اختتمت المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة بين وفدين يضمان ضباطا من الجيش والشرطة ويمثلان كلا من حكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة العربية الليبية، أمس الثلاثاء. وبحسب بيان للبعثة الأممية التي تتولى رئاستها بالإنابة ستيفاني ويليامز، فإن المحادثات التي جرت على مدى يومي 28-29 أيلول/ سبتمبر في مدينة الغردقة برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، شهدت حوارا يسوده روح المسؤولية والشفافية والثقة المتبادلة.
6 توصيات
وأضاف البيان: “تمت مناقشة عددا من القضايا الأمنية والعسكرية الملحة منها تدابير بناء الثقة؛ الترتيبات الأمنية في المنطقة التي سوف تحدد في المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+ 5)؛ بالإضافة إلى البحث في مسؤوليات ومهام حرس المنشآت النفطية”.
وفي ختام اللقاء خلص المشاركون الى جملة من التوصيات لكي يتم عرضها لاحقا على اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، تضمنت الإسراع بعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بلقاءات مباشرة خلال الاسبوع المقبل.
والافراج الفوري عن كل من هو محتجز على الهوية من دون أية شروط أو قيود، واتخاذ التدابير العاجلة لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية وذلك قبل نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل عبر تشكيل لجان مختصة من الأطراف المعنية.
وإيقاف حملات التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية واستبداله بخطاب التسامح والتصالح ونبذ العنف والإرهاب. والإسراع في فتح خطوط المواصلات الجوية والبرية بما يضمن حرية التنقل للمواطنين بين كافة المدن الليبية. ودرس المجتمعون الترتيبات الأمنية للمنطقة التي سوف تحدد في المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5). وأهمية إحالة موضوع مهام ومسؤوليات حرس المنشآت النفطية إلى اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وإعطائه الأولوية، لغرض تقييم الموقف من جميع جوانبه ودراسته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان انتظام عملية الانتاج والتصدير.
نحو التسوية
وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن امتنانها الصادق للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه الجولة الهامة من المحادثات الليبية، تقدر بالمثل جهود أعضاء الوفدين وترحب بالنتائج التي تم التوصل إليها. وختم بـ: “تأمل البعثة أن يسهم هذا التطور الإيجابي في تمهيد الطريق أمام الأطراف الليبية نحو الاتفاق على وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في وقت قريب”.
السيسي وجونسون
ومن جانبها، أعلنت الرئاسة المصرية أن رئيس الوزراء البريطاني أعرب عن دعمه للجهود المصرية “الملموسة والمقدرة” لتسوية الأزمة الليبية، خلال اتصال هاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بحثا فيه جملة من الملفات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الوضع في ليبيا.
وأكد السيسي “موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والهادف إلى استعادة الاستقرار والأمن ودعوة الأطراف الليبية كافة إلى التفاعل الإيجابي البناء في المسارات المختلفة المنبثقة من قمة برلين وإعلان القاهرة وذلك للوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.
وأضاف أن تلك الانتخابات “ستدشن بداية مرحلة جديدة للشعب الليبي نحو تحقيق السلام والاستقرار واستعادة أركان الدولة الوطنية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإرهابية”.
وأبدى جونسون دعمه للجهود المصرية، وأن الجانبين توافقا “بشأن استمرار التشاور والتنسيق المشترك في هذا الصدد”.
وقال اللواء خالد محجوب، مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، تفاصيل اجتماعات الوفود الليبية بالغردقة تحت رعاية الأمم المتحدة. وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسؤوليتي» على قناة صدى البلد «نقل المفاوضات إلى مصر مؤشر إيجابي، كي لا يصبح الأجانب متحكمون في قرارنا الوطني»، مشيرا إلى أن المباحثات قائمة على مبادرة إعلان القاهرة.
وأكمل «نؤكد رفضنا التدخل التركي وهدف المباحثات هو التوصل إلى تفاهم»، معلقا «نستطيع القول إن استقرار ليبيا أصبح قريبا». وأضاف «تم الاتفاق على ضرورة التوصل إلى أفكار حقيقية لحل الميلشيات، مع الاتفاق على أهمية وجود الأسلحة في يد الجيش الليبي، وتوحيد مؤسسات الدولة»، مشيرا إلى أن المرتزقة التابعين لأروغان بدأوا في مغادرة ليبيا. وأردف «لا ندري هل هناك سبب آخر لمغادرة المرتزقة يتمثل في احتياج تركيا لهم بمنطقة أخرى، لكن ما يهمنا أن المغادرة بدأت بالفعل».
السفارة الأمريكية
ومن جانبه، أكد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة التي تمت بين الفرقاء الليبيين في مدينة الغردقة المصرية، دليل على نجاح العملية التي تيسرها الأمم المتحدة. جاء ذلك في تغريدة للسفارة الأميركية لدى ليبيا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بعد إعادة نشر بيان البعثة الأممية حول هذه المباحثات اليوم.
إيطاليا ترحب
كما أعربت وزارة الخارجية الإيطالية عن ترحيبها بالمحادثات الليبية في الغردقة بمصر بشأن القضايا الأمنية والعسكرية في إطار جهود الأمم المتحدة. وأكدت الخارجية الإيطالية على حسابها بتويتر أن استئناف مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة خمسة زايد خمسة، يعد أمرا ضروريا لاستدامة وقف إطلاق النار في ليبيا؛ بحسب وكالة آكي الإيطالية.