تلك المرة ليس الجدال على آراء دينية لداعية إسلامي ولكن آراء سياسية تعلي من شأن التطبيع مع إسرائيل، باعتبار هذا نشرًا للسلام  وتجنب للحروب.

يثير الداعية وسيم يوسف، بحسابه على موقع التدوينات الصغيرة “تويتر”، جدلاً فتلك كلمة قليلة عن آرائه السياسية، بل ثورة الشك، ويجعلك تظن أنك على صفحة لسياسي بأفكار تناسب ما تسعى له دولة الإمارات، بعد توقيعها تطبيعا مع إسرائيل.

رفض التطبيع من علامات الساعة

علامات الساعة، ونهاية العالم غيب لا يعلمه إلا الله، والساعة تأتي الناس بغتة، ذلك ما اتفق عليه علماء الدين، إلا أن “وسيم” كان له رأي آخر.

وسيم داعية إسلامي من أصل  أردني، حصل على الجنسية الإماراتية في عام 2014

مؤخرًا، أشار في تغريدة حديثة له، إلى أن رفض التطبيع هو من علامات الساعة، قائلاً: “من أشراط الساعة انقلاب الموازين، من يريد السلام متخاذل، ومن يرد الدمار شجاع، من يريد الأمان لوطنه عميل، ومن يريد الفتنة مناضل، من يريد التعايش مع الأديان مرتد، ومن يريد الطائفية مجاهد، من يريد الوسطية منافق ومن يريد التشدد ثابت”.

وهو ما جعل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يشيد بتغريدته، وكتب: “نسأل الله سبحانه الثبات على الحق”!!.

يؤمن بأن دوره تنويري

يؤمن “وسيم” بأن وظيفته تنقيح الأفكار وتنقية الإسلام من شوائب أفكار التطرف والإرهاب وأن عليه أن يتحمل كل الشتائم والتكفير والألقاب، فإما يصبر ويصبح شعلة نور للأجيال بعد عقود من الزمان، وإما يستسلم لموجة التنمر والهجوم وينكسر أمام من ورثوا أفكار ممن لا فكر لديهم، بحسب تصريحه.

كيف يتحول الداعية لسياسي؟

وسيم داعية إسلامي من أصل  أردني، حصل على الجنسية الإماراتية في عام 2014، واشتهر بآرائه ضد جماعة الإخوان والسلفيين من خلال برنامجه بقناة “أبو ظبي”، وحساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

تحظى صفحة “وسيم” على تويتر بـ1.6 مليون متابع، وعلى تليجرام بمتابعة 27 ألف مشارك، مما يعطي لآرائه انتشارًا كبيرًا.

الداعية المروج للتطبيع

أعلنت إسرائيل عن التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات في 13 أغسطس الماضي، قبل أن تعلن عن التوصل لاتفاق مماثل مع البحرين، في 11 سبتمبر الجاري.

في الأول من فبراير لعام 2020 أصدر مركز جامع الشيخ زايد بن سلطان بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بيانًا بشأنه، وأعلن فيه أن وسيم يوسف لم يعد بعد الآن إماماً

ومن هنا بدأ “وسيم” يروج لسياسات التطبيع وتهنئته الإمارات وإسرائيل على الاتفاق بينهما، ومهاجمته الفلسطينيون بقوله: «إن اليهود أشرف منهم» واعتذاره للإسرائيليين عن أي إساءة كان قد توجه بها إليهم.

كما أكد أن معاهدةالسلام ستعود بالنفع على الناس، قائلاً: “فهناك تعاون طبي كالتعاون في جائحة كورونا، وسيكون هناك تعاون زراعي،  فالسلام يعود دائمًا بالنفع على الشعوب  الحروب ليس منها إلا الدمار، وتعاون اقتصادي بين الشعبين  فالنبي عليه السلام مات و درعه مرهونة عند يهودي”.

https://www.youtube.com/watch?v=jJ33pfNpEZw

هل يقصد الخطابة السياسية؟

في الأول من فبراير لعام 2020 أصدر مركز جامع الشيخ زايد بن سلطان بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بيانًا بشأنه، وأعلن فيه أن وسيم يوسف لم يعد بعد الآن إماماً وخطيبًا لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، بعد أن تم تكليفه خطيباً لجامع الشيخ سلطان بن زايد الأول.

“طالما رضيت بتواجدك في عالم  “تويتر” فعليك أن تعلم أنك كرجل جلس على حافة الطريق – فتويتر عبارة عن طريق عام – وأثناء جلوسك سيمر عليك: المثقف، العالم، الوزير، العسكري، الطبيب، السياسي، المنافق، قليل الأدب، الإرهابي، الغبي .. إلخ، فنصيحة لك كن مجرد مشاهد فقط فالشارع ليس لإلقاء المحاضرات”.

هاجم الداعية الإماراتي وسيم يوسف مفتي القدس محمد حسين، لتحريمه صلاة “المطبعين” في المسجد الأقصى

كنت تلك “تويتة” لوسيم الذي لم يأخذ بها وما زال يعطي محاضرات عن فوائد التطبيع، حتى وصفه البعض بأنه “خطيب سياسي وليس ديني” ، ومروج لسياسات دولة الإمارات.

محاربة الرجعية من خلال “تويتر”

ويرى “وسيم” أن الرجعيون وضعهم صعبًا، فالعالم يتجه للحداثة والتطور، والدول تتجه لتحجيمهم ونسف أفكارهم المتخلفة، قائلاً/”فعام ٢٠٢٠ كان وبالاً عليهم من معاهدةالسلام إلى البيت الابراهيمي ومازالت ٢٠٢٠ صادمة لهم ولمنهجهم المتخلف، لهذا على الدول محاربتهم وإلا سيواجهون جيلاً كاملاً من الدواعش الجدد”.

كما هاجم الداعية الإماراتي وسيم يوسف مفتي القدس محمد حسين، لتحريمه صلاة “المطبعين” في المسجد الأقصى.

ولكن مع تزايد وضع الرجعيين صعوبة، يزداد أيضًا وضع “وسيم” خطورة في ظل آرائه المناصرة للتطبيع مع إسرائيل.