منذ ظهوره الأول في تجربته الإعلامية الجديدة كمقدم برامج بشكل جديد لم يعرفه من قبل، نال أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك ومدربه السابق وكذلك منتخب مصر وصاحب رحلة احتراف كبيرة في الملاعب الأوروبية، العديد من عبارات الإشادة وكذلك العديد والعديد من الانتقادات على أدائه وظهوره في برنامجه الجديد “أوضة اللبس” والذي يقدمه عبر قناة النهار الفضائية.
واستطاع أن يقدم محتوى مختلف ويحدث تحريك للماء الراكد في التجارب الإعلامية الرياضية الكلاسيكية والنمطية المتواجدة يوميًا عبر القنوات الفضائية المختلفة، ولكنه رغم ذلك تعرض لهجوم شديد وضاري على ملاحظات عدة جعلت من تجربته بين مطرقة الفشل وسندان النجومية التي يتمتع بها منذ ظهوره على الساحة الرياضية كمهاجم شاب.
محتوى مختلف وأسلوب جديد
لا شك أن “العالمي” كما يلقب قدم طفرة فنية كمحتوى رياضي دسم ومتعمق فنيًا وكذلك ترفيهي ومختلف بالفقرات اللطيفة التي يقدمها وتنال استحسان المشاهدين وخاصة الشباب ومتتعبي مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن أسلوبه مختلف كليًا عن كل الإعلاميين الرياضيين الموجودين على الساحة، بستايله المتفرد وأسلوبه الجديد تمامًا حتى في ديكور البرنامج والملابس التي يرتديها ميدو نفسه وكل شيء يظهر أمامك في الحلقة التي يقدمها ببرنامجه.
من الوهلة الأولى وأنت تشاهد شيء جديد عليك كمتابع جيد للبرامج الرياضية بشكلها النمطي طوال السنوات الماضية، والتي عادة ما تجد مقدمها يرتدي بدلة رسمية وبرنامجه منقسم ما بين سرد لأهم الأخبار أو الانفراد بمعلومات مهمة تخص لاعب أو مدرب جديد لأحد قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.
وهنا تجد الفوارق بين الإعلاميين ومدى قوتهم وفريق إعدادهم في عرض المعلومات الدقيقة والمهمة خاصة في أمور الصفقات الجديدة التي تجذب انتباه الجميع في المقام الأول كلاً على حسب فريقه الذي يشجعه، ثم فقرة اعتيادية باستضافة نجم سابق أو مدرب بالدوري وربما بعض النقاد في فقرة تحليلية للمباريات.
الانتقادات تهدم البداية الجيدة
لكن ما قدمه ميدو هو شكل إنجليزي جديد تمامًا على الساحة الكروية المصرية، وهو ما يحسب له ولذلك أحدث ضجة وخطف أنظار الكثيرين لبرنامجه بالإضافة لهالته الكبيرة كنجم له رصيد واسم كبير في عالم الكرة المصرية ولعب لأكبر أندية أوروبا سابقًا، مثل: أياكس، ومارسيليا، وتوتنهام، هذه الضجة والإعجاب الكبير والاستحسان الذي تلقاه في البدايات لم يدم طويلاً بسبب ملاحظات عليه كمقدم برامج بصفته وشخصه وأسلوب حديثه وطريقة استعراضه للمواضيع المهمة، والتحدث دائمًا عن نفسه وإنجازاته واللاعبين الذين زاملهم وعلى رأسهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش نجم ميلان الحالي، وزميله السابق بفريق أياكس مع بداية الألفية الجديدة.
للدرجة التي وصل بها الأمر لحد السخرية منه لتكراره الدائم لجملة “مرة أنا وزلاتان”، وأصبحت تريندًا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فيما بعد، وبدأت حفلة من “الكوميكس” تظهر على السطح للسخرية من ميدو وإصراره على الحديث عن نفسه دائمًا وإنجازاته السابقة، رغم فشله الذريع في نهاية مشواره الكروي والمبكر، فيما يبقى “زلاتان” الذي يتحدث عنه دائمًا وبوجوده معه في كافة المغامرات نجمًا حتى وقتنا الحالي وفي أكبر أندية أوروبا ميلان.
