البني آدم خلطة من الخير والشر بتختلف مواصفاتها من واحد للتاني، النفوس بتضعف، والضغوط والاحتياج بيطلعوا أسوأ ما في الانسان.
الناس تعلق وتقول الدنيا انقل خيرها، ويمكن دا صحيح، ويمكن لما وسايل المتابعة والمعرفة زادت بقينا نشوف الوحش أكتر، وسط كل دا ناس بتفقد الأمل وناس بتفقد إيمانها، وناس مزعزعة، وناس محلك سر.
المثل الشعبي اعمل الخير وارميه البحر أهالينا صاغوه زمان حكمة إنك لما تعمل حاجة حلوة ما تستناش من وراها حاجة، ومع الحاجات الوحشة الكتير اللي بنخبط فيها ناس بقت تخاف تعمل الخير، وناس تستخسر، وناس تانية تبخل، ولإن الخير هيفضل موجود، هتلاقي اللي بيعملوه بيقلوا، وحجتهم وأسبابهم بتضعف.
أول مشكلة بتواجه أي إنسان لما يفكر يعمل حاجة كويسة إنه بيكون مستني رد فعل مباشر وواضح وسريع من الشخص اللي اللي نال الخير دا، الخير اللي ممكن يبقي مساندة، دعم، مساعدة، حالة الانتظار للمقابل هي اللي بتسهل الانكسار والخذلان، اللي بتخلي بعض الناس يفقدوا إيمانهم بضرورة إنهم يعملوا خير أو يعملوا حاجة حلوة، هم بينسوا جملة اجدادنا إعمل الخير وإرميه البحر.
تاني مشكلة بتواجه الانسان اللي بيعمل حاجة حلوة إنه بيجمع خبراته السيئة من الخذلان وعدم التقدير، الخبرات اللي بتعمل حالة تردد، يساعد ولا مالوش دعوة، يقول كلمة حلوة ولا خليه فى حاله، وأسئلة كتير ممكن توصله إنه علي ما يقرر يعمل حاجة يكون وقتها فات ومبقاش لها لازمة.
تالت مشكلة هي الشك فى احتياج الاخر للخير اللي هو هيعمله، هو بيلجأ لتقديره ووجهة نظره، تلاقي الواحد عايز يعمل حاجة حلوة او خير، او يساعد غيره بس يسأل نفسه هو محتاجه ولا نوفره لغيره، طيب انت قررت علي أي أساس إن الاخر دا محتاج ولا لأ؟ فى الغالب بيكون انطباع.
صحيح الناس بقت مضغوطة، وصحيح إن الأسوأ بيخرج زي تنين مجنح بيبخ نار وحقد ومشاعر سلبية، القبح بيزيد، وحلف انا مالي بيكتر أعضاءه، بس كمان إحنا عارفين نستحمل الدنيا وضغوطها بشوية الحاجات الحلوة اللي بتحصل.
كلمة تقدير، شهادة حق، ايد تطبطب، أو ايد تتمد علشان تشيل شنطة من ست حامل، و ست كبيرة، بنت ولا ولد يقفوا فى مواصلة علشان يقعد راجل كبير فى السن، مساعدة لأسرة نحسبهم أغنياء من التعفف.
الناس السهيرة والي ممكن يبصوا علي السما فى نهاية الليل يلاقوا النور بيطغي فجأة، مشهد الشروق ملهم جدًا، ازاي الليل الأسود دا بيتبدد في لحظة، ودا يخلينا نسأل لو كل واحد قبل ما يعمل حاجة كويسة نقول عنها إنها خير قعد يفكر ويتردد، مفيش حاجة حلوة هتم فى الدنيا.
حاجة كدا زي انك يكون معاك أنبوبة أكسجين وتفضل ماسكها فى ايديك لغاية ما واحد قدامك يموت لأنه محتاج اكسجين، بس انت مش متأكد، او مش واثق إنك مش محتاجه.
المؤكد من كل الخبرات وتجارب الناس إن الخير طارح، وإنك لما تعمل حاجة حلوة هترجع لك ولو بعد زمن، لكن لاننا بنبص تحت رجلينا، عايزين المكسب حالا بنخسر، ومش بس بنخسر كمان بنصعب الدنيا علي بعض، زي كدا البياع اللي قرر ياخد كل مكسب يومه من اول زبون.
أول حاجة حلوة نعملها الكلمة والدعم المعنوي، مش كل السند فلوس، أحيانا لو حد جاي يدور علي شغل، لما تقابله كويس وتتكلم معاه خمس دقايق تفرق معاه، لما تلاقي ست شقيانة ونعاملها كويس احنا بنأكد علي القيم والأخلاق، احنا بنقولها إنها ما غلطتش إنها بتشتغل وتتعب حتي لو المقابل قليل، ما تحس إن حد محتاج مساعدة ساعده وما تستناش هيعمل ايه، البحر زي ما بياخد بيدي، لكن الصياد بيقعد ومش عارف هيصطاد ايه ولا امتي ولا قد ايه.
محتاجين نلون عنينا بشوية جمال، ونداوي قلوبنا بأفعال وسلوكيات حلوة نسمع عنها ونبتسم إنه لسه فيه خير فى الدينا، والأهم إن لما حد فينا يقرر يعمل حاجة كويسة يعملها فورًا زي ما فعل الخير مهم وضروري توقيته كمان مهم، وإن احنا ما نعملش الخير ونفضل نحكي دا بقي اللي بيسموه صدقة يتبعها أذى.
خلينا متأكدين إن الخير اللي بنرميه للبحر هيرجع لنا فى الوقت اللي محتاجين له.