من الممكن أن يعتبرها البعض مُزحة أن يُفرض على الطلاب حذاءًا مخصصًا للمدرسة، مع إلحاقه بدولاب أحذية كامل داخل المدرسة، لا يسمح بدخول الطلاب بأي حذاء آخر، أمر في غاية الغرابة، لكنه حقيقي وموجود في دولة اليابان، حيث تهتم طوكيو كثيرًا بكل ما يتعلق بالزي المدرسي، وتتعامل معه بقدسية شديدة، خاصة الأحذية، ويفرضون على جميع الطلاب في جميع السنوات الدراسية حذاءًا معينًا، ويخصصوان لكل طالب خزانة أو “دولاب” مخصص له للأحذية فقط، ويوضع فيه عدد من الأحذية الاحتياطية من نفس شكل وخامة ولون الحذاء المدرسي الإجباري المقرر عليهم، والهدف من ذلك هو استخدامه في حال حدث أي ظرف طارئ للحذاء الذي يرتديه الطالب .

 مع اقتراب بدء الموسم الدراسي، تستعد مصر وعدد كبير من الدول لبداية العام الدراسي الجديد، كل دولة منهم لها طقوسها وقواعدها الخاصة بعضها له علاقة بشكل الزي، والبعض الآخر له علاقة بالمناهج، إلا أن جميعها أصبحت قوانيين ثابتة جامدة تتغير من حين لآخر ببطئ شديد .

إلغاء المناهج

يعد التعليم الفنلندي من أكثر أنظمة التعليم المتقدمة والمتطورة عالميًا، وبالدخول لقلاع العلم الفنلندية نجد نظامًا غريبًا، فألغيت جميع المناهج الدراسة، واستبدلت المواد بموضوعات حياتية، بمعنى إلغاء مادة الفيزياء- على سبيل المثال- بدلاً منها يدرس موضوع “خدمات المقاهي”، والهدف منه تعليم الطلاب الحساب، وإلغاء مادة التاريخ وبدلاً منها تدرس مهام المرشد السياحي، وهو ما يزيد من الحصيلة اللغوية للطلاب، والمهارات الحياتية لديهم، ودرب المدرسين على هذا النوع من التعليم ولاقى ترحابًا شديدًا، وهناك بعض الدول تدرس تطبيقه لديها.

جاءت بريطانيا في المركز الأول على مستوى العالم بنسبة 78 درجة من معيار جودة التعليم

إلغاء أتوبيس المدرسة

أصبح اتوبيس المدرسة أمر هام لدى جميع الدول وبجميع أنواع التعليم، لبعد المدارس أحيانًا عن سكن بعض الطلاب، لعدم قدرة الأب والأم أو أي منهما على توصيل الطالب للمدرسة وأخذه منها للمنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، الأمر الذي جعل للأتوبيس المدرسي أهمية كبرى.

كل ما سبق لم يغير القرار الذي اتخذه مسؤولي التعليم في دولتي: اليابان، وسنغافورة بإلغاء جميع الأوتوبيسات المدرسية، لجميع المدارس، وإجبار الطلاب على المشي أو استخدام الدراجات في الذهاب للمدارس، بهدف تعزيز دور الرياضة والاهتمام بالصحة العامة للطلاب.

النجاح للجميع

من المنطقي وجود مبدأ النجاح والرسوب في أي نظام تعليمي، فمن يمر عامه الدراسي بتفوق، ويجيب عن أسئلة امتحان كل مادة، ينجح، ومن لم يستطع فمن الطبيعي أن يرسب، إلا أن هذه القوانيين المنطقية لم تستطيع أن تصمد وسط التطور الهولندي، ففي هولندا الطلاب لا يرسبون، حتى وإن كانت درجات الطالب سيئة وقدراته أقل من الطلاب الآخرين، حتى وإن لم يذهب للمدرسة طوال الفصل الدراسي كاملاً، فيعتبره النظام التعليمي الهولندي ناجحًا، هذا خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية، بهدف التشجيع الدائم للطلاب، ومنع الإحباط عنهم .

غرف المعلمين

اليابان من أكثر الدول التي تحترم التعليم والمعلم وتقدره لأقصى درجة لذلك يخصص لكل معلم في اليابان غرفة خاصة به كنوع من التبجيل والاحترام، لتجنب تضيع الوقت في الانتقال من وإلى غرفة المعلمين والفصول.

كذلك تقيم المدارس في اليابان مأدبة أو حفل كبير للمعلمين في اليوم الأول من كل شهر، يحضره جميع المعلمين، ويحظر على أي منهم الاعتذار عنه، لخلق روح من الصداقة والألفة بينهم كأسرة واحدة.

