انطلقت في التاسعة صباح اليوم السبت المرحلة الأولى من التصويت في انتخابات مجلس النواب المصري في دورته الثانية بعد دستور 2014، والتي تستمر لمدة يومين في 14 محافظة منها: الجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية.

وتشهد الانتخابات في دائرة الجيزة التي تضم أقسام “الجيزة- الدقي –العجوزة” ومخصص لها مقعدين، منافسة مشتعلة بين 18 مرشحا ينتمي 5 منهم إلى أحزاب سياسية. وقبل ساعات قليلة من فتح أبواب اللجان لاستقبال الناخبين، برز اسم من بين المتنافسين مقعدي الجيزة، ولكن لأسباب لم يرحب بها هذا المرشح.

عشية الانتخابات وفي خضم الترتيبات الأخيرة، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مكالمة هاتفية مسربة منسوبة للصحافي عبدالرحيم علي، رئيس تحرير “البوابة نيوز”، وطليق نجلته المستشار “محمد منجد” القاضي بمجلس الدولة، يهاجم فيها الأول المسؤولين بالدولة، ورجال القانون في مصر.

عبد الرحيم علي الذي لشتهر بإذاعته لتسريبات هاتفية منسوبة لمعارضين في برنامجه “الصندوق الأسود” (2013- 2016)، أظهره التسجيل المنسوب إليه متحديًا أن يسوقه أحد إلى ساحة القضاء، قائلًا: “أنا فوق القانون”، مشيرًا إلى أنه يمتلك علاقات قوية تجعل مدير الأمن هو من يأتي إلى منزله يكي يحرر محضرًا.

الانتشار الكبير للفيديو عشية الانتخابات دفع “علي” إلى التعليق خوفًا من تأثيره على فرصه في الفوز في الانتخابات. معتبرًا أن التسريب جزء من حملة شرسة يتعرض إليها بدأت من “أنصار المال السياسي” وانتهت بدخول الإخوان على الخط. مؤكدًا أن المكالمة “مفبركة” نسبت إليه باستخدام برنامج “لاير بيرد”، وهو ما اعتبره: “محاولة يائسة لرد القلم الذي سبق أن اعطيته لهم في برنامجي الصندوق الأسود”.

 

حظر حركة 6 إبريل

وتسببت تسريبات عبدالرحيم علي في إصدار حكم قضائي بحظر حركة 6 إبريل، لاتهامها بالإساءة لمصر والتخابر مع دول أجنبية، وذلك بعد فترة قليلة من إذاعته تسريبات منسوبة إلى مؤسس الحركة أحمد ماهر، ونشطاء آخرين أبرزهم أسماء محفوظ، خلال عملية اقتحام أحد المباني التابعة لجهاز أمن الدولة في مارس 2011. وأظهرتهم التسجيلات وهم يتحدثون عن “ملفات تخصهم” داخل الجهاز الأمني، وضرروة العثور عليها وفرمها بسبب المعلومات التي تحتويها.

وقالت محفوظ في إحدى المكالمات إنها خدعت في أشخاص كثيرين كانت تظنهم جيدين، بسبب المعلومات المتداولة عن نشاط أعضاء الحركة.

واتهم “علي” أحمد ماهر ورفاقه خلال إذاعة التسجيلات بأنهم “خونة وضعوا مصالحهم الشخصية على حساب أمن الدولة واستقرارها”.

البرادعي والأمريكان

كما أذاع “علي” تسريبًا منسوبًا إلى نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي عقب مغادرته مصر بسبب فض اعتصامات الإسلاميين بميداني رابعة العدوية والنهضة. وزعم “علي” أن التسجيلات تحوي تسريبًا لمكالمة بين البرادعي وشخص آخر، هو “دان بارمن” الضابط بالمخابرات الأمريكية، عن طبيعة المفاوضات بين مؤسس حزب الدستور والمجلس العسكري خلال فترة الاحتجاجات طوال عام 2012.

ونسبت التسجيلات للبرادعي أنه “على اتصال دائم بالفريق سامي عنان لنقل مطالب الشباب إلى السلطة، وتحديد خارطة طريق من خلال تشكيل حكومة وفاق وتسليم السلطة إلى المدنيين”.

وتجاهل البرادعي حينها الرد على تلك “التسريبات”، خصوصا أنه تعرض لحملة تشويه كبيرة من الصحافة المصرية في هذا التوقيت بسبب تقديم استقالته من منصب نائب الرئيس، ما تسبب في إحراج صورة النظام أمام المجتمع الدولي.

البدوي والإخوان

كما أذاع علي من خلال حلقات “الصندوق الأسود” مجموعة مكالمات منسوبة للسيد البدوي رئيس حزب الوفد سابقًا، عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 25 يناير، من بينها تسجيلا تعرب فيه عن رغبته في الحصول على مساعدتهم للترشح لرئاسة الجمهورية، باعتبارهم أكبر تنظيم سياسي في البلاد.

كما نشر مكالمات تتضمن انتقادات حادة من البدوي تجاه المجلس العسكري، بسبب تجاهله أثناء دعوات الحوار مع القوى الوطنية من بينهما المكالمة التي دارت بينه وبين وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل –وزير الإعلام وقتها-، لتحريضه على الهجوم على المجلس العسكري. وهي المكالمة التي أذيعت قبل أيام على شاشة التلفزيون المصري في إطار الصراع بين الوزير والجماعة الصحفية. إلا أن البدوي نفى صحة هذا التسريب عن علاقته بالإخوان حينذاك، مؤكدا أنه سيتخد إجراء قانوني ضد مذيع “الصندوق الأسود”.

عصفورة عبدالرحيم علي

عبدالرحيم دافع مرارًا عن مصدر تسريباته، مؤكدًا أن الأجهزة في مصر ليس لها علم رغم أنها المسؤولة عن فحص المكالمات الهاتفية، قائلًا: “أحصل عى تسريباتي من العصفورة ولن أكشف مصدري حتى موتي”.

ويصف علي، الذي يمتلك مركزا بحثيا مختصًا بالإسلام السياسي في فرنسا، التعاون مع الأجهزة الأمنية داخل مصر بالـ”الشرف الكبير”، موضحًا في تصريحات سابقة أنه: “شرف كبير أن تتعاون مع أمن بلادك ولم تتعاون مع أمن حد يخرب فى بلادك، ولما تقولي أنت صديق للمخابرات المصرية هذا شرف كبير”.