عادت “الجائحة” تتصدر الأخبار مرة أخرى مع تضاعف معدلات الإصابات بفيروس كورورنا المستجد في أوروبا واتخاذ عدد من الدول إجراءات إغلاق جزئية للحد من انتشار العدوى، في الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، استعداد المستشفيات وجاهزيتها للموجة الثانية للفيروس بـ 600 مستشفى.

أوروبا تسبقنا بشهر

الدكتور أشرف حاتم، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية بوزارة التعليم العالي قال في حديثه لـ “مصر 360”: “نحن مازلنا في الموجة الأولى ولم ندخل حتى الآن في موجة أخرى، لكن المتوقع تصاعد موجة ثانية مع بداية موسم الإنفلوانزا في النصف الثاني من شهر نوفمبر مع انخفاض درجات الحرارة، أوروبا تسبقنا في الذروة بشهر أو اثنين “. مضيفًا: ” الدولة بدأت الاستعداد لمواجهة تصاعد الأعداد وبداية الموجة الثانية للفيروس”. 

ونفى وزير الصحة الأسبق ما يتردد على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن شراسة الفيروس في موجته الثانية: “الفيروس على العكس/ أقل شراسة من الموجة الأولى. وهذا يتضح من خلال متابعتنا للدول الأوربية التي بدأت الموجة الثانية والتي ظهرت بعد بدء انخفاض درجات الحرارة في هذه البلدان”. وأشار إلى التراجع الملحوظ في أعداد المصابين الذين تحتاج حالتهم البقاء في المستشفيات مقابل زيادة أعداد المصابين بشكل عام. 

وبشأن “تحور” الفيروس الذي قتل أكثر من مليون شخص حول العالم، قال حاتم “لم يحدث أي تحور”، وبحسب حاتم لم تتغير أشكال الإصابات: “كان 10% من الحالات يُصابوا بأعراض في الجهاز الهضمي مثل القئ والإسهال، لكن من بعد الذروة ومع الصيف ارتفعت هذه النسبة بحيث يعاني من أعراض الجهاز الهضمي نحو 25% من الحالات، يمكن أن يعاني الشخص من حرارة ليوم واحد يصاحبها قئ وإسهال”.

حاتم يتوقع أن يتخطى العالم كله الموجة الثانية بخسائر أقل من الموجة الأولى: “الفرق الطبية أكثر خبرة وقدرة على التعامل، واكتسبت مهارات وثقة خلال الموجة الأولى. وحالة الذعر التي أصابت العالم أقل. وفي مصر سنعبر الموجة الثانية أيضًا بخسائر أقل وأطقمنا الطبية اكتسبت خبرة”. 

حاول حاتم طمأنة المتعافين من فيروس كورونا الذين سبق إصابتهم من قبل “لم يثبت علميًا إصابة نفس الشخص مرتين في نفس السنة بالفيروس سوى حالتين فقط في العالم كله”، لكن يشدد حاتم على ضرورة تمسك المتعافين بالإجراءات الاحترازية للحد من التقاط عدوى جديدة/ “على المتعافين التمسك بنفس الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغسيل الأيدي واستخدام المواد المطهرة”. 

متى نراجع الطبيب؟

حدد حاتم عدد من الأعراض التي تتطلب استشارة الطبيب منها ارتفاع درجة الحرارة عن 38، وعدم استحابتها لخوافض الحرارة والكحة الشديدة والنهجان.

وحذر من التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية وقال: “أوروبا تسبقنا في الذروة بشهر أو اثنين. ويجب أن نتخذ كافة الاحتياطات. الناس نسيت إن في كورونا وده خطر كبير. الكورونا موجودة وبنشوف حالات يوميًا في المستشفيات والعيادات والأعداد أكبر من الحالات المسجلة”.

واعتبر حاتم أن الحصول على مصل الإنفلوانزا هذا العام ضرورة وقال “المصل لا يقي من الكورونا ولكنه يجنبنا العدوى المختلطة”، ونصح أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر وحساسية الصدر بالحصول على المصل لتجنب الإصابة بالفيروسين في آن واحد. وأشار إلى توفر المصل في المصل واللقاح وفروح فاكسيرا أو الصيدليات أو لدى الأطباء في عياداتهم الخاصة.

