للمرة الأولى في تنسيق طلبة الثانوية الأزهرية خلال عام 2020 قررت جامعة الأزهر توحيد الحد الأدنى للقبول في كليات القمة بالشعبتين علمي وأدبي لكل من البنين والبنات.

الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، اعتمد منذ عدة أيام نتيجة تنسيق القبول بكليات جامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم، مؤكدا على مبدأ توحيد الحد الأدنى.

محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، أصدرت خلال العام الحالي حكمًا بإلزام الأزهر بالمساواة بين الطلبة والطالبات في تنسيق الثانوية الأزهرية في الالتحاق بالكليات بجامعة الأزهر بنفس الدرجات، نظرا لإخلال الجامعة بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، بالإضافة إلى قبول الطالبة لينا شريف كامل بكلية الطب، وإلغاء قرار الجامعة بإلحاقها بكلية الهندسة.

المحكمة، أكدت في حيثيات الحكم، على أن “هذه التفرقة في قواعد تنسيق القبول بين الطلبة الذكور والطالبات الإناث لا تجد لها سندا تشريعيا في نصوص قانون إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي تشملها ولائحته التنفيذية”.

كيف كانت التفرقة السابقة

لطالما اختلف تنسيق البنات في الأزهر عن تنسيق البنين، حيث ارتفع الحد الأدنى للقبول بكليات القمة الخاصة بالفتيات، ما تسبب في إثارة غضبهن، وخلق حالة من عدم المساواة بين الطرفين.

وكان قد رصد موقع مصر 360 معاناة طالبات الأزهر مع ارتفاع الحد الأدنى لتنسيق القبول بالكليات، وخاصة في الشعبة العلمية، ما يتسبب في ضياع حلم بعضهن في مسافة السفر بين الكلية والمنزل، بينما تلجأ بعض الفتيات للتخلي عن حلمهن في سبيل الالتحاق بكليات قريبة من منزلهن.

https://masr.masr360.net/أخبار/مصر/تنسيق-البنات-أعلى-من-البنين-الأزهر-ير/?highlight=الأزهر

 

وكان تنسيق البنات يرتفع عن البنين لنفس الكليات بما يقارب 10 درجات، لتجد الفتاة نفسها مطالبة بدراسة 18 مادة، والحصول على درجات أعلى من البنين لتحجز مقعداً لها بالمكان الذي ترجوه.

يشعر طلبة الأزهر بالظلم، خاصة في مرحلة الصف الثالث الثانوي، لأنها المحددة لمستقبل كل منهم، لكن البنات يشعرن بذلك مرتين، مرة عند مقارنتهم بالثانوي العام، والأخرى عند مقارنة تنسيقهم بتنسيق البنين بالأزهر.

“الأولوية للرجال، لن تسافري لتكملي دراستك، لن تري أهلك لبعد المسافة بين الكلية ومنزلك، الاغتراب للبنات”.. جمل تكررت على مسامع طالبات الأزهر بظهور النتيجة وانتشار الشكاوى بسبب عدم توحيد التنسيق الخاص بهن مع الفتيان.

وكيف جاءت ردود الفعل على القرار الجديد

بعد صدور القرار نتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحتفي بنصر للبنات، وقالت نسمة محمد فوزي، طالبة بالسنة النهائي بكلية الصيدلة جامعة الأزهر حديثها، إن القائمين التعليمية كانوا يتلقون شكواهم الخاصة بعدم المساواة بلا مبالاة، مبررين ذلك بأسباب واهية، منها ارتفاع عدد البنات مقارنة بالبنين وحصولهن على درجات أعلى، ولا يذكروا المشكلة الأساسية وهي قلة عدد الكليات الخاصة بالبنات.

بينما رفض طلبة الأزهر المساواة بين تنسيقهم وتنسيق الطالبات، وانتشرت استغاثاتهم تحت عنوان “تنسيق الأزهر لازم يقل”، على الرغم من أن الفتيات اعتدن على مثل تلك الحدود الدنيا للكليات الخاصة بهم.

أحمد مؤمن عبد الظاهر، طالب في السنة الثالثة بكلية الهندسة جامعة الأزهر، قال إنه لم يصدق الأمر عند معرفته بمساواة الحد الأدنى في التنسيق للطلبة والطالبات، لعدة أسباب أهمها أن عدد كليات القمة للبنات أقل من عدد كليات القمة للبنين.

“عبد الظاهر”، أكد على أن ما حدث هذا العام رفع التنسيق للبنين، ما تسبب في إحباط أغلب أصدقائه، فقد زاد الحد الأدنى للكليات بما يقارب 10 درجات، ما تسبب في صدمة كبيرة للكثير من طلبة الأزهر.

وهكذا تحلل إدارة الجامعة حيثيات القرار

قرار جامعة الأزهر بتوحيد التنسيق العام الحالي ناتج عن محاولات استمرت لسنوات لتحسين فرص التحاق الفتيات في كليات القمة، حيث عملت الجامعة على زيادة أعداد الكراسي بتوسعة الكليات نفسها أو بإنشاء كليات جديدة لتسع أعداد الفتيات، كما يقول الدكتور مؤمن عيد الرؤوف أستاذ بكلية الهندسة جامعة الأزهر

يضيف أن “كليات الهندسة كانت مقتصرة على الطلبة فقط، على الرغم من أن الشعبة العلمية  بالأزهر يدرس فيها الطلبة مواد علمى علوم ورياضة بالثانوية العامة، لذا كانت الفتيات رسم مواد لا ينتفعن بها نظرا لعدم وجود كليات هندسة لهن”.

“عبد الرؤوف” قال إن الجامعة شرعت في تنفيذ قرار توحيد الحد الأدنى منذ ثمان سنوات، عقب إنشاء كلية الهندسة للفتيات في القاهرة، وبعدها بزيادة المقاعد لهن داخل كليات القمة، مؤكدا على أن ارتفاع التنسيق هذا العام لا علاقة له بتوحيده على الطلبة والطالبات.

“ارتفاع التنسيق له علاقة بزيادة نسبة البطالة، ورغبة الجامعة في تقليل أعداد الملتحقين بكليات القمة التي يوجد بها بطالة مقنعة، حيث يعمل خريجوها في غير مجالهم، لذا كان يجب زيادة التنسيق” هكذا يرى  الدكتور مؤمن عبد الرؤوف أن الجامعة انتصرت للحق.