مستقبل وطن.

خاضت التنسيقية انتخابات مجلس الشيوخ 2020 في إطار القائمة الوطنية “من أجل مصر”، بخمسة أعضاء فازوا جميعًا بدون منافسة، لعدم ترشح قوائم أخرى، وهم: محمد عزمي عن حزب الحركة الوطنية المصرية، ومحمد عمارة عن حزب الشعب الجمهوري، ومحمود فيصل عن حزب حماة الوطن، وعمرو عزت عن حزب التجمع، محمد السباعي عن حزب مصر الحديثة.

وتدفع التنسيقية بـنحو 26 مرشحا في القائمة الوطنية “من أجل مصر” التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أبرزهم النائبين محمود بدر وطارق الخولي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد عبد العزيز، والصحفية أميرة العادلي، من الوجوه البارزة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو وسبق مشاركتها في أحزاب الجبهة والدستور والمصريين الأحرار.

كما تضم القائمة شهاب وجيه، المتحدث السابق باسم حزب المصريين الأحرار، وهو من الوجوه البارزة في التيار الليبرالي، ومن المتوقع أن تشهد القائمة أيضًا انضمام محمد سالم، عضو المكتب السياسي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.

كل هذه الأسماء كانت ستعاني إذا ما قررت خوض الانتخابات على المقاعد الفردية، وهو ما يجعل الانضمام إلى التنسيقية غنيمة كبيرة في ظل الترتيبات المستمرة داخل القوائم الوطنية.