تمكن نادي ريال مدريد الإسباني من تحقيق عودة في النتيجة بثاني مبارياته في الدوري الإسباني أمام مضيفه ريال بيتيس بنتيجة 3-2 بعد أن كان متأخرًا بعد نهاية الشوط الأول بواقع 2-1، ليسجل هدفين في الشوط الثاني ويحقق انتصاره الأول بعدما تعادل سلبيًا في اللقاء الأول بدون أهداف، ليؤكد للجميع أنه لن يفرط في لقبه المحبب مبكرًا خاصة بعدما لم يتعاقد مع أي صفقة جديدة في الميركاتو وسط تخوف كبير من عشاقه، ولكن الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الميرينجي يريد أن يثبت أنه هو الأساس والمحرك الرئيسي مع جماعية أداء لاعبيه وفريقه في الوصول لأهدافه وتحقيق الألقاب.

ثقة كبيرة لدى المدرب الفرنسي صاحب الإنجاز التاريخي بالفوز بدوري أبطال أوروبا 3 أعوام متتالية رفقة الملكي، وكذلك بطل الليجا في الموسم المنقضي عقب العودة من توقف فيروس كورونا المستجد، في قدراته وقدرته على استمرار فريقه في الفوز وحصد اللقب بنفس الأسماء الموجودة بقائمته وسط فلسفته الكروية التي تعتمد على جماعية الأداء، على الفردية وأنها النجم العام للفريق وليس لاعب بمفرده مثل الحال في غريمه التقليدي برشلونة باعتماده الكلي على نجمه الأسطوري ليونيل ميسي.

كلمة السر في انسيابية وجماعية لعب ريال مدريد مع المدرب الفرنسي الشهير، وهي شخصيته الطاغية

ومن هذا المنطلق نستعرض في النقاط الآتية، بعض الملامح التي تؤيد وجهة نظر زيدان تلك، وأن الريال قادر على تعزيز حظوظه في الفوز ثانية والاحتفاظ بلقبه في الليجا هذا الموسم، لاسيما مع الحال الصعبة التي بها منافسه برشلونة من إحلال وتجديد،، مما يجعل فرصه في الفوز باللقب ثانية كبيرة للغاية.

شخصية زيدان تطغى على الجميع

كلمة السر في انسيابية وجماعية لعب ريال مدريد مع المدرب الفرنسي الشهير، وهي شخصيته الطاغية بقوة على شكل الفريق وقائمة اللاعبين، هو النجم الأول والجماعية هي سمة الفريق وبطله، دون وجود نجم واحد لامع يدين له بالفضل في الفوز بكل شيء، فلسفة الجماعية واللعب كمنظومة واحدة دفاعًا وهجومًا مع روح قتالية وانتماء كبير للكيان الأبيض، هي التي تقود زيدان وفريقه للتألق والفوز والنجاح وتحقيق البطولات نهاية، تلك الفلسفة يستمدها من نجاحاته الكبيرة كمدرب في الفترة القصيرة الماضية.

بالإضافة لنجوميته الشديدة كنجم كروي عظيم حقق كل البطولات العالمية مع الأندية والمنتخب كما أنه فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات من قبل، تلك النجومية والشخصية هي المحرك الخفي والأساسي لفريق الريال ونجومه نحو الألقاب، شخصية قيادية ومختلفة وناجحة مثل زيزو تسيطر على كافة النادي وبدعم لا محدود من الرئيس فلورنتينو بيريز، تجعل الفريق في طريق صحيح وبهدوء شديد واستقرار داخل غرفة خلع الملابس وبتركيز تام على كرة القدم فقط وواقع أرضية الميدان لتحقيق الانتصارات والألقاب فيما بعد.