من داخل الرعاية المركزة: الأعداد بتزيد

ص.أ طبيبة العناية المركزة في إحدى المتسشفيات الجامعية قالت خلال حديثها مع “مصر 360” إن الاعداد بدأت في الازدياد منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا: “بدأت تزيد من 3 أسابيع. لكن الحالات الصعبة التي تحتاج رعاية مركزة مازالت في حدود قليلة”. 

الطبيبة التي تابعت خلال عملها في مستشفى الجامعة وأخرى خاصة عدد من الحالات، نفت وجود أية تغيرات في طبيعة الفيروس وأعراضه التي سبق وأعلنتها منظمة الصحة العالمية منذ انتشار الجائحة قبل عدة أشهر: “الفيروس مش عنيف زي ما بيتقال ولا أعراضه اتغيرت هو نفس الأعراض اللي ممكن تكون تنفسية وممكن تكون في الجهاز الهضمي في شكل قئ وإسهال”. وتستطرد: “وطبعًا ممكن يكون في أعراض برد بسيطة وممكن يكون من غير أعراض نهائي”، وتابعت: “ما نقدرش نقول أبدًا إن الفيروس اختلف لكن ممكن يكون في تصاعد في نسب المرضى المصابين بأعراض في الجهاز الهضمي، وبعضهم يصاب أيضًا بأعراض تنفسية، فوراد أن تبدأ أعراض المريض من الجهاز الهضمي ثم تظهر أعراض جديدة في الصدر”.

ترجح ص.أ بدء تصاعد الأعداد لتخلي المصريين بشكل عام عن الإجراءات الاحترازية: “الناس بطلت تلبس الكمامات وتستخدم الكحول ودة خطر كبير، وكمان نسب الإصابات بين الأطباء مرتفعة لأنهم يتعاملوا مع مرضى لا يستخدموا الكمامة عادة خلال زيارة المستشفى أو العيادات”.

وتوجه ص.أ المرضى بضرورة الرجوع للطيب في حال ظهور أية أعراض وقالت: “مش هنقول نعمل المسحة لكن نعمل التحاليل والأشعة اللي بتحدد لنا درجة الاشتباه، أي حد عنده أعراض لازم يلجأ لطبيب علشان يحصل تدخل سريع”. 

وطالبت طبيبة الرعاية المركزة بالتمسك بالإجراءات الاحترازية خلال الفترة المقبلة “لازم نكون حريصين على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات واستخدام الكحول وغسيل الأيدي”، وأوصت بالحصول على مصل الإنفلوانزا الذي قد يجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد وفيروس الإنفلوانزا الموسمية في آن واحد: “لازم ناخد المصل خصوصًا العاملين في مهن تتعامل مع أعداد كبيرة من البشر لأن نسب تعرضهم للفيروسات أعلى، وكمان كبار السن ومرضى الحساسية والسكر”. 

المصل الضروري

أعلنت مراكز تطعيمات المصل واللقاح “فاكسيرا” عبر صفتها على موقع “فيس بوك” توفر المصل في فروعها. وبالاتصال بالفرع الرئيسي عرفنا أن إجمالي تكلفة المصل 180 جنيه ويتوفر في فروع فاكسيرا في القاهرة والجيزة والإسكندرية ولكن الهيئة ليس لها أية فروع في محافظات أخرى. 

وبسؤال المسؤول عبر الخط الساخن للهيئة عن سبل حصول المواطنين في المحافظات على المصل، وجهنا إلى السؤال عنه في الصيدليات الكبرى؛ لكن بالتواصل مع عدد من الصيدليات تبين عدم توفر المصل بعد انتهاء الدفعة التي اشترتها إحدى سلاسل الصيدليات الشهيرة، ولم يتحدد بعد موعد جديد لشراء دفعة جديدة.

المصل الذي ينصح الأطباء بتعاطيه لا يحمي من فيروس كورونا بقدر ما يجنب الإصابة المزدوجة بفيروس كوفيد 19 والإنفلوانزا الموسمية، بخلاف تخفيف العبء على الأطقم الطبية والمنظومة الصحية والتي تؤكد الإجراءات التي بدأت الدول الأوربية في اتخاذها مؤخرًا أن الأصل في الوقاية هو التباعد الاجتماعي والالتزام بارتداء الكمامات ومنع التجمعات.