شهدت المناظرة الأولى بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، هجوما عنيفا بين الطرفين، في المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة، وتبادل اتهامات بين ترامب وبايدن. وسط انخفاض الفارق بين المرشحين في استطلاعات الرأي.

تعقد المناظرة الثانية بين ترامب وبايدن في 15 أكتوبر في ميامي، ولاية فلوريدا، والمناظرة الأخيرة في 22 أكتوبر في ناشفيل، ولاية تينيسي.

كما سيلتقي نائب الرئيس، مايك بنس، والسيناتور كامالا هاريس في السابع من أكتوبر في “سولت ليك سيتي”، في ولاية يوتا.

تناولت المناظرة الأولى العديد من الموضوعات التي تهم الناخب الأمريكي، خاصة “السجلات السياسية لترامب وبايدن والمحكمة العليا وفيروس كورونا والاقتصاد والعنف في المدن ونزاهة الانتخابات”.

المحكمة العليا

وبدأت المناقشات منذ اللحظة الأولى حول المحكمة العليا، وترشيح قاضية للمنصب الشاغر في المحكمة العليا الأمريكية، وقال ترامب: “لدينا الحق في تسمية مرشحة للمحكمة العليا”.

في حين أكد بايدن أنه لا يحق للجمهوريين تعيين قاضية جديدة في المحكمة العليا قبيل الانتخابات الرئاسية. وأضاف: “تعيين قاضية في المحكمة العليا يجب أن يكون بعد الانتخابات”، مشيرا إلى أن “ترامب تعجل في تسمية مرشحته للمحكمة العليا”.

النظام الصحي

قال ترامب: “نظام أوباما كير” الصحي لم يكن نظاما جيدا وقمنا بإصلاحه” قال: “عملنا على خفض أسعار الأدوية”.

ورد بايدن: ترامب لم يقدم أي دعم للشعب في المجال الطبي، وكل ما يقوله ترامب حتى الآن هو كذب”. مشيرا إن “نظام أوباما كير” كان يوفر رعاية صحية مجانية لنحو 20 مليون أمريكي، وقال إن ترامب ليس لدية أي خطة لدعم الشعب في المجال الطبي.. إنه يقول الكذب… الكل يعرف أنه كاذب”.

واتهم ترامب، بايدن بأنه لم يقدم شيئا للمجتمع الأميركي على مدى 47 عاما.

كورونا

أما قضية مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، فهاجم بايدن بشدة الرئيس الأمريكي ترامب، واصفا أياه بأنه لا يكترث بالمواطنين، وأنه لم يخبر الشعب بخطورة الفيروس القاتل رغم علمه، واتهم الصين بتصدير الفيروس، وقال إن ترامب يخفى الحقائق عن الشهب الأمريكي، وما يقول بشأن الفيروس أو اللقاح لا يستند إلى المعلومات الطبية الصحيحة.

واستشهد بايدن بقول ترامب السابق أن المواطنين يجب أن يحقنوا أنفسهم بالمنظفات، ليرد عليه ترامب إنها كانت مجرد مزحة.

وقال بايدن إن “ترامب لم تكن لديه خطة في مواجهة كورونا”، متهما الرئيس الأميركي “بتجاهل الأزمة وممارسة لعبة الغولف”.

ومن جانبه، أكد ترامب أن “العديد من الدول لم تعلن صراحة عن وفياتها من جراء الفيروس مثل أمريكا”. وأضاف أنه وفر “كافة التجهيزات الطبية لمواجهة كورونا، وأن أعداد الوفيات تراجعت”.

وشكك بايدن، في حديث ترامب عن قرب التوصل إلى لقاح، مؤكدا أنه لن يمكن تحقيق هذا الأمر قبل منتصف العام القادم.

وقال بايدن أنه عارض إغلاق الاقتصاد الأمريكي، مؤكدا أنه كان يجب توفير الدعم للمواطنين سواء المادي أو الصحي لاستمرار الاقتصاد، وتمكين الناس من الخروج لأعمالهم وسط إجراءات احترازية ودعم للمواطن الأمريكي.

الاقتصاد

بالنسبة للاقتصاد الأمريكي قال ترامب: “بنينا أعظم اقتصاد في التاريخ وأغلقناه نتيجة جائحة الصين”، ليرد عليه بايدن، “أن الرئيس الأمريكي لا ينوي تحسين الاقتصاد”. وأضاف إن ترامب سيكون أول رئيس يترك منصبه بوظائف أقل عما كان حين استلم الحكم

الضرائب

تطرقت المناظرة إلى التقارير الصحفية التي تتهم الرئيس ترامب بأنه لم يدفع خلال 10 سنوات سوى 750 دولار كضرائب للدخل، فأجاب ترامب أنه “دفع الملايين خلال تلك الفترة، وأنه لن يكشف شيئا حتى يتم انتهاء التحقيق في ذلك”.

