تجددت الاشتباكات العسكرية اليوم الأحد، بين الجارتين أرمينيا وأذربيجان، حول المنطقة المتنازع عليها المعروفة بـ”إقليم قره باغ”.

وإقليم “قره باغ” أو “نوجورنو-كاراباخ”، منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان خرجت عن سيطرة الأخيرة منذ نهاية الحرب في عام 1994.

كما أن للدولتين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل الإقليم عن بقية أذربيجان، ويعتبر القانون الدولي المنطقة جزءا من أذربيجان، ولكنها تقع تحت السيطرة الأرمينية.

وكانت أرمينيا وأذربيجان جزءا من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره عام 1991.

بداية الأزمة

واندلع النزاع في قره باغ عام 1988، على خلفية إعلان الإقليم، الذي كان يتمتع بحكم ذاتي، عن خروجه من جمهورية أذربيجان السوفيتية.

وفي العام 1991 أعلن السكان الأرمن للإقليم من طرف واحد إنشاء جمهورية قره باغ المستقلة، التي لم تعترف بها أي دولة حتى الآن.

وخسرت القوات الأذربيجانية جراء نزاع مسلح استمر من 1992 إلى 1994 السيطرة على قره باغ و7 مناطق متاخمة.

تطورات اليوم

وصباح اليوم الأحد، أعلنت أذربيجان، أن قواتها دخلت 6 قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عند خط التماس بين الطرفين في المنطقة المتنازع عليها.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية لفرانس برس: “حررنا 6 قرى، 5 في منطقة فيزولي وواحدة في جبرايل”.

وردت وزارة الدفاع الأرمينية أنها دمرت 4 مروحيات أذرية، و15 طائرة مسيرة، إضافة لـ 10 دبابات.

اتهامات متبادلة

وفي وقت سابق من اليوم، اتهم رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، أذربيجان بشن عدوان مخطط له مسبقا في الإقليم لاستهداف “السلام والأمن في المنطقة”.

وقال عبر “تويتر”: “تظهر التصريحات العدوانية الأخيرة للقيادة الأذربيجانية، التدريبات العسكرية واسعة النطاق مع تركيا، وكذلك رفض المراقبة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن هذا العدوان كان مخططا له مسبقا، كان ذلك استفزازا واسعا ضد السلام والأمن في المنطقة”، لكن أذربيجان قالت إن الجانب الأرميني هاجم وأن أذربيجان شنت هجوما مضادًا.

وذكرت أنها كانت ترد على قصف مدفعي شنته أرمينيا على امتداد الحدود.

وبحسب “بي بي سي”، فقد وردت تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين على جانبي الحدود.

وتقول أرمينيا إن امرأة وطفلا قُتلا اليوم، ويجري التحقق من تقارير عن خسائر أخرى، فميا ذكرت أذربيجان أن القصف الكثيف لعدة قرى أدى إلى قتل وجرح مدنيين وتدمير أجزاء من البنى التحتية.

دعوات التهدئة

بدورها، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى وقف فوري لإطلاق النار والبدء بإجراء محادثات لاحتواء النزاع.

كما دعت فرنسا أيضًا كلا من يريفان وباكو إلى وقف الأعمال العدائية واستئناف الحوار على الفور.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول في بيان “تشعر فرنسا بقلق بالغ بسبب المواجهة”.

وتتشارك فرنسا والولايات المتحدة وروسيا في رئاسة مجموعة مينسك التي تتولى جهود الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان.

أردوغان” يهاجم أرمينيا

وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجومصا على أرمينيا، داعيًا مواطنيها إلى التمسك بمستقبلهم في مواجهة “قيادة تجرهم إلى كارثة ومن يستخدمونها كدمى”.

وقال على تويتر “بينما أدعو شعب أرمينيا للتمسك بمستقبله في مواجهة قيادته التي تجره إلى كارثة وأولئك الذين يستخدمونها (القيادة) كدمى، ندعو أيضا العالم بأسره للوقوف مع أذربيجان في معركتها ضد الغزو والوحشية، تركيا سوف تواصل على الدوام تضامنها مع باكو”.