بينما ميدو اعتزل قبل 7 سنوات على الأقل وهو في عمر الـ30 عامًا، وفي أندية مغمورة بالنهاية قبل أن يتجه لمجال التدريب، ولم يقدم به نجاحًا كبيرًا كذلك وفشل مع عدة أندية كثيرة بالدوري المصري، وتمت إقالته آخرها من مصر المقاصة هذا الموسم من الدوري العام.
ازدواجية فشله وحديثه عن الإنجازات
هذه الازدواجية بين الفشل والنجاح، دائمًا ما تصنع من ميدو كحالة الحدث والتريند على مواقع التواصل المختلفة، فهو دائمًا يرى نفسه ناجحًا وفعل ما لم يفعله مثله من قبل ظهور محمد صلاح على الساحة ورحلة احترافه العظيمة وتحقيقه لكافة البطولات والألقاب الكبرى بإنجلترا وأوروبا، وحالة الفشل الدائمة التي تلصق به بعد كل مهمة له في مسيرته سواء كلاعب في النهايات أو كمدرب فيما بعد.
وهذا يراه أغلب الجماهير حتى التي تحب ميدو وتنتمي لنادي الزمالك الذي يشجعه ويعتبر ناديه الأساسي، فكيف تتحدث عن الإنجازات الدائمة والنجاح وأنت تحقق كل هذا الفشل كلاعب ثم مدرب ولم تنجح سوى كمحلل كروي رغم التناقضات التي يقولها ولا يطبقها عندما يعمل كمدرب لأحد الاندية.
وهنا تأتي الحيرة والاندهاش الأساسي من قبل الجماهير على ميدو كمسيرة عامة مع كرة القدم، والتي لم تتوقف حتى عندما عمل كمقدم برامج بل ولازمته بشدة وأصبحت مصدر إزعاج دائم له، لدرجة أنه انفعل في أحد الحلقات بشدة من حجم السخرية التي تعرض لها مؤخرًا على غرار “مرة أنا وزلاتان”، وصاح في الجميع على الهواء مباشرة مؤكدًا أن كل ما يقوله حقيقي وأنه كان لاعبًا أساسيًا على المهاجم السويدي العملاق ولكنه اعترف بتقصيره في النهاية بحق نفسه ومسيرته كلاعب محترف، ما أدى للحال التي وصل إليها في النهاية.
تحمسه الزائد عن الحد يؤدي لإزعاج وتوتر المتلقي
الأمر الأخير والتقني أو الفني الخالص، هو أسلوبه كمقدم أو مذيع البعيد كل البعد عن أصول تلك المهنة، التي يجب أن يكون قد تلقى بها علمًا أو تدريبًا قبل طلوعه مباشرة أمام الناس وببرنامج جديد، افتقار ميدو لكل أساسيات تلك المهنة وعلمها، جعله مزعجًا بشكل كبير لأغلب المشاهدين، من حماسه الزائد دائمًا في عرضه للقضايا الخاصة بالحال الكروي المصري، أو ارتفاع نبرة صوته دائمًا والتي تصل إلى حد الصراخ، الأمر الذي يجعل المتلقي في حالة انزعاج شديدة للغاية منه كمقدم برامج ويصب هذا الجانب ضده على الدوام.
هذا الصوت المرتفع والتوتر الدائم والحماس الشديد لميدو في طريقة تقديمه كمقدم برامج وعرضه لنفسه ولبرنامجه، يجعله خارج الخدمة تمامًا من الناحية المهنية لأساسيات عمل مقدم البرامج أو المذيع عادة، والذي لابد من تمتعه بهدوء شديد في عرض القضايا بل هو من يمسك بزمام الأمور ويسيطر على الضيوف إذا ما خرج أحدهم على النص سواء بالصوت المرتفع أو التحمس الشديد لوجهة نظره وليس العكس.
ميدو يقدم العكس يقدم نفسه ضيفًا ولكن في ثوب المذيع أو المقدم وتلك أكبر أزماته في “أوضة اللبس” بتجربته الجديدة من الناحية المهنية “التقنية” البحتة، بخلاف كل الملاحظات السابقة عن أدائه وأسلوبه وطريقة عرضه، كل ذلك يجعل كفة عدم توفيقه كمقدم برامج أمام كل الأمور الجيدة والجديدة التي قدمها ترجح في ميزان الحكم عليه بتجربته تلك وأمام المشاهدين كافة.