ووصف بايدن ترامب بأنه الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة وأن الأثرياء لا يدفعون الضرائب بدليل دفعه 750 دولارا فقط.. إنه استغل قانون الضرائب لصالحه وسألغي قانون الاستقطاعات الضريبية”.

فيما قال ترامب إن ابن بايدن حصل على 3 ملايين من موسكو، ليرد نائب الرئيس السابق بالنفي ويصف ترامب بالـ “المهرج”.

وأضاف بايدن، “ما يهم ليس الحديث عن عائلتي أو عائلة ترامب وإنما التركيز على ما يهم الشعب الأمريكي”.

الأعراق والعنف

وبخصوص مسألة الأعراق والعنف الذي حدث في الفترة الماضية في الولايات المتحدة، خاصة في قضية جورج فلويد وبريونا تايلور، اتهم بايدن الرئيس الأمريكي بتعميق الانقسام بين الأمريكيين، وأنه ترشح للرئاسة الأمريكية من أجل إنهاء الانقسام في البلاد.

وأضاف أن ترامب استخدم الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين فقط من أجل التقاط الصور أمام الكنيسة.

ورد ترامب أن الاحتجاجات العرقية لم تكن سلمية.. والولايات التي يديرها الديمقراطيون شهدت أعمال عنف”، وزاد هجومه واتهم بايدن بأنه دمية في يد “اليسار الراديكالي”.

واتهم ترامب الديمقراطيين بأنهم من يسعون إلى تفشى العنصرية في البلاد، فيما قال بايدن أن هناك شعور لدي الأمريكيين بالتميز سواء بالنسبة للأديان أو الألوان، مشيرا إلى ضرورة أن يتكاتف الشعب الأمريكي بكافة أطياف للنهوض بأمريكا.

وقال بايدن إن الأمريكين في عصر ترامب باتوا أفقر وأكثر ضعفا وانقساما.

وقال إن الشرطة الأمريكية تضم عناصر محترمة، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأفراد الذين يقومون بأفعال لا تتفق مع القانون، وهنا يجب تطبيق القانون بشكل حازم، وعمل دورات للشرطة.

وقال بايدن إن ما من رئيس تعامل مع المسألة العرقية مثل ترامب، منتقدا خروج ترامب خلال المظاهرات العراقية وحمل الانجيل والتوجه إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض.

واضاف بايدن أن معظم ضحايا كورونا من الأفارقة الأميركيين”، مشيرا إلى “ظلم ممنهج في تطبيق القانون”.

ورد ترامب متهما بايدن “بالتعامل مع الأمريكيين الأفارقة بأسوأ ما يمكن”، وقال إن بايدن أطلق عليهم تعبير “مفترسي عظام”.

وتناول ترامب جهود إدارته في التعامل مع الاحتجاجات العرقية وفقا للقانون، متهما “الديمقراطيين واليسار الراديكالي بقيادة الاحتجاجات العرقية في البلاد”.

وقال ترامب: “لم تنجز أي إدارة أميركية ما أنجزته إدارتي”. ورد بايدن بأن “ترامب جعل أميركا أكثر انقساما وضعفا وفقرا، فقد ازدادت ثروات أصحاب المليارات”.

قضايا البيئة

قال ترامب: “أؤمن بأننا يجب أن نفعل الكثير لتأمين موارد نظيفة”، ولكنه اعتبر اتفاق باريس بشأن المناخ “كارثة”.

وحذر بايدن من “تبعات كارثية كبيرة” حال تجاهل القضايا البيئة، واتهم ترامب بأنه لا يريد فرض معايير بيئية محددة.

نزاهة الانتخابات

وحول نزاهة الانتخابات، قال بايدن إنه “لا توجد أي مخاوف من تزوير الانتخابات بالبريد، وترامب هو الوحيد الذي يؤمن بهذا التلاعب، والرئيس يحاول إخافة الناس من التصويت”.

وقال ترامب أن “التصويت بالبريد كارثة”، واتهم باراك أوباما وهيلاري كلينتون بالتجسس على حملته الانتخابية.

وأضاف ترامب أنه يعول على “المحكمة العليا للنظر في قضية التصويت بالبريد وما يشوبها من تزوير”. وعلق بأن “نتيجة الانتخابات قد لا تُعلن قبل أشهر”.

ولمح ترامب إلى “العثور على بطاقات اقتراع ملقاة في مقالب قمامة”، ونفى بايدن صحة هذه المعلومة.