كشفت منظمة الصحة العالمية، عن خطة لتوفير أداة فحص للتشخيص السريع لفيروس كورونا، وهو ما يساعد الدول المحدودة ومتوسطة الدخل على رصد انتشاره، وهو ما وصفه مدير عام المنظمة بـ”النقطة الفارقة”.
وأعلن تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام المنظمة، في مؤتمر صحفي، مساء أمس الاثنين، أنه سيتم توفير 120 مليون وحدة من هذا الاختبار الجديد والسريع للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على مدى الأشهر الست المقبلة.
وتعتمد فحوصات التشخيص السريع، التي تبلغ تكلفتها 5 دولارات، على مثيرات الاستجابة المناعية، وقد سمحت بها منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ الأسبوع الماضي.
طال وباء كورونا 188 دولة، وسُجلت أكثر من 32 مليون حالة إصابة مؤكدة في العالم.
أنباء طبية
ويتطلب برنامج نشر هذه الفحوص مبدئيًا 600 مليون دولار، ويبدأ من الشهر المقبل للوصول بشكل أفضل لمناطق يصعب الوصول فيها لفحوص “بي سي آر” التي عادة ما تستخدم في الدول الأغنى.
وأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالبرنامج باعتباره “أنباء طيبة” في المعركة ضد كوفيد-19، بحسب “أسوشيتد برس”.
وقال “هذه الفحوص تقدم نتائج يعتمد عليها خلال 15 إلى 30 دقيقة تقريبا، بدلا من ساعات أو أيام، وبأسعار أقل ومعدات أقل تعقيدا. هذا سيمكن من التوسع في الفحص، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، التي لا تتمتع بمختبرات ملائمة وليس بها ما يكفي من العاملين بالصحة المدربين للقيام بفحوص بي سي آر”.
وأضاف دون توضيح “لدينا اتفاق، لدينا بذرة تمويل والآن نحتاج إلى تمويل كامل لشراء هذه الفحوص”.
وأوضح ” تيدروس” أن شركتي “أبوت” و”إس دي بيوسنسور” اتفقتا مع مؤسسة “بيل وميليندا جيتس” الخيرية على تصنيع 120 مليون وحدة اختبار.
ويغطي الاتفاق 133 دولة، بينها العديد من دول أمريكا اللاتينية، التي تعد حاليًا أكثر المناطق تضرراً من الوباء من حيث معدل الإصابة والوفاة.
وتوقع أن ينخفض سعر هذا الاختبار أكثر خلال الفترة القادمة، حيث أكد خبراء المنظمة أن الاختبار نتائجه موثوقة ويساعد بشكل كبير في حال البلدان التي تشهد انتشارًا كثيفًا للفيروس.
20 دولة
بينما كشفت كاثرينا بويم، المدير التنفيذي لمنظمة غير ربحية تدعى مؤسسة التشخيص الجديد المبتكر، أن النشر سيكون في 20 دولة في إفريقيا، وسيعتمد على دعم مجموعات من بينها مبادرة كلينتون للصحة.
وأضافت أن فحوص التشخيص ستقدم من خلال شركتي “بيوسينسور” و”آبوت”.
وقال بيتر ساندس، المدير التنفيذي لجلوبال فاند، وهي شراكة تعمل على إنهاء الأوبئة، إن “ذلك سيقدم مليون دولار أولية من آلية الاستجابة لكورونا التي وضعتها الشركة”.
وأضاف أن “نشر فحوص التشخيص السريعة سيكون خطوة مهمة للمساعدة في احتواء ومكافحة الفيروس”.
لكن نشر الفحوص السريعة في الدول الأفقر يهدف لمساعدة الفرق الطبية في معرفة أين ينتشر الفيروس، على أمل المتابعة بالاحتواء واتخاذ إجراءات أخرى للسيطرة عليه.
إلا أن العديد من الدول الغنية تواجه أيضًا مشكلات في نشر فحوص دقيقة، كما أن الفحص نفسه ليس سهلًا، فدول مثل فرنسا والولايات المتحدة واجهت تكدسًا كبيرًا ومشكلات عدة في الفحوص، وتبين أن الفحوص السريعة في بريطانيا وإسبانيا لم تكن دقيقة.
وذكر المدير التنفيذي لجلوبال فاند أن الدول مرتفعة الدخول حاليًا تجري 292 فحصًا يوميًا لكل 100 ألف شخص، بينما تجري الدول منخفضة الدخل 14 فحصًا يوميًا لكل 100 ألف”.
وتابع أن 120 مليون فحص ستمثل “زيادة هائلة” في قدرة الفحص، لكنه مازال يمثل نسبة ضئيلة من المطلوب في تلك الدول.
ووفق للخبراء والمختصين، فإن انخفاض معدلات الاختبارات في بعض البلدان ذات معدلات الإصابة المرتفعة، مثل الهند والمكسيك، يساهم في إخفاء المستوى الفعلي لانتشار الفيروس.
الشرق الأوسط مثير للقلق
بالمقابل، ذكرت منظمة الصحة العالمية، أن وضع فيروس “كورونا” في منطقة الشرق الأوسط مثير للقلق، وأن ملايين الناس ما زالوا عرضة لخطر الفيروس الذي أودى بحياة نحو مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم.
وقال استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية أمجد الخولي “إن وضع فيروس كورونا في إقليم شرق المتوسط مقلق بشدة، وذلك بعد أن سجل ارتفاعًا في أعداد الإصابات قدرت بنحو 2.3 مليون حالة، و60 ألف حالة وفاة، وذلك بعد 9 أشهر من رصده في الصين”، بحسب “سكاي نيوز” .
وأشار إلى أنه لم يعد يكفي أن تقتصر الاختبارات على الأشخاص الذين تظهر عليهم بالفعل أعراض الإصابة، فكلما ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون للاختبار، ارتفع عدد الحالات التي تُكتشف وتُعزل بشكل ملائم، وكلما ارتفع عدد المخالطين الذين يجري تتبُّعهم، زادت فعالية جهود احتواء العدوى.
وبلغ عدد حالات الوفاة جراء الإصابة في العالم 1000555، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز، وتشكل حالات الوفاة في البرازيل والولايات المتحدة والهند نصف هذا العدد تقريباً.