تبادلت كل من أرمينيا وأذربيجان، الاتهامات بشأن ضم “مرتزقة” في صفوفهما مع تجدد الاشتباكات بينهما أمس واستمرارها لليوم الثاني في إقليم قره باغ المتنازع عليه.

خبراء عسكريون أتراك

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، أن تركيا تزود أذربيجان بالطائرات الحربية والمسيرة.

كما أكدت وزارة الخارجية الأرمينية أن خبراء عسكريين أتراك يقاتلون جنبا إلى جنب مع أذربيجان في منطقة “قره باغ” المعروفة بـ”ناجورنو كاراباخ”.

وفي السياق ذاته، قال سفير أرمينيا لدى روسيا، فاردان توغانيان، إن تركيا نقلت نحو 4 آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان.

وأكد توغانيان أن المسلحين السوريين يشاركون في العمليات القتالية بناجورنو كاراباخ، حسبما نقلت “رويترز” عن وكالة “إنترفاكس”.

رد أذربيجان

بدورها نفت أذربيجان هذه الاتهامات، واصفة إياها بـ”غير الصحيحة على الإطلاق”، كما اتهمت يريفيان بجذب مسلحين من الخارج.

جاء هذا في تصريحات لوزير الخارجية الأذربيجاني، جيخون بايرموف، بأن الاتهامات الموجهة من أرمينيا بشأن وجود مسلحين أجانب يقاتلون لصالح باكو هو غير صحيح وهذه المعلومات لا أساس لها من الصحة.

وقال: إن “اتهامات أرمينيا باستقطاب مسلحين أجانب ليقاتلوا إلى جانب أذربيجان لا أساس لها على الإطلاق، وفي الوقت نفسه، نعلم أن سفير أرمينيا في العراق، القنصل العام لأرمينيا في مدينة إدلب عملوا في المدة الأخيرة على جذب مسلحين لصالح أرمينيا”، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وأشار وزير الخارجية الأذربيجاني أن التدريبات العسكرية الأخيرة التي كانت بمشاركة تركيا لم تكن موجهة ومخطط لها ضد أرمينيا.

منصة للمفاوضات

وفي سياق متصل، قال نائب الدوما (مجلس النواب) الروسي، رسلان بالبك، إن المجتمعين الأرمني والأذربيجاني في شبه جزيرة القرم يدعوان أطراف النزاع في قره باغ إلى الحوار، مشيرين إلى أن شبه الجزيرة يمكن أن تكون منصة للمفاوضات.

وذكر “إن الأرمن والأذربيجان الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم منزعجون للغاية مما يحدث في ناغورني قره باغ، وينشادون الأطراف إلى التوصل إلى هدنة والانتقال إلى المفاوضات”.

وأضاف أن شبه جزيرة القرم هي مثال حي على التعايش بين مختلف الثقافات والمعتقدات، مشيرا إلى أن قرم مستعدة لتكون منصة للمفاوضات وحل المشكلة سلميا.

تجدد المواجهات

وكانت الاشتباكات العسكرية قد تجددت بين البلدين، في وقت مبكر من صباح الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجومًا مضادًا على طول خط التماس بأكمله في قره باغ.

فيما أعلنت أرمينيا عن التعبئة العامة في البلاد لمن هم أقل من 55 عاما، لمواجهة التصعيد.

خسائر

وكشفت وزارة الدفاع الأرمينية أيضًا عن مقتل 16 جنديا لديها وإصابة أكثر من مئة آخرين في إحصائية أولية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف القوات الأذرية بفقدانها 3 دبابات ومروحيتين وثلاث طائرات مسيرة بجانب “خسائر في القوات العاملة”.

يذكر أنه سبق وبدأ النزاع في قره باغ، في فبراير عام 1988، عندما أعلنت مقاطعة قره باغ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.

وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على قره باغ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها.

ومنذ عام 1992، كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين – روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.