قرر السويسري رينيه فايلر، المدير الفني للنادي الأهلي، ترك الفريق والرحيل مستندًا إلى البند الذي في عقده يتيح له ذلك خلال الفترة من 1-10 أكتوبر المقبل، وأخبر مسؤولي القلعة الحمراء بقراره خلال اجتماع عاصف مع محمود الخطيب رئيس النادي صباح اليوم، مقررًا الاكتفاء بالفترة التي قضاها داخل صفوف الفريق والرحيل في وقت حرج للغاية قبل خوض غمار نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أواخر الشهر المقبل، مثله مثل الفرنسي باتريس كارتيرون مدرب الزمالك الذي ترك الفريق كذلك مستخدمًا الشرط الجزائي بعقده.
قرار فايلر لم تستطع الإدارة إثنائه عنه باستخدام كل المغريات الممكنة ليبقى، ولكنه تمسك بالرحيل ليضطر الأهلي الموافقة عليه، ويجهز خطة بديلة لقيادة الفريق خلال الفترة المقبلة الصعبة وحتى نهاية المعترك الأفريقي وحينها يتعاقد مع جهاز فني أجنبي جديد استعدادًا للموسم الجديد، ولكن بعد أن سربت أخبار من داخل الأهلي بتعيين محمد يوسف مديرًا فنيًا مؤقتًا ومعه عادل مصطفى وباقي جهاز فايلر كما هو سامي قمصان ومدرب حراس المرمى ومدرب الأحمال وسيد عبد الحفيظ مديرًا للكرة.
نفى الموقع الرسمي للأهلي في بيان اتخاذ أي قرارات تخص الفريق الأول وقطاع الكرة تحديدًا، في موقف رآه الأغلبية غريبًا من الإدارة الحمراء التي يبدو أنها في حالة تخبط وارتباك شديدة بعد قرار فايلر بالرحيل، في حين قد سرب أنها تجهز بالفعل حفلة لتوديع فايلر في النادي غدًا الجمعة وتجهز له كل أمواله الباقية وكذلك مكافأة الفوز بالدوري وهي راتب شهرين من عقده “400 ألف دولار”، إذا فلماذا هذا البيان وذلك النفي مما أظهر الإدارة في صورة المرتبك والمتخبط وأثار حفيظة واستياء الجمهور الأهلاوي بشدة في الساعات الماضية.
إعلان رحيله والجهاز الجديد ثم نفي وتراجع
الحقيقة أن مسئولي الأهلي يرفضون الإقدام على خطوة الإعلان عن فسخ التعاقد مع السويسري فايلر، قبل يوم 1 أكتوبر المقبل بسبب الشرط الجزائي المدون في عقده والذي تقدر قيمته براتب 6 أشهر وهو ما يعادل مليون و150 ألف دولار أي ما يوازي 18 مليون جنيه مصري.
ويخشى مسئولو المارد الأحمر أن يستخدم فايلر الإعلان عن الفسخ من قبل إدارة الأهلي في مقاضاة النادي وشكواه للفيفا، والمطالبة بقيمة الشرط الجزائي حتى في حالة الاتفاق من الآن على فسخ التعاقد في المدة المُحددة، وهذا هو فقط السبب الوحيد وراء بيان النفي الأخير من إدارة الأهلي، إلا أن كافة الامور التي أعلنت قد تمت بالفعل وتم الانتهاء من كل منها بشكل رسمي.
ورغم أن إدارة الأهلي أكدت للمدرب السويسرى أن صرف المكافآت الخاصة بالدوري، يكون في نهاية الموسم وليس بعد الفوز بالمباريات مباشرة، إلا أن فايلر وضع هذا البند كشرط أساسي للموافقة على ترحيل بند الفسخ في عقده لمدة شهر، ولكن الإدارة رفضت كل طلباته الغريبة تلك والمبالغ بها من وجهة نظرها، وفضلت رحيله كما طلب في الأول من أكتوبر المقبل.
وستكون مباراة طنطا يوم السبت المقبل هي الأخيرة له على مقعد المدير الفني للنادي الأحمر، وبعدها سيتسلم المهمة كاملة محمد يوسف وجهازه الجديد ليستقر الفريق ويستعد بشكل أكبر وبتركيز شديد للمعترك الأفريقي المهم لاسيما بعد حسمه للقب الدوري قبل 7 مباريات من نهاية المسابقة.
يوسف مدربًا جديدًا ومعه باقي جهاز فايلر
الأمر الجيد في اختيار الجهاز الفني المؤقت لتولي تدريب الأهلي عقب رحيل فايلر، هو الإبقاء على الثنائي الأجنبي مدرب حراس المرمى ومدرب الاحمال، واللذان فرقا كثيرًا مع الفريق بالفترة الماضية ونتيجة عملها واضحة وجلية للجميع في تحسن أداء الحارس محمد الشناوي وثباته بشكل رائع، وايضًا الحالة البدنية لأغلب لاعبي النادي بعد العودة من التوقف الخاص بفيروس كورونا المستجد، فكان الجميع يخشى من الاعتماد على الأسماء المحلية التي أصبحت غير مقبولة للجماهير كطارق سليمان مدرب حراس وحتى محمد يوسف نفسه لاقى غضبًا واسعًا وعدم قبول من أغلب الجماهير خاصة في المعترك الأفريقي القوي والحاسم.
بقاء هذا الثنائي من جهاز فايلر ومعهم سامي قمصان كمدرب مساعد وعلى دراية كاملة بفكر المدرب السويسري وكل صغيرة وكبيرة عن اللاعبين، ستفيد يوسف والجهاز الجديد جيدًا، هدأت قليلاً من غضب الجماهير نحو الاختيار المؤقت ككل، وبدأت تتقبل الأمر الواقع بسرعة أكبر وبهدوء عن الحدة والشراسة في بداية الأمر التي كانت واضحة جدًا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
بالونه اختبار للجماهير الحمراء
هناك رأي آخر يرى أن التراجع عن إعلان محمد يوسف مدربًا للأهلي عقب رحيل فايلر، جاء من إدارة الأهلي كبالونه اختبار للجماهير خلال الفترة القادمة، وقياس مدى رضا أو غضب الجماهير الأهلاوية عن هذا القرار من قبل الإدارة، فإذا ما هدأت الأمور والأوضاع يتم الإعلان الرسمي عنه مع الأول من أكتوبر المقبل كما هو منتظر بشكل رسمي.
أما إذا ما لم تتقبل الجماهير فكرة تواجد يوسف كمدرب مؤقت للأهلي في هذه الفترة، وزادت حدة الغضب وارتفعت، ربما تضطر الإدارة للبحث عن اسم آخر أكثر توافقيًا مع الجماهير لتولي المسؤولية، خاصة مع ترشيح مانويل جوزيه أسطورة الأهلي لقيادة هذا الشهر بشكل مؤقت، والبعض ذهب لاختيار إيهاب جلال مدرب المقاصة والمصري والزمالك السابق لهذه المهمة الصعبة لأنه أفضل مدرب مصري على الساحة ولديه طريقة لعب هجومية، وهناك أيضًا من رشح حسام حسن بقوة لتولي الأمر وإنهاء الخلاف التاريخي مع الجماهير والإدارة بسبب طريقة رحيلهما عن النادي كلاعبين مع بداية الألفية.