وقعت المستشفيات في قطاع غزة بفلسطين تحت طائلة وباء كورورنا، فلم يتوقف الأمر عند زحام المستشفيات بسبب تفشي الوباء خلال الأسابيع الماضية بشكلٍ ملحوظ، بل ازداد الأمر سوءًا بعد تردي وضع تلك المستشفيات لما تعانية من نقص في المستلزمات الطبية، واقتراب انتهاء مسحات كشف كورونا، بالإضافة إلى التأخر في دفع رواتب العاملين فيها.
وصرح أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أن القطاع وصل إلى مرحلة صعبة من نقص المواد المخبرية الخاصة بفحص “كوفيد -19” في المختبر المركزي.
وأشار إلى أن المواد التشغيلية الخاصة بالجهاز المخبري ستنفد خلال الساعات القادمة، وستنخفض قدرة المختبر على إجراء فحص فيروس كورونا إلى النصف.
بلغ عدد الأصناف الصفرية من الأدوية 244 صنفًا من أصل 516 صنفًا
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة في بيانه، أنه في حال توقف إجراء فحوصات كورونا، فإن ذلك سينعكس سلبًا على استمرار متابعة الخارطة الوبائية وفحص المخالطين وحالات الاشتباه والمسحات العشوائية داخل المجتمع، وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على الجهود التي تقوم بها الوزارة لمواجهة الوباء.
الأمر نفسه الذي حذر منه مدير دائرة المختبرات المركزية في وزارة الصحة الدكتور عميد مشتهي، الذي أشار إلى اقتراب نفاذ المسحات الطبية والمواد التشغيلية لأجهزة استخلاص الحمض النووي الخاص بفيروس كورونا، لافتًا إلى الآثار السلبية التي تنعكس على المواطنين، بسبب هذا الأمر.
يبلغ عدد الأصناف التي يكفي رصيدها لأقل من 3 أشهر 69 صنفًا
وأوضح مدير دائرة المختبرات المركزية أن المستشفيات في قطاع غزة لديها عجز يصل إلى نسبة 95% في كافة أصناف المخزون الاستراتيجية للمختبرات في قطاع غزة.
كما أشار إلى أن المسحات التي أصبحت موجودة بالمستشفيات لا تغطي إلا 5 أيام بحد أقصى، لافتًا إلى أن المواد والمستهلكات الخاصة بإجراء الفحص تكفي لأسبوع فقط.
نقص في مستودعات الأدوية بغزة
أصدرت وزارة الصحة في غزة، بيانًا أكدت فيه على النقص الحاد والخطير في قائمة الأدوية الأساسية، الذي تعاني منه مستودعات الأدوية المركزية في غزة، إذ بلغ عدد الأصناف الصفرية من الأدوية 244 صنفًا من أصل 516 صنفًا، وبنسبة عجز وصلت إلى 47.2%، فيما يبلغ عدد الأصناف التي يكفي رصيدها لأقل من 3 أشهر 69 صنفًا، بما يمثل 13.5%.
كما تعاني مستودعات الأدوية المركزية نقصًا حادًا وخطيرًا في قائمة المستلزمات الطبية الأساسية، إذ بلغ عدد الأصناف الصفرية 278 صنفًا من أصل 853 صنفًا، بنسبة عجز وصلت إلى 32.5%، فيما يبلغ عدد الأصناف التي يكفي رصيدها لأقل من 3 أشهر 69 صنفًا، بما يمثل 8 %.
من جانبه، قال مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة، منير البرش خلال مؤتمر صحفي: “إن أكثر الخدمات تأثرًا هي الخدمات الصحية التخصصية، مثل: السرطان، وأمراض الدم، حيث بلغت نسبة العجز 63%، وخدمات الرعاية الصحية 66%، وصحة الأم والطفل 56% وخدمة الطوارئ والعمليات 21% وخدمات الكلى وغسيل الكلى 41%”.
