عقدت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة عبد الصادق الشوربجي، اليوم السبت، اجتماعًا لمناقشة التغييرات الصحفية لرؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية، وفقًا للضوابط والمعايير المنصوص عليها بقانون الهيئة.

وقال “الشوربجي”، إن التغييرات الحالية جاءت في ظروف صعبة تمر بها المؤسسات الصحفية القومية، مما يفرض على الجميع بذل المجهود والعمل للنهوض بها، إذ إنّها تمثل أحد أعمدة الدولة، لمواجهة الإرهاب والتحديات والمساهمة في بناء مصر الحديثة”.

ولاقت تلك التغييرات ردود أفعال متباينة في الوسط الصحفي ما بين المهنئ وما بين الساخر من كونها لم تأتٍ بجديد.

الأسماء الجديدة القديمة

لم يتغير الوضع كثيرًا، فأغلب من سيتم ذكرهم لاحقًا، هم وجوه قديمة لم تغب عن التشكيل الجديد، ليصبح لدينا “وجوه قديمة جددت لهم الثقة”.

وشملت أسماء رؤساء مجالس الإدارة كل من: عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وأحمد منتصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، محمد إياد أبو الحجاج، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير، وأيمن توفيق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف، وأحمد مصطفي عمر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، وسعيد حسانين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف، إسناد رئاسة مجلس إدارة الشركة القومية للتوزيع له، وعلي حسن، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.

كما شملت أسماء رؤساء تحرير الإصدارات الصحفية القومية في مؤسسة الأهرام: علاء الدين ثابت، رئيس تحرير جريدة الأهرام، وماجد توفيق، رئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي ورئيس تحرير بوابة الأهرام الإلكترونية، والإشراف على مجلة ديوان الأهرام الإلكترونية، وجمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، ومحمد شبانة، رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضي، ومروة الطوبجي، رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا.

وشملت باقي إصدارات الأهرام، كل من:  حسين الزناتي، رئيس تحرير مجلة علاء الدين، وسوسن عز العرب، رئيس تحرير مجلة البيت، وأحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، ورئيس تحرير مجلة الديمقــــراطية.

وشملت أسماء رؤساء تحرير الإصدارات الصحفية القومية في مؤسسة أخبار اليوم: خالد ميري، رئيس تحرير جريدة الأخبار، وعمرو الخياط، رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، ومحمد عدوي، رئيس تحرير مجلة أخبار النجوم، وجمال الشناوي، رئيس تحرير جريدة الأخبار المسائي ورئيس تحرير بوابة أخبار اليوم.

وخالد بيومي النجار، رئيس تحرير مجلة أخبار السيارات، وعصام محمد السباعي محمد، رئيس تحرير مجلة آخــــر ساعــــــة، وإيهاب درويش، رئيس تحرير جريدة أخبار الحوادث، وهويدا محمد عبداللطيف، رئيس تحرير مجلة فارس.

وشملت أسماء رؤساء تحرير الإصدارات الصحفية القومية في مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر: عبدالرازق توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وعبد النبي شحات، رئيس تحرير جريدة المساء ورئيس تحرير بوابة الجمهورية، وشريف صلاح الدين عطية، رئيس تحرير مجلة حريتي، ومحمد فتح الل الأبنودي، رئيس تحرير جريدة عقيدتي، وإبراهيم أبو كيلة، رئيس تحرير كتــــاب الجمهوريـة ورئيس تحرير جريدة الرأي للشعب.

وجوه مغادرة

كان على رأس المستبعدين ياسر رزق، عن رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم، وحل مكانه محمد إياد أبو الحجاج.

ياسر رزق

كما رحلت أيضًا عن المشهد أمل فوزي، من مجلة نصف الدنيا، إحدى إصدارات  الأهرام، وحلت مكانها أمل الطوبجي.

واستعبد إسلام عفيفي، رئيس تحرير مجلة أخبار النجوم من منصبه، وحل محله محمد عدوى.

كما رحل أيضًا سعد سليم، عن منصبة كرئيس مجلس إدارة دار التحرير “الجمهورية”، ليحل محله محمد إياد أبو الحجاج.

هل ما زالت الصحافة الورقية مؤثرة؟

يقول محمد شبانة، رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضي، إن الصحافة الورقية ما زالت مؤثرة في الرأي العام، قائلاً: “نجحنا في هذا على مستوى الانتشار على الرغم من الخسائر المادية”.

وتابع قائلاً: “إن الصحافة القومية أيضًا ما زالت مهمة والدليل على هذا الاهتمام الذي حظيت به حركة التغييرات الصحفية في رؤساء تحرير ومجالس الصحف القومية، وهو الاهتمام الذي لم يحظ به مثلاً تغيير قيادات التليفزيون”.

وأشار إلى أنه خلال المرحلة المقبلة سيتم الاهتمام أكثر بالبوابات الإلكترونية للصحف القومية، والتركيز على محتوى الصحافة الورقية، وإعادة الثقة في تواجدها ودمجها بالإلكتروني من حيث السرعة والتناول المختلف.