فقد بدأ الموسم بنفس الأسلوب المعتمد الاستحواذ وتناقل الكرات والبناء الجيد من الخلف

كل اللاعبين جائعون لإثبات قدراتهم

الأمر الثاني الذي يقود منظومة الكرة الناجحة في الريال، هو اللاعبين نفسهم، زيدان نجح بعد فرض كامل شخصيته وفلسفته وأسلوبه وطريقته على الفريق وكل اللاعبين، أن يخلق حالة من التنافس الشديد بين الجميع في النادي، بين النجوم الكبيرة مثل راموس ومودريتش وكروس وبنزيما، وبين النجوم الشابة التي اكتشفها وأعطاها الفرصة والثقة واستغلتها جيدًا مثل فالفيردي وميندي ورودريجو وفينيسيوس، بالإضافة للصفقات الجديدة بالموسم المقبل والعائدين من الإعارة هذا الصيف، كالصربي يوفيتش وهازارد وميليتاو وأوديجارد العائد للفريق ثانية، هذا التنافس والجوع الكروي الذي خلقه داخل الفريق أشعل التنافسية بين الجميع وأظهرهم جائعين للعب في كل المباريات ولا أحد يضمن مكانه الأساسي باللوس بلانكوس.

هذه الحالة التنافسية الشديدة جعلت الجميع جاهز لتقديم كل ما لديه عندما يشارك في دقائق بالمباريات، مما يعطي الفريق كل الإضافات الممكنة لتعزيز قوته والفوز بالمباريات، بالإضافة لسياسة التدوير الناجحة التي يتبعها بين اللاعبين في مختلف المسابقات الكثيرة التي يشارك بها الريال في موسمه الشاق، مما يجعل الريال دائمًا في حالة جوع للعب وتألق وبذل كل الجهد لمساندة ودعم الملكي في تحقيق الانتصارات بالمباريات ومن ثم الألقاب في نهاية الموسم وهو عمل جبار آخر نفسي ومعنوي بجانب الشق الفني من المدرب زيدان يحسب له بكل تأكيد.

ثقة كبيرة لدى المدرب الفرنسي صاحب الإنجاز التاريخي بالفوز بدوري أبطال أوروبا 3 أعوام متتالية

منظومة تكتيكية مرنة ومتنوعة

الأمر الأخير الذي يكمل النقاط السابقة في خلق منظومة كروية ناجحة وفريق كبير مثل ريال زيدان بالفترة السابقة والقادمة، هو تحسنه بشكل كبير في الجانب التكتيكي الذي كان أقل فيه من المستوى المطلوب باعترافه سابقًا، قبل أن يتطور فيه كثيرًا مع الخبرات والمباريات والدراسة والاطلاع الذي قام به زيدان لتحسين مسيرته وتطوير نفسه كمدرب من كافة النواحي ومنها الجانب التكتيكي الذي تطور فيه كثيرًا واصبح محنك أكثر به، وهو ما أدى لمرونة تكتيكية كبيرة في الريال ولعبه بأكثر من طريقة لعب مختلفة ومتنوعة وبأساليب تكتيكية كثيرة حتى في المباراة الواحدة.

فقد بدأ الموسم بنفس الأسلوب المعتمد الاستحواذ وتناقل الكرات والبناء الجيد من الخلف وصناعة اللعب من نصف الملعب، وبطريقة معهودة 4-3-3، قبل أن تتغير في الشوط الثاني لأكثر من مرة أبرزهم طريقتي 4-2-3-1 و4-4-2، وما بدأ به مباراة بيتيس 4-3-1-2 وقد لاقت نجاحًا واضحًا خاصة في الشوط الثاني وقلبت النتيجة لصالح الريال، وكان أوديجارد العائد من الإعارة مع ريال سوسيداد هذا الصيف دور البطولة في هذا التنوع التكتيكي وطرق اللعب المختلفة، لتقديمه حلول إضافية ومتنوعة خاصة بأسلوب لعبه ومركزه داخل الميدان، وهو ما يؤتي بثماره على الفريق في قادم المباريات.