عمال النظافة بالمستشفيات طالبوا بضرورة الإسراع في صرف حقوقهم المالية المتأخرة من العام الماضي
وعبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عن خشيته من انهيار القطاع الصحي الذي وصفه بــ” الهش والمتهالك”، نتيجة سياسة الحصار المفروضة على القطاع منذ 14 عامًا.
وأكد في بيانًا له، على أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، يعرض حياة آلاف المرضى للخطر، ويقلص تقديم الخدمات الطبية لنحو مليوني فلسطيني يعيشون أوضاعًا متردية في قطاع غزة.
عمال النظافة في المستشفيات دون رواتب
لم تتوقف ظروف المستشفيات الصعبة في غزة على نقص المستلزمات الطبية والأدوية وفقط، بينما امتدت لمستحقات بعض من العاملين في المستشفيات وهو عمال النظافة، الذين طالبوا بضرورة الإسراع في صرف حقوقهم المالية المتأخرة من العام الماضي من الشركات الخاصة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم شركات النظافة في قطاع غزة أحمد الهندي، على أن حكومة رام الله وضعت حلاً لملف عمال النظافة قبل عامين، ولكن هناك 8 أشهر متأخرة من حق العمال.
زادات معاناة مرضى السرطان داخل قطاع غزة بسبب جائحة كورونا
وأضاف في حديثه لصحيفة “فلسطين”: “حاولنا مع وزارة المالية تقديم شهر زيادة من المستحقات مع الراتب الشهري لعمال النظافة ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل”.
وبين أن منذ بداية أزمة كورونا في غزة لم تتلقَّ شركات النظافة من وزارة الصحة سوى 30% من المستحقات المالية الخاصَّة بالأزمة (مستحقات أزمة كورونا).
وأوضح “الهندي” أن المناقصة الخاصة بوزارة الصحة، تشترط ألا تقل أجرة العامل عن 770 شيقلًا شهريًّا.
مرضى السرطان والتصاريح
زادات معاناة مرضى السرطان داخل قطاع غزة بسبب جائحة كورونا، تلك المعاناة التي ابتدت مع إعلان السلطة الفلسطينية توقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال في مايو الماضي، ما أثر على التحويلات الطبية التي تقوم بها الجهات المعنية لمساعدة المرضى في تلقي العلاج داخل المستشفيات في غزة أو سفرهم للخارج.
من جهته، قال مدير الإغاثة الطبية عائد ياغي، إن مرضى السرطان يعانون من عدم توفر الخدمات الطبية كافة في قطاع غزة، لذا كان يتم تحويلهم للخارج، وخاصة لمن يحتاجون العلاج بالكيماوي.
وأشار “ياغي” إلى أن وزارة الصحة تعاقدت مع إحدى المستشفيات التخصصية لتقديم العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، لافتًا إلى أن ما يقدم للمرضى هو عبارة عن أصناف معينة من الأدوية المتوفرة في قطاع غزة.
في حال توقف إجراء فحوصات كورونا، فإن ذلك سينعكس سلبًا على استمرار متابعة الخارطة الوبائية.. وزارة الصحة
وطالب مدير الإغاثة الطبية بضرورة التدخل وخلق بدائل للمرضى عن طريق توفير كافة المستلزمات الطبية وتجهيز المستشفيات بالأجهزة اللازمة وخاصة العلاج الاشعاعي، مضيفًا: أن مستشفيات مصر قد تكون حلاً بديلاً لكن مع إغلاق المعبر بسبب جائحة كورونا يبقى المريض الفلسطيني يعاني الأمرين.
ووفقًا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنّه تلقى عشرات الشكاوى والمناشدات من مرضى السرطان يطالبون فيها بالتدخل العاجل لضمان سفرهم لتلقي العلاج في الخارج بعد أن عجزت مستشفيات القطاع لعلاج مرضى السرطان عن تقديم الخدمة العلاجية الملائمة لهم، وعجزت كذلك عن توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية، والعلاج الإشعاعي لهؤلاء المرضى.