إحداث الفوضى وبث الفتنة والتحريض على العنف والتطرف في صفوف الشعب التونسي، تعتبر من أهم أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومؤسسه يوسف القرضاوي وفرعه في تونس.

كما يعد التدليس ونشر الفوضى وخطاب الكراهية والكذب في طرح الموضوعات من أهم أسس ومبادئ الاتحاد.

وتأسس فرع تونس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي يقع مقره محاذياً لمقر حركة النهضة بتونس العاصمة في عام 2012، ومنذ ذلك الوقت وهو يثير الكثير من الجدل والريبة لدى التونسيين، ذلك بسبب نشر الأفكار المتطرفة ما بين الشباب، فضلًا عن “أخونة المجتمع التونسي”.

أخطبوط الإرهاب

وصفت وسائل الإعلام المحلية في الفترة الأخيرة، “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” في تونس، بأنه “أخطبوط الإرهاب والتطرف”، بسبب زعمه نشر تداعياته وأفكاره المتطرفة والعمل على خطاب الكراهية، وارتباطه بالمنظمات الإرهابية.

ويعتبر “القرضاوي” من أكثر رجال الدين عنفًا وتطرفًا وإثارة للجدل عبر المنطقة والدول العربية والخليجية، وذلك بسبب آرائه المتعصبة وفتاوى التحريض على العنف وخطاباته المحرضة على الكراهية.

وفي 1999 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عدم دخول “القرضاوي” أراضيها، وفي عام 2008 أعلنت بريطانيا حظر دخوله البلاد، أما فرنسا فقد اتخذت القرار ذاته في عام 2012، وفي تونس منعت دخوله في يونيو 2017.

وبحسب الشبكة التونسية الإخبارية، فقد جاء قرار الحظر بموجب عدة قرارات أخرى اتخذتها السلطات التونسية ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

الاتحاد و”الإخوان التونسيين”

دعت العديد من الأطراف السياسية في تونس خلال الفترة الماضية، حظر نشاط اتحاد القرضاوي في البلاد، أحد أذرع الإخوان وذلك بعد توغل هذا الكيان في البلاد والإعلان عن استعداده لتشكيل الاتحاد بصورة أقوى.

جاء ذلك بعد الإعلان عن دورات مشبوهة تخص الشباب والطلاب التونسيين بحجة دراسة علوم الشريعة من قبل أصحاب الفكر الإخواني، مما آثار ريبة التونسيين.

تمويل الاتحاد

وبحسب عريضة وقّع عدد من السياسيين والأكاديميين في تونس، فقد أثارت مصادر تمويل الاتحاد، العديد من التساؤلات، وبخلاف أهدافه من التحريض على العنف والعمل على نشر الفكر الإخواني في البلاد، فقد ثبت أن قيادة الإخوان متورطة في تشجيع التونسيين على الجهاد في سوريا وتحمل مسؤولية خداعهم وإلقائهم في بؤر العنف، بالإضافة إلى أن هذا الاتحاد محظور في العديد من الدول العربية وغير العربية.

كما تقول العريضة إن حركة النهضة الإخوانية والتي يتزعمها راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي، تقدم تسهيلات كبيرة للاتحاد الإرهابي في البلاد، إضافة إلى إشراف عدد من أعضاء مجلس النواب الداعم للحركة على إدارتها وتسيير أجندتها التي تتبع تركيا وقطر، وذلك في انتهاك واضح للقانون التونسي الذي يحظر الجمع ين نشاط الجمعيات والنشاط الحزبي.

كما تسعى النهضة إلى توظيف العلوم الدينية وتسخيرها لبناء تعليم مواز، في محاولة لإحياء التعليم الديني وترسيخه كموقف شرعي تجاه مصالح الدولة المدنية.

أجندة الإخوان

يؤكد عامر عياد، الكتب الصحفي التونسي، أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحد أذرع حركة الإخوان المصنفة إرهابية في عدد من الدول، والذي سعى عدد من الأطراف السياسية في تونس إلى إدراجه في خانة الحركات الإرهابية .

ويضيف أن هذه الأطراف نفسها اعتبرت وجود فرع الاتحاد في تونس محاولة لاختراق المجتمع التونسي وتغيير منواله الاجتماعي عبر دعم أحزاب سياسية وخصوصا حركة النهضة قصد السيطرة على المجتمع والدولة لتطبيق أجندتها.

ويؤكد أن فرع الاتحاد متهم بدعم حركة النهضة ومحاولة تغيير نمط عيش التونسيين، كما يتهم بأنه يساند الفكر المتطرف الذي ينحو نحو الإرهاب والتكفير.

ويتابع أنه لذلك تطالب عديد الأطراف السياسية وخصوصا المعادية لما يسمى بالإسلام السياسي بطرده من تونس واعتباره ذراعًا من أذرع حركة الإخوان العالمية المتهمة بدعمها للإرهاب في عدد من الدول العربية.

كما يوضح أن الدورات الشرعية التي ينظمها فرع الاتحاد العالمي في تونس تواجه انتقادات واسعة من النخبة التونسية التي تعتبرها دورات مشبوهة تهدف إلى تأصيل الإرهاب وتشجيع التطرف والاتجاه نحو أخونة المجتمع التونسي المعروف باعتداله ووسطيته.

فيما يشير إلى أن مساندة عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، ودعواتها للاعتصامات حتى غلق مكتب اتحاد القرضاوي، وفتح ملف الإرهاب عبر حكومة هشام المشيشي، هو من أهم القضايا في البلاد.

ويوضح أن عبير موسي تمثل نقيضا لما تمثله حركات الإسلام السياسي وتعتبره وجهًا من وجوه الإرهاب والذي يجب اقتلاعه، كما تميزت بخطابها الحاد والصدامي تجاه أنصار هذا التيار .

ويكمل أنه “بهذا الخطاب تمكنت عبير موسي من جمع معادي ظاهرة الاسلام السياسي من حداثيين ويساريين ونقابيين وتمكنت من التقدم في كل إحصائيات سبل الآراء الأخيرة التي قام بها مركز امرود وسيقما كونساي للإحصاء واحتل حزبها المراتب الأولى متقدمًا على حركة النهضة”.

دعم “القرضاوي” لـ”النهضة”

يقول “عياد” في تحليله لـ”اتحاد القرضاوي”، “إن الاتحاد المدعم من قبل عدد من الدول وخاصة قطر وتركيا، له علاقة قوية في دعم حركة النهضة الإخوانية في البلاد، وهو ما تسبب في عزل الحركة التي تهرأ رصيدها الانتخابي حيث نزل من مليون ونصف ناخب عام 2011 إلى حوالي 450 ألف ناخب في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2019”.

ويضيف: “جاء ذلك نتيجة للضغط الداخلي والخارجي الذي تواجهه النهضة فهي تعيش صراعات داخلية حادة، كان آخرها مطالبة حوالي 100 شخصية قيادية من بينها 50 عضوًا من مجلس شوراها و15 من كتلتها النيابية وعشرات القياديين من الصف الأول، رئيسها راشد الغنوشي بالابتعاد عن قيادة الحركة وعدم الترشح لولاية جديدة خلال المؤتمر الحادي عشر المزمع انعقاده أواخر هذه السنة”.