التعليم بالأغاني

انتشر في مصر مؤخرًا استخدام بعض المعلمين للغناء والموسيقى كأحد طرق التدريس، معللين الأمر بأنهم يواكبوا العصر الحديث، ويوصلوا المعلومات للطلاب، بأسهل الطرق الممكنة.

يبدو أن الأمر لم يكن اختراع مصري خالص بالأساس فقد بدأ في الهند منذ عدة سنوات، حيث تعتمد المدارس الهندية على استخدام الغناء داخل قاعات التدريس.

يعد التعليم الفنلندي من أكثر أنظمة التعليم المتقدمة والمتطورة عالميًا، وبالدخول لقلاع العلم الفنلندية نجد نظامًا غريبًا

البداية كانت في مدارس الأطفال الذين يعملون داخل محطات القطار في الهند، وساعدت هذه الطريقة كثيرًا في توصيل المعلومة بأقل مجهود ممكن، وبأعلى فعالية للطلاب، حتى تم تعميمه في جميع المدارس الهندية، ليثير الحماسة ويشجع الطلاب على التعليم، ومنذ أن بدأت هذه الطريقة انخفضت نسبة الشغب بين الطلاب، وارتفعت نسبة الحضور إلى 100%، وتحسنت درجات الطلاب فى جميع المواد.

أفضل الأنظمة التعليمية

على الرغم من اختلاف طرق وأنظمة التعليم عالميًا إلا أن الإحصاءات أظهرت أن هناك دول حققت أعلى معدلات التقدم من الناحية التعليمية، وتعد انظمتها الآن أحد النماذج التي يحتذى بها عالميًا.

ونشرت صحيفة أمريكية قائمة تعرض خلالها أفضل الأنظمة التعليمية حول العالم، واعتمدت الصحيفة على معيارين رئيسيين لاختبار جودة أنظمة التعليم في دول العالم المختلفة، وهما جودة التعليم وفرصة التعليم، حيث قامت الصحيفة بتحديد 16 مؤشرًا تحت هذين المعيارين، ووضعت لكل مؤشر فيها 100 نقطة، مع الأخذ في الاعتبار أن معيار الجودة يتضمن، نظام التعليم العام والخبرة التخصصية والاستعداد للالتحاق بالجامعة وأداء مؤسسات التعليم العالي، وعدد المؤسسات البحثية وتمويل الجامعة.

واحتلت الإمارات المركز 20 عالميًا، حيث نالت 64 درجة في جودة التعليم

أما معيار فرصة التعليم فقد تضمن، التركيز على معدلات التخرج ومعدلات محو أمية الكبار ومعدل إتمام المدرسة على المستوى الجامعي، ومعدل إتمام المرحلة الابتدائية، والإنفاق الحكومي على التعليم

وبحسب هذه الصحيفة، جاءت بريطانيا في المركز الأول على مستوى العالم بنسبة 78 درجة من معيار جودة التعليم، و70 درجة من معيار فرصة التعليم، تليها كل من: أمريكا، وأستراليا، وهولندا، والسويد في المراكز من الثاني وحتى الخامس على التوالي.

تعليم العرب

على صعيد متصل، جاء في التصنيف الذي وضعته الصحيفة 5 أنظمة تعليم عربية، والتي احتلت مراكز متقدمة في القائمة العالمية التي تضمنت 93 نظامًا تعليميًا حول العالم، واحتلت الإمارات المركز 20 عالميًا، حيث نالت 64 درجة في جودة التعليم، و52 درجة في فرصة التعليم، تلاها السعودية، التي جاءت في المركز 38 عالميًا، إذ نالت 59 درجة في جودة التعليم، و46 درجة في فرصة التعليم.

أما الكويت، فحلت في المركز 44 عالميًا، حيث نالت 57 درجة في جودة التعليم، و 47 درجة في فرصة التعليم، ثم دولة البحرين، والتي جاءت في المركز 51 عالميًا، إذ نالت 54 درجة في جودة التعليم، و45 درجة في فرصة التعليم، وفي المركز الخامس في الدول العربية، احتلت في المركز 59 عالميًا، و نالت 50 درجة في جودة التعليم، و 44 درجة في فرصة التعليم.

على الرغم من الاختلافات التي تشهدها الأنظمة التعليمية بشكل دائم إلا أنه إلى الأن لا يوجد نظام أو طقس ثابت يمكن تثبيته للفصل، بأنه النظام الأفضل بين باقي الأنظمة، فكلها تجارب محض التجريب ولا يوجد بها قواعد ثابتة.