بعدما أعلن نادي الزمالك عن تعاقده مع البرتغالي جيمي باتشيكو رسميًا مدربًا جديدًا للفريق الأبيض خلفًا للهارب باتريس كارتيرون الذي فعل الشرط الجزائي في عقده ورحل لتدريب التعاون السعودي، خرجت استنتاجات كثيرة وآراء حول قدرة المدرب البرتغالي من عدمه على قيادة سفينة الزمالك المتخبطة وسط الأمواج العاتية في هذا التوقيت الصعب والحرج للغاية، قبل نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أواخر الشهر المقبل أمام الرجاء البيضاوي المغربي، ما بين مؤيد لاختياره مؤكدًا أنه الأنسب وبين معارض لفكرة توليه سواء فنيًا لضعفه أو أخلاقيًا لهروبه سابقًا من الزمالك في ولايته الأولى.

ولكن تبقى الصيغة الوحيدة المؤكدة أنه أصبح رسميًا مدرب الزمالك الجديد وسيباشر عمله مع النادي خلال الساعات القليلة المقبلة، عندما يصل ويكتمل كل جهازه في النادي الأبيض الذي سيواجه الجونة الأحد في الدوري الممتاز، باتشيكو سيصل معه جهاز مكون من 3 مساعدين “مدرب عام ومحلل أداء ومدرب أحمال” بالإضافة لمدحت عبد الهادي مساعدًا واستمرار عمرو عبدالسلام مدربًا لحراس المرمى كما هو من الجهاز القديم، وسيكون عمله الفعلي مع القلعة البيضاء عقب مباراة الجونة بالدوري الممتاز قبل أقل من شهر على المعترك الأفريقي الهام بدوري الأبطال.

ولكي نفصل في المسألة التي تخص مناسبته من عدمها لتولي المسؤولية الفنية لنادي الزمالك في الفترة الحرجة الصعبة الحالية، نستعرض في السطور والعوامل القادمة كل الأمور الفنية التي تجعله مناسبًا بشدة في الفترة الحالية لتولي مهمة تدريب الفريق الأبيض الشهير.

طريقة دفاعية بحتة

يتميز المدرب باتشيكو بأسلوب وطريقة لعب دفاعية بحتة، حيث لا يستقبل أهداف كثيرة ولا يسجل كثيرًا أيضًا إلا ما يضمن له الفوز فقط، في خلال مسيرته التدريبية الطويلة تميزت فرقه بالتحفظ الدفاعي الشديد وعدم استقباله أهدافًا عديدة وتحقيق الفوز بفرق لا يزيد عن هدف أو أثنين على أقصى تقدير، تلك الحالة الدفاعية المتحفظة، تناسب كثيرًا الزمالك في الفترة القصيرة المقبلة، لاسيما مع الدفاع الجيد أمام الرجاء المغربي في نصف نهائي دوري الأبطال وهو ما سيقود النادي الأبيض ربما لنهائي أفريقيا.

في هذا الوقت الضيق لا يحتاج الفريق لمدرب صاحب مدرسة هجومية وشغل فني وتكتيكي وجمل فنية كثيرة، وأمور عديدة في التدريبات اليومية، بل يحتاج لمدرب لديه طريقة واحدة وبسيطة على اللاعبين، حتى يتفاعلون معه سريعًا ويفهمون ويطبقون طريقته بالشكل الأنسب والأسرع من استيعاب جمل وتكتيكات كثيرة ومتنوعة في فترة قصيرة وتحتاج لوقت أطول للتأقلم وتنفيذها بالشكل المطلوب، وهو ما كان سيضع الزمالك في ورطة فنية أكبر، بالتالي الشكل الدفاعي والمتحفظ لعدم تلقي خسائر مدوية في هذه الفترة هو الخيار الانسب لمدرب الزمالك، وهو ما يتحقق بشدة في اختيار مثل البرتغالي جيمي باتشيكو.

