من يوم ما نزل آدم علي الأرض، وهو محتاج و بيطلب، وورثنا منه الاحتياج، وأصبح خيالنا مليان باختراعات تلبي طلباتنا، مصباح علاء الدين، والجني المسحور، والفانوس السحري وخاتم سليمان، وعشرات الحكايات والأساطير فى كل ثقافة ولغة عن حلول سحرية وطلبات مجابة بعد ما ننطق بها.

الانسان طول الوقت عنده احتياجات، ويمكن حكمة ربنا في إنه يخلقنا كدا علشان نتعاون ونبقي جماعات وشعوب، ولإن كل حاجة بيكون قدامها النقيض، فزي ما فيه حد بيلبي احتياجاتك في حد بيتخلي عنك اللي بنقول عليها بيبيعك.

خلينا نتكلم عن التخلي مرة تانية، نتكلم دلوقتي ازاي تكون طلباتنا مجابة.

أغلبنا بيستسهل ولما يكون في احتياج يجري يدور علي اللي ينفذه له، من أول كوباية الميه اللي الواحد فينا مكسل يقوم يجيبها لنفسه، لغاية الحاجات الكبيرة، زي الفلوس أو وظيفة أو دعم ممكن يأثر علي حياة صاحب الطلب.

الاستسهال أكبر عدو لتلبية احتياجات الانسان، لإن اللي حواليه بيصيبهم الملل، والزهق، ومع زيادة الضغوط علي الناس بقي كتير بيحاول يتهربوا من إنهم ينفذوا طلبات الآخرين، خاصة لو مفيش مصلحة، أو إن صاحب الطلب مش ذو منصب ونفوذ، المنصب هنا بيحول الطلبات أيا كانت لأوامر بيتسابق الأقل فى المنصب أو المكانة الاجتماعية علشان ينفذوها، وهنا مش بتكون احتياجات الانسان العادي بقدر ما بتكون رغبة للاحساس بالتميز والمكانة والنفوذ.

الشكوي والاستضعاف الغير مبرر مشكلة تانية بتخلي تلبية الطلب أو الاحتياج مش سهلة، لأن اللي بيشتكي بشكل مستمر، بتوصل عنده لحالة ادمان وبتكون سلوك، الشكوي المستمرة بتبعد الناس عن صاحبها، واللي بيبعدوا بين إنهم زهقوا من الشكوي، وبين ناس ما بقتش مستحملة طاقة سلبية، خاصة إن محترفي الشكوي بيكون عندهم نوع من المزايدة، لو حد قال قدامه إنه عنده مغص تلاقيه بيقوله إنه كان عنده نزلة معوية، فهو دايما عنده مشكلة أكبر من مشكلة الطرف الاخر، وكأنه بينكر عليه إنه يفضفض، محاولات إظهار الضعف وقلة الحيلة، بعد فترة بيتحول لعبء علي الناس اللي حواليه اللي برضه عندهم احتياجات مختلفة وعندهم طلبات محتاجين حد يعملها لهم او حتي هم يعملوها.

احتياجات اي بني آدم بتتقسم بين اتنين مادية ومعنوية، فى الغالب المادية بتكون أولوية، مش هتلاقي حد بيتكلم عن الوحدة وهو لا يملك مصاريف علاج أو إيجار السكن، ولا شخص بيشتكي من الهجر وهو مقبضش من شهرين، مش عارفة ليه صوت الاحتياجات المادية بيكون هو الأعلي، فلو انسان عنده حتي الحد الأدني من احتياجاته تبدأ تظهر الاحتياجات المعنوية.

طيب ازاي تكون طلبات أي شخص مجابة، ازاي تعرف إنك لما تطلب حاجة من حد هيعملها لك؟

أول حاجة عزز نفسك يعني ايه؟ متخليش طلباتك كتير، أطلب فى الضرورة بس، واطلب لما تضيق بك الطرق وتتقفل الأبواب، مثلا لو الدنيا ملخبطة وبتستلف، ما ينفعش اللي حواليك يلاقوك قاعد ما بتعملش حاجة وبتستلف علشان كل شيء، لازم يشوفوا إنك مش بس بتحاول لا إنت كمان بتعمل الحد الأقصي فى المحاولات، خلي طلبك قليل وكل ما قدرت تلبي بنفسك طلباتك كل ما كان أي طلب بتطلبه هتلاقي اكتر من حد ينفذه.

تاني حاجة قبل ما تطلب حاجة من حد لازم تفكر فى المساحة الشخصية بينكم وهلي تسمح تطلب؟ وهل تسمح بطبيعة الطلب، مثلا ما تروحش لحد كل علاقتك به إنك قابلته مع واحد صاحبك وتطلب منه يساعدك في شغل، أو يسلفك فلوس، أو يعملك توصية، لازم تبقي عارف كويس انت بتطلب من مين، ومش أي حد ينفع تطلب منه حاجة، لإن العشم الزيادة والعشم في غير محله بتكون نتيجته خيبة أمل، وعدم تحقيق الطلب، وفي حالات قليلة ممكن الشخص ينفذ طلبك بسيف الحياء ودا مش حاجة كويسة ولا تساعد علاقتكم إنها تتطور او تبقي علاقة قوية.

تالت حاجة اختار التوقيت اللي تطلب فيه، فيه اوقات بيكون أثر الطلب فيها سيئ جدًا زي إن صديقك يكون جاله فلوس مكافأة او ميراث أو أي حاجة فتطلب منه تستلف، الموقف دا بيسيب انطباع عند الشخص الآخر بانك طمعان فيه، ما يبقاش صاحبك اترقي وانتم بتشتغلوا سوا فتطلب منه حاجة فى الشغل لأن دا يبان إنه استغلال.

علشان طلبك يُجاب الروشتة سهلة قلل طلباتك اختار بشكل صحيح مين تطلب منه وامتي، لما تراعي التلات حاجات دول وقتها مش هيكون لك طلب إلا مُجاب.