إبقاء الوضع على ما هو عليه

حدد قانون الهيئة الوطنية للصحافة رقم ١٧٩ لسنة ٢٠١٨، شروطًا لاختيار رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية، منها: أن يكون له خبرة عملية في المجال الصحفي، أو الاقتصادي أو المالي، أو الإداري لمدة لا تقل عن ٢٠ سنة، ولديه الكفاءة الإدارية والإدارة للنهوض بالمؤسسة.

من ناحيته، كان ليحي قلاش، نقيب الصحفيين السابق، رأي آخر في أن التغييرات تبقي على الأمر الواقع، قائلاً:”لا يوجد رؤية جديدة أو توجيهات تنبأ عن تصور مختلف فشعار المرحلة: (إبقاء الوضع على ما هو عليه)”.

يحيى قلاش

وتابع “قلاش” إنه بذلك فملف الصحافة سيزداد تعقيدًا وسيصبح الجمود سيد المواقف في أغلب مشكلات الصحف القومية، خاصة أن الوجوه القديمة ما زالت باقية كما لو أن هناك إصرارًا على إبعاد كل من له علاقة جادة بالملف ويريد إصلاحه.

غياب الصحافة خطورة على الأمن القومي

 وأكد نقيب الصحفيين السابق وأحد شيوخ المهنة، أن ملف إصلاح الصحف القومية يحتاج ليس فقط أهل ثقة لتجديد محتواها ورفع نسب توزيعها، بل لكفاءات اقتصادية تدير أصول تلك الصحف لعمل تغيير جذري حقيقي وإخراجها من ثقل الديون.

وأشار إلى كل من ساهم في إضعاف المهنة وليس فقط الصحف القومية سيحصد ثمار هذا في تناول القضايا الوطنية التي تحتاج أن تدعمها الصحافة، وتكون عونًا للدولة بها.

تسديد مليار و21 مليون جنيه ديون لبنك مصر

من ناحيته، قال سعد سليم، رئيس مؤسسة دار التحرير “الجمهورية” سابقًا، والذي غاب عن التشكيل الجديد، إن المؤسسة بها عدد من الكفاءات البشرية المميزة التي استطاعت خلال الفترة الماضية في الاجتهاد بقدر ما استطاعت في ملف الديون المتعثرة.

وأضاف قائلاً:”إنه خلال فترة عمله استطاع سداد مديونية لبنك مصر قدرت بمليار و21 مليون جنيه كانت من قبل عام 2000، وتم جدولتها وسدادها عن طريق تأجير البنك جزء من مبني الجمهورية كمقر لهم وحق انتفاع لمدة 40 عامًا، وقمنا بالاستفادة بإعلانات من البنك باقي قيمة الانتفاع”.

وأشار إلى انه تم تحسين الوضع الائتماني للمؤسسة في البنوك، ولكن ما زال بالطبع ديون تقدر بأكثر من 2 مليار جنيه للمؤسسة وتقدر الديون لمصلحة الضرائب بحوالي مليار جنيه.

وتابع “سليم” أن الهيئة الوطنية للصحافة تتفاوض مع هيئة التأمينات ومصلحة الضرائب وهيئة الطرق، وعدد من الصيدليات والموردين لجدولة تلك الديون، قائلاً:”والقادمين بعدنا على قدر من الكفاءة لاستكمال ما بدأناه”.

“وضع الصحافة سيتحول من سيء لأسوأ”

وعبر محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، عن خيبة أمله في التغييرات الصحفية التي تمت مساء اليوم، قائلاً “إن وضع الصحافة سيتحول من سيء لأسوأ في ظل تلك التغييرات التي فوجئنا بها، والتي تقول إن الاختيارات تعتمد على أهل ثقة وليس خبرة.

محمود كامل

وتابع قائلاً:”إن غالبية الاختيارات صادمة للوسط الصحفي، وإنه على مدار السنوات الماضية عانت الصحف القومية إداريًا ومهنيًا، في ظل عدم قدرة رؤساء التحرير على تغيير المحتوى بشكل مهني.

رفع سقف الحريات. ..هو الحل

وأشار “كامل” إلى أن إصلاح الصحافة القومية يقوم بشكل أساسي على رفع سقف الحريات، وأن يعبر محتواها عن المواطن في الشارع وسيزيد بالتبعية التوزيع وبالتالي ستزيد الإعلانات، لأن الصحافة نشأت لتعبر عن الناس.

وتابع عضو مجلس نقابة الصحفيين، قائلاً:”أما الآن فالصحافة بشكل عام غير مرئية للعامة والتي لا تهتم بحركة التغييرات من عدمها، فإذا سألت أي مواطن في الشارع عن اسم رئيس تحرير الأهرام فلن يجيبك، لأنه ببساطة لأننا لم نعد نتحدث باسمهم”.