أسلوب مشابه لكارتيرون ومناسب لقائمة اللاعبين

تشابه أسلوبه الفني للمدرب الفرنسي الهارب كارتيرون مع الزمالك، يجعل اللاعبين في حالة عدم ارتباك فني ولا تخبط بخصوص اختلاف أساليب الإدارة الفنية من قبل كل مدرب، لاسيما وأن الفترة قصيرة للغاية ولا تحتمل تطبيق أفكار نوعية ومختلفة كليًا وربما ثورية بالمفهوم الكروي، تشابه أسلوبه في إدارة اللاعبين والتدريبات اليومية وكذلك إدارة المباريات وأسلوب التعامل الجيد مع اللاعبين، سيجعله محببًا أكثر من اللاعبين وسيدخلهم سريعًا على خط الانسجام والتأقلم معه في فترة قصيرة وهو المطلوب بالفعل، بدلاً من حدوث ارتباك وتخبط فني كبير لو كان المدرب مغايرًا يوقع الزمالك في فجوة عميقة من التأرجح وتؤدي لنتائج سيئة متتالية في النهاية.

كما أن أسلوبه وستايله التدريبي سيكون مناسبًا تمامًا لقائمة اللاعبين الموجودة حاليًا بالزمالك، لاعبين جيدين بالدفاع وقادرين على القيام بهجمات مرتدة مباغتة بسرعة ودقة وروعة شديدة، وهذا هو أساس أسلوب باتشيكو الفني، التحفظ الدفاعي الجيد واللعب بتأمين شديد مع إلزام الجميع بأدوار دفاعية في الهجمات العكسية على الفريق، ثم الانطلاق هجومًا بهجمات مرتدة لمباغتة الخصم وتسجيل هدف أو أثنين يقوده للفوز في النهاية.

هذا الأسلوب يتطلب وجود نوعية مقاتلة وسريعة ولديها قدرة دفاعية كبيرة في قائمة اللاعبين، وهو متوفر بشدة بالزمالك من لاعبين أمثال محمود علاء والونش وطارق حامد وأوباما وعلى الأطراف الهجومية زيزو وبن شرقي وأوناجم وكمهاجم صريح مصطفى محمد وكاسونجو، بالإضافة للفنان فرجاني ساسي الذي سينظم لعب الزمالك ويصنع ألعابه مع باتشيكو، وبالتالي فإنه المدرب الأنسب لظروف الزمالك وقماشة لاعبيه المتواجدون بالقائمة في هذا التوقيت.

خبرة سابقة وشخصية قوية

بلا شك خبرته السابقة ودرايته الكاملة بكل أمور الزمالك وأوضاع النادي، والكرة المصرية عمومًا من خلال تجربته السابقة ستسهل عمله في الولاية الثانية بشكل كبير، حيث سيتفادى أية مشاكل قد يوجهها أي مدرب أجنبي آخر للمرة الاولى، فبكل تأكيد عرف باتشيكو عقلية اللاعب المصري جيدًا وشكل وطريقة النظام في الكرة المصرية ونقاط ضعف وقوة الزمالك إداريًا وفنيًا وكل شيء من عمله السابق بالنادي عام 2014، وهو ما سيجعله مؤهلاً للم شمل الفريق سريعًا وخلال فترة قصيرة وبالتالي يساعده على تخطي الصعاب في الوقت المقبل.

كذلك معروف عنه شخصيته القوية والحازمة والصارمة على اللاعبين وغرفة خلع الملابس، وهو ما يفتقده الزمالك بشدة في هذا التوقيت شهد هروب مدربهم السابق وكثرة الأقاويل والأحاديث الجانبية والفوضى من كل اللاعبين أو أغلبيتهم ومن يبحث الرحيل وخلافه، كما أن هناك أزمات ظهرت سابقًا بطلها ساسي وأوباما وحازم إمام من تمرد واعتراضات لن تكون موجودة ثانية مع شخصية المدرب القوية، وفرضه قوته على الجميع سيعيد للزمالك ولاعبيه الالتزام التام والحسم للتركيز فقط على المباريات وكل ما يخص كرة القدم فقط داخل الميدان وهو يجعله في حال أفضل للتحدي الأفريقي المهم والمنتظر.