يستعد الأمريكيون اليوم الثلاثاء إلى متابعة المناظرة المرتقبة، بين الرئيس دونالد ترامب، ومرشح الرئاسة عن الحزب الديمقراطي جو بايدن.

وتُعد هذه أول مناظرة متلفزة بين الرجلين قبل 35 يومًا من موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

وبحسب “فرانس برس” يتصدر بايدن (77 عاما) استطلاعات الرأي على صعيد البلاد كما في معظم الولايات المتأرجحة التي تبدّل ولاءها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتعد حاسمة بالنسبة لنتيجة انتخابات في 3 نوفمبر.

لكن ترامب (74 عاما) يخوض حملته الانتخابية بشراسة إذ يتنقل بين هذه الولايات على متن طائرته الرئاسية “اير فورس وان” في وقت يتّبع بايدن استراتيجية أهدأ. ومع تاريخه كشخصية استعراضية ماهرة ونقاشاته الحامية، يأمل ترامب بأن تدفع به المناظرة التي ستجري في كليفلاند ليتصدر النتيجة.

عن المناظرة

وستعقد المناظرة الأولى في جامعة كيس وسترن ريسرف، بمدينة كليفلاند في ولاية أوهايو، وتعتبر هذه الولاية تقليديا من ساحات المعارك الرئيسية في الانتخابات الأمريكية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وسيقود المناظرة، المذيع في شبكة “فوكس نيوز”، كريس والاس، ويتم اختيار المشرفين على المناظرات من طرف لجنة غير حزبية.

والوقت المخصص للمناظرة هو 90 دقيقة فقط، وسيتم خلالها مناقشة 6 موضوعات، لكل واحدة منها 15 دقيقة، وعلى المرشح الإجابة عن كل سؤال خلال دقيقتين فقط، قبل أن يتاح لهما التعليق على حديث المنافس الآخر.

والموضوعات الستة هي: جائحة كورونا، والمحكمة العليا، والاقتصاد، والعنف في المدن وعلى أسس عرقية، وسجل الرجلين، ونزاهة الانتخابات.

وبعد مناظرة الثلاثاء، هناك مناظرتان أخرييان ستعقدان في مدينة ميامي بولاية فلوريدا في 15 أكتوبر، وفي 22 أكتوبر بمدينة ناشفيل بولاية تينيسي.

موقف دفاعي

يرى بعض المراقبين أن “ترامب” يجد نفسه في موقف دفاعي للرد على المعطيات الخطيرة التي كشفتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول وضعه الضريبي، عشية المناظرة مع “بايدن”، والتي يتعين على “ترامب” تحقيق أداء جيد فيها إذا كان يطمح الى تعويض تراجعه في استطلاعات الرأي.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الرئيس الملياردير دفع 750 دولارا فقط كضرائب على الدخل عام 2016، أي العام ذاته الذي فاز فيه بالانتخابات.

ولهذا الكشف أهمية بالغة كون قضية إقرارات ترامب الضريبية كانت في صلب معركة حامية، بعد تخلي الرئيس الجمهوري عن التقاليد الرئاسية المعتمدة منذ السبعينات برفضه نشر عائداته الضريبية عكس كل أسلافه.

أهمية مناظرة التلفاز

ونظرا إلى القيود المفروضة جرّاء كوفيد-19، جرت معظم فعاليات هذا الموسم الانتخابي عن بعد. ويزيد ذلك من أهمية أول مناظرة من ثلاث تتواصل كل منها 90 دقيقة، وحيث سيقارن عشرات ملايين الأميركيين بين المرشحين اللذين يتهم كل منهما الآخر بأنه يشكل تهديدا للولايات المتحدة.

وبسبب انتشار وباء كوفيد-19 لن تتم أي مصافحة بين المرشحين في مستهل المناظرة التي ستبدأ عند الساعة 21,00 (1,00 ت غ الاربعاء) أمام جمهور محدود.

يختلفان في كل شيء

المرشحان يختلفان في كل شيء تقريبا، فترامب ترشح مرة واحدة للانتخابات عام 2016 وحقق أكبر مفاجأة في التاريخ السياسي الحديث بفوزه، فيما بايدن الذي شغل منصب سناتور ونائب رئيس يأمل في نجاح محاولته الثالثة للوصول الى البيت الابيض بعدما ترشح في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في 1998 و2008 بدون التمكن من الفوز بها.

من نقاط قوة الملياردير الجمهوري قدرته على إحداث مفاجآت وكسر المعايير وفرض قواعده الخاصة وأسلوبه الخاص.

يقول آرون كال الأستاذ في جامعة ميشيجان ومؤلف كتاب بعنوان “ديبايتينج ذي دونالد” “إنه يخوض النقاش على طريقته، ليس هناك من وصفة لمواجهته”.

ومن جانب بايدن يتركز الرهان على خبرته السياسية وتعاطفه مع الآخرين.

هادئ ورصين

وأكدت زوجته جيل بايدن “سيرى الأمريكيون ما يكون عليه رئيس ما” مضيفة “هادئ ورصين وقوي”.

لكن الوقوع في زلة لسان تثير مخاوف شديدة لدى الديمقراطيين خصوصا أن بايدن له سوابق في هذا الامر.

مع اقتراب موعد المناظرة، طلب ترامب فحص منشطات لمنافسه الديموقراطي الذي رفض الادلاء بأي تعليق الأحد.

ومن المرتقب تنظيم مناظرتين اخريين في 15 و22 اكتوبر على التوالي في ميامي بفلوريدا وناشفيل في تينيسي.

وسيتواجه نائب الرئيس الأميركي الجمهوري مايك بنس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس من جانب الديموقراطيين كامالا هاريس في 7 أكتوبر في سولت لايك سيتي في ولاية يوتا.