تحتفل الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا السبت باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، ويوافق الذكرى الخمسون لبدء معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
يأتي الاحتفال وسط وجود نحو 13,400 ألف سلاح نووي في العالم. والبلدان التي تمتلك تلك الأسلحة لديها خطط ممولة جيدا لتحديث ترساناتها النووية. ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في بلدان تمتلك أسلحة نووية أو هي دولا أعضاء في تحالفات نووية.
ومنذ 2017، ورغم وقوع خفض كبير في الأسلحة النووية التي نُشرت في ذروة الحرب الباردة، فإنه لم يُدمر فعليا حتى رأس نووي واحد وفقا لاتفاقية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف، كما أنه لا تجري أي مفاوضات متعلقة بنزع السلاح النووي.
لا تزال عقيدة الردع النووي قائمة كعنصر في السياسات الأمنية لجميع الدول الحائزة والعديد من حلفائها.
لقد تعرض الإطار الدولي للحد من التسلح الذي ساهم في الأمن الدولي منذ الحرب الباردة، والذي كان بمثابة كابح لاستخدام الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي المتقدم، لضغوط متزايدة.
ففي 2 آب/أغسطس 2019، أعلن انسحاب الولايات المتحدة نهاية معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، من خلال الولايات المتحدة والاتحاد الروسي التزاما سابقًا بالقضاء على فئة كاملة من الصواريخ النووية. وتنتهي المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها في شباط/ فبراير 2021.
وإذا لم يتم تمديد هذه المعاهدة، على النحو المنصوص عليه في موادها، أو تنتهي صلاحيتها دون خليفة، ستكون هذه هي المرة الأولى التي لا تخضع فيها أكبر ترسانتين نوويتين استراتيجيتين في العالم للقيود منذ السبعينيات.
يتنامى الإحباط بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بما يُنظر إليه على أنه بطء وتيرة نزع السلاح النووي. ويركز بشكل أكبر على هذا الإحباط مع تزايد المخاوف بشأن العواقب الإنسانية الكارثية لاستخدام حتى سلاح نووي واحد، ناهيك عن حرب نووية إقليمية أو عالمية.
فرصة للجميع
واعتبرت الأمم المتحدة أن اليوم هو بمثابة فرصة متاحة للمجتمع الدولي ليعيد توكيد التزامه بنزع السلاح النووي على الصعيد العالمي بوصفه أولوية عليا. وهو يتيح كذلك فرصة لتثقيف الجمهور وقادته بالفوائد الحقيقة التي ستعود من القضاء على هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لبقائها.
ولذا يكتسي احتفاء الأمم المتحدة بهذا اليوم بأهمية خاصة نظرا إلى البعد العالمي للعضوية فيها وخبرتها الطويلة في التصدي لقضايا نزع السلاح النووي. وهي كذلك المكان المناسب للتصدي لأحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وبما يحقق السلام والأمن وإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.
وقال أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إن الضمان الحقيقي الوحيد ضد استخدام الأسلحة النووية هو إزالتها الكاملة. وتظل هذه الأولوية القصوى للأمم المتحدة – والشخصية – في مجال نزع السلاح.
نزع السلاح النووي
يعد تحقيق نزع السلاح النووي العالمي أحد أقدم أهداف الأمم المتحدة. كان موضوع القرار الأول للجمعية العامة في عام 1946، والذي أنشأ لجنة الطاقة الذرية (التي تم حلها في عام 1952)، مع تفويضها بتقديم مقترحات محددة للسيطرة على الطاقة النووية والقضاء على الأسلحة الذرية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى القابلة للتكيف إلى الدمار الشامل.
وكانت الأمم المتحدة في طليعة العديد من الجهود الدبلوماسية الرئيسية لتعزيز نزع السلاح النووي منذ ذلك الحين. وفي عام 1959، أقرت الجمعية العامة هدف نزع السلاح العام الكامل.
وفي عام 1978، أقرت الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة المكرسة لنزع السلاح كذلك بأن نزع السلاح النووي ينبغي أن يكون الهدف ذي الأولوية في مجال نزع السلاح. وقد عمل كل أمين عام للأمم المتحدة بنشاط على تعزيز هذا الهدف.
معلومات أساسية
اقترحت الجمعية العامة هذا اليوم الدولي في كانون الأول/ديسمبر 2013، في قرارها 32/68، الذي كان بمثابة المتابعة للاجتماع الرفيع المستوى المعني بنزع السلاح النووي الذي عقد في 26 أيلول/سبتمبر 2013 في الجمعية العامة.
كان هذا هو الأحدث في سلسلة من الجهود التي تبذلها الجمعية العامة لزيادة الوعي العام والسعي إلى مشاركة أعمق في مسائل نزع السلاح النووي. في عام 2009، أعلنت الجمعية العامة يوم 29 آب/أغسطس اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية (القرار 64/35).
وأعتمد القرار 32/68 الذي وافقت عليه اللجنة الأولى في الجمعية العامة، ودعي إلى: بدء المفاوضات على نحو عاجل، خلال مؤتمر نزع السلاح، من أجل الإسراع بإبرام اتفاقية شاملة تتعلق بالأسلحة النووية لحظر امتلاكها واستحداثها وإنتاجها وحيازتها واختبارها وتكديسها ونقلها واستعمالها أو التهديد باستعمالها وتنص على تدميرها.
وفي عام 2014، أكدت الجمعية العامة من خلال قرارها 69/58 على ذكرى الاحتفاء باليوم، من خلال دعوة الأمين العام ورئيس الجمعية العامة إلى اعتماد الترتيبات الضرورية للاحتفاء بهذا اليوم ونشره، بما في ذلك عقد اجتماع سنوي للجمعية العامة للاحتفاء به، بما يتيح سبيلا لتعزيز تلك الأنشطة.
لأول مرة في تشرين الأول/أكتوبر 2013، كان المراد منه أن يكون بمثابة المتابعة للاجتماع الرفيع المستوى المعني بنزع السلاح النووي الذي عقد في 26 أيلول/سبتمبر 201 في الجمعية العامة. وكررت الجمعية طلبها ودعوتها تلك في عامي 2015 و2016 من خلال القرارات 70/34 و71/71 و251/72 و40/73.
احتفال.. وخطر على البشرية
ولم يزل يُحتفل باليوم الدولي اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية منذ عام 2014. وبحسب القرار، تهيب الجمعية العامة بالدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، بما يشمل المنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والبرلمانيين ووسائط الإعلام والأفراد، إلى الاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له بالاضطلاع بجميع الأنشطة لتثقيف وتوعية الجمهور بشأن ما تشكله الأسلحة النووية من خطر على البشرية وبشأن ضرورة إزالتها بالكامل، بما يعبئ الجهود الدولية لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.
معالم تاريخية
1945 ..دمرت قنبلتان نوويتان مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتان. وتشير التقديرات إلى قتلهما ما مجموعه 213 ألفا على الفور.
1946 ..حددت الجمعية العامة، في قرارها الأول، نزع السلاح النووي هدفا رئيسيا للأمم المتحدة.
1959 .. أدرجت الجمعية العامة نزع السلاح النووي بوصفه جزءا من الهدف الأكثر شمولاً المتمثل في نزع السلاح العام الكامل في ظل رقابة دولية فعالة (القرار 1378 (د -14)). وكان ذلك أول قرار للجمعية العامة ترعاه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
1963 ..فُتح باب توقيع معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء، والمعروفة كذلك باسم معاهدة حظر التجارب الجزئية. وحظيت المناقشات التي دامت لسنوات بين الاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بإحساس متجدد بضرورة الخروج بصك مقبول بسبب أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
1967 ..دفع سباق التسلح النووي وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 حكومات أمريكا اللاتينية إلى التفاوض على معاهدة حظر الأسلحة النووية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (معاهدة تلاتيلولكو)، التي أنشأت أول منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة مكتظة بالسكان.
1978 ..عقدت الجمعية العامة دورتها الاستثنائية الأولى التي وُقفت لنزع السلاح. وأكدت الدول الأعضاء، في الوثيقة الختامية، أن هدفها النهائي المشترك هو نزع السلاح العام الكامل في ظل رقابة دولية فعالة‘‘، كما أكدت على أن للتدابير الفعالة لنزع السلاح النووي ولمنع الحرب النووية الأولوية القصوى.
1985 ..أصبح جنوب المحيط الهادئ المنطقة الثانية الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة راروتونغا).
1991 ..تخلت جنوب إفريقيا طواعية عن برنامج الأسلحة النووية.
1992 ..بموجب بروتوكول لشبونة الملحق بمعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، تخلت بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا طوعًا عن الأسلحة النووية التي كانت بحوزتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
1995 ..في مؤتمر عام 1995 لاستعراض المعاهدة وتمديدها، اعتمدت الدول الأطراف دون تصويت القرارات المتعلقة بتمديد المعاهدة إلى أجل غير مسمى، لتعزيز عملية مراجعة المعاهدة والمبادئ والأهداف المتعلقة بعدم الانتشار النووي ونزع السلاح النووي، وكذلك قرار بشأن الشرق الأوسط. وأصبح جنوب شرق آسيا المنطقة الثالثة الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة بانكوك).
1996..أصبحت أفريقيا المنطقة الرابعة الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة بليندابا).
بناءً على طلب الجمعية العامة قدمت محكمة العدل الدولية فتوى بشأن مشروعية التهديد بالأسلحة النووية أو استخدامها. فتح معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية للتوقيع.
2000.. في المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2000، اعتمدت الدول الأطراف ثلاث عشرة خطوة عملية لجهود منهجية وتدريجية لنزع السلاح النووي.
2006 ..أصبحت آسيا الوسطى المنطقة الخامسة الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في وسط آسيا).
2008 .. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة خطة من خمس نقاط لنزع السلاح النووي.
2010 .. في المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2010، اعتمدت الدول الأطراف خطة عمل من 64 نقطة في جميع أركان المعاهدة الثلاثة — نزع السلاح النووي وعدم الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية — وخطوات عملية لتنفيذ قرار عام 1995 بشأن الشرق الأوسط الشرق.
2013 .. عقدت الجمعية العامة أول اجتماع رفيع المستوى بشأن نزع السلاح النووي. وأعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 32/68، أن 26 أيلول/ سبتمبر سيكون هو اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.
عملا بالقرار 67/56، تُنشئ الجمعية العامة فريقا عاملا مفتوح العضوية بشأن المضي قدما بمفاوضات نزع السلاح النووي المتعددة الأطراف.
2016 .. عملا بالقرار 70/33، تُنشئ الجمعية العامة فريقا عاملا ثانيا مفتوح العضوية بشأن المضي قدما بمفاوضات نزع السلاح النووي المتعددة الأطراف.
2017 .. في 7 تموز/يوليه، اُعتمدت معاهدة حظر الأسلحة النووية، لتصبح بذلك أول صك متعدد الأطراف ملزم قانوناً — جرى التفاوض عليه لمدة 20 عاماً — لنزع السلاح النووي.
2018 .. دشن الأمين العام جدول الأعمال المعنون تأمين مستقبلنا المشترك: خطة لنزع السلاح. ويعالج جدول الأعمال إزالة الأسلحة النووية في إطار نزع السلاح لإنقاذ البشرية.