ربما يتصور كثيرون أن مهمة الزمالك باتت سهلة نسبيًا عند ملاقاة الرجاء المغربي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا مساء غدًا الأربعاء، وذلك بعد أن انتصر الفريق الأبيض في الدار البيضاء ذهاباً بهدف نظيف منحه أفضلية على الفريق المغربي.
لكن الأمر لم ينته بعد وسوف تحسمه مباراة الإياب باستاد القاهرة الدولي والتي ربما تشهد عدة مخاطر ومخاوف للزمالك عكس الشعور السائد بالاطمئنان الزائد أن فريق ميت عقبة وصل للمباراة النهائية بالفعل ويستعد لملاقاة غريمه الأهلي في نهائي مصري خالص يوم 27 من الشهر الجاري.
صحيح أن على الورق هناك أفضلية كبيرة للزمالك بفوزه ذهابًا على الرجاء، لكن كرة القدم لا تعترف بتلك الحسابات وليس لها منطق وهو ما يجب أن يعيه جيدًا مدرب ولاعبي الزمالك قبل مباراة العودة، حتى لا يفيق الجميع على كابوس مدمر بخروج الفريق من البطولة من قلب القاهرة، وحينها ستكون العواقب وخيمة للغاية على الفريق والإدارة من الجماهير نفسها التي يعتقد أغلبها أن المهمة سهلة وربما بعضهم يراه منتهية تمامًا وأن القصة مسالة وقت للعبور للنهائي.
ولذلك نستعرض في النقاط الآتية أبرز تلك المخاوف والمخاطر على الفريق الأبيض، عندما يواجه الرجاء في إياب نصف النهائي رغم تقدمه في الدار البيضاء بهدف دون رد.
ريمونتادا رجاوية
أكد عبد الرحيم الشاكير لاعب الرجاء في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) على ثقته في قدرة فريقه على العودة في النتيجة أمام الزمالك، حيث عند سؤاله عن تحقيق “ريمونتادا” في القاهرة، قال لاعب الرجاء: “نعم يمكننا القيام بذلك، لم نكن محظوظين بالخسارة في الذهاب، لأننا سيطرنا على المباراة من خلال الاستحواذ”.
الأمر نفسه تعهد به جمال السلامي مدرب الرجاء، حيث قال: “أعد جماهير الرجاء أننا سنقدم مباراة كبيرة وسنحقق الفوز في القاهرة ونحجز بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، نعلم أن المباراة صعبة وأننا سنواجه فريقا من أفضل فرق القاهرة لكننا سنقاتل حتى صافرة نهاية المباراة”.
تلك التصريحات ليست عبثية فالفريق الرجاوي يحمل سمعة الكرة المغربية وليس فقط سمعته التي انهارت في الدار البيضاء عندما خسر بملعبه 0-1 أمام الزمالك في الذهاب، ولذلك هم عازمون على اللعب بكل طاقتهم وروح قتالية كبيرة لتحقيق الانتصار هنا وتعويض خسارة الذهاب وحفظ سمعة الكرة المغربية التي خسر بطليها أمام الأهلي والزمالك في نصف النهائي على ملعبهما.
تلك الدوافع والروح هي أكبر المخاطر والمخاوف على الزمالك من تعرضه لخسارة وقلب الطاولة في أرضه مثلما فعل هو في المغرب ولكن ستكون هذه المرة بمثابة الضربة القاضية التي تقصيه من البطولة.
خدعة كورونا
استغل نادي الرجاء إصابة عدد كبير من لاعبي بفيروس كورونا وأجل اللقاء أكثر من مرة إلى أن حدد له يوم 4 نوفمبر أخيرًا، ولكن أغلبهم تعافى تدريجيا خلال تلك المدة الطويلة، واستطاع الجهاز الفني كسب الوقت في تعافي نجومه المصابة وتجهيز اللاعبين غير الجاهزين من قبل للقاء، ومعالجة آثار الخسارة الأولى نفسيًا وفنيًا وبدنيًا خاصة مع اكتمال الصفوف، استعدادًا لتقديم مباراة ملحمية كبيرة في القاهرة وتعويض الخسارة وقلب النتيجة والصعود للنهائي على حساب الزمالك الذي أضره التأجيل أكثر من الفريق المغربي، حيث كان في جاهزية أكبر وأفضل فنيَا وبدنيًا ومعنويًا بانتصاره خارج الديار بهدف نظيف.
ذلك الوقت الذي اكتسبه فريق الرجاء جراء إصابات كورونا، استغله الجهاز الفني جيدًا لإعادة ترميم فريقه وتجهيزه من كافة النواحي لتلك المباراة المصيرية، وربما يظهر كل ذلك بشكل إيجابي في اللقاء نفسه ويحقق نتيجة جيدة تقوده لإقصاء الزمالك من البطولة بشكل درامي مثير في عقر داره وهنا تكون الطامة الكبرى لأبناء ميت عقبة.
تحكيم ظالم
كشف الإعلامي أحمد شوبير عن تفاصيل خناقة دارت في أركان الكاف أمس، حول تعيين حكم مباراة الزمالك والرجاء، حيث طالب البعض بالجامبي بكاري جاساما حكماً واّخرون ينادون بتعيين السنغالي نداي، وانتهى الأمر بالاستقرار على الحكم السنغالي لإدارة مباراة الغد، حيث انتصر أصوات المطالبين بإسناد المهمة له.
وهنا يأتي الخوف كله من أفعال هذا الحكم الذي عليه شبهات فساد