حزن مصحوب بقلق راود “علياء” (25 عامًا) بعدما أخبرها والدها الذي يعمل في المملكة العربية السعودية، بعدم مقدرته على المجيء إلى لقاهرة، حيث كان من المقرر له أن يعود مطلع شهر أكتوبر المقبل ليحضر زفافها الذي تأجل نحو 7 أشهر عن موعده السابق بسبب جائحة كورونا.

ترتب على الجائحة إعلان الطوارئ في الكثير من الدول، وفرض حالة الإغلاق الكامل، ووقف السفر، من بينها المملكة العربية السعودية.

فرحة غير مكتملة

عاشت “علياء” وخطيبها “عمرو” وأسرتاهما ظروفًا ضاغطة بسبب انتظارعودة الغائب.

يعمل والد “علياء” في السعودية منذ نحو 10 أعوام، في محاولة منه لتأمين حياة أسرته المكونة من زوجة وابن وبنت.

ظل طوال تلك المدة يذهب ويعود، لكن طالت غيبته هذه المرة، حيث تنتظره أسرته بحنين جارف، خاصة “علياء” وخطيبها حيث يتوقف إتمام زفافهما على عودة الأب.

“علياء” ليست الوحيدة، بل هي واحدة من بين كثير من المصريين، الذين ينتظرون عودة أب أو شقيق أو زوج من العمالة المصرية في السعودية، والتي سمح لبعض منها بالنزول لأرض الوطن ولكن بضوابط معينة، فيما لم يُسمح للبعض الآخر بسبب ضغوط فرص العمل، وضيق ذات اليد لبعضهم.

شروط وقائية

قررت الرياض منتصف سبتمبر الجاري، فتح جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية لمواطنيها، والسماح لهم بالسفر والعودة، بداية من أوائل العام القادم 2021، في حين أتاحت لفئات مستثناة السفر، ومنهم الطلبة المبتعثون، بداية من العشر الأواخر من الشهر الجاري.

وأعلن بيان للداخلية عن “الموعد المحدد لرفع التعليق والسماح قبل 30 يومًا من تاريخ 1 يناير المقبل، ولوزارة الصحة إذا تطلب الأمر وقتها أن تتقدم بطلب وضع اشتراطات صحية وقائية على المسافرين والناقلين أثناء السفر، وفي صالات المطارات والموانئ والمحطات، لضمان عدم دخول أي فرد مشتبه في إصابته”.

غضب 

أثار القرار حفيظة عدد ليس بقليل من المصريين، الكثيرون منهم لا يحملون الجنسية السعودية، وبالتالي لن يتمكنوا من السفر والعودة، فسيضطرون لعدم النزول خوفًا من خسارة مصدر الرزق الذي تعيش من خلاله ربما أكثر من أسرة في رقبة كل عامل.

كما أن القرار حرمهم حتى من القدرة على رؤية ذويهم وأحبائهم والنزول لأرض الوطن بسهولة.

ضيف جديد

دموع وفرحة ممزوجتان في صوت “إبراهيم”، وهو يسمع خبر ولادة زوجته لابنهما الأول، الأب في السعودية، والأم وضيفها الجديد في الإسكندرية، تفصل بينهما أميال عكرت على “إبراهيم” صفو الفرحة بنجله الأول.

يقول “إبراهيم” إنه يعمل في السعودية بائعًا في أحد المتاجر المخصصة لبيع الملابس، يحصل على أجر عادل من وجهة نظره، يكفيه ويكفي أسرته، لكن وفرة المال لم تغنه عن رغبته في النزول، خاصة في ظل حمل زوجته وولادتها، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب عدم السماح له بحجز تذاكر ذهاب وعودة للسعودية مرة أخرى، حيث قال له الكفيل إنه لو أراد النزول عليه أن ينهي عمله لديه، لن يتثنى له حرية الحركة من وإلى المملكة إلا مع بداية العام الجديد 2021.

العمرة

لم تُحدد لرحلات الحج والعمرة معاملة خاصة من هذا الأمر، فوفق القرارات السعودية فإن الإعلان عن خطة إعادة السماح بأداء العمرة تدريجيًا، سيتم بناءً على ما يتقرر لاحقًا في هذا الشأن بشكل مستقل، في ضوء المستجدات المتعلقة بالجائحة .

استثناءات إنسانية

على الرغم من أن قرارات السعودية الحديثة أثارت غضب الكثيرين، إلا أن هناك قرارات شملتها نظرة إنسانية للعاملين، حيث أقرت المملكة كذلك ضمن المستثنين المرضى الذين يستلزم علاجهم سفرهم، بناء على تقارير طبية، خصوصاً مرضى السرطان والمرضى المحتاجين إلى زراعة الأعضاء والطلبة المبتعثين والطلبة الدارسين على حسابهم الخاص والمتدربين في برامج الزمالة الطبية، أو وفاة الزوج أو الزوجة أو أحد الأبوين أو أحد الأولاد خارج المملكة، والمقيمين خارج المملكة ومرافقيهم، الذين لديهم ما يثبت إقامتهم خارج المملكة، والمشاركين في المناسبات الرياضية الرسمية الإقليمية والدولية، ويشمل ذلك اللاعبين وأعضاء الطواقم الفنية والإدارية.

دول مجلس التعاون الخليجي

ومن بين البنود التي أعلنتها المملكة العربية السعودية، السماح بدخول البلاد والخروج منها لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك السماح بدخول غير السعوديين من الحاصلين على تأشيرات خروج وعودة، على أن يكون دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وغير السعوديين إلى المملكة وفقاً للضوابط والإجراءات الصحية الوقائية التي تضعها اللجنة المعنية باتخاذ إجراءات للحد من انتشار الفيروس المستجد في المملكة.

تحليل إجباري

ليس هذا فحسب، بل أقرت التعليمات كذلك بعض البنود التي تشمل ضوابط عدم السماح لأي شخص بدخول أراضي المملكة إلا بعد تقديم ما يثبت أنه لا يعاني من فيروس كورونا، على أن تكون شهادة التحليل صادرة من جهة موثوقة خارج المملكة، ولم يمر تاريخ إجرائه أكثر من 48 ساعة، لحظة وصوله إلى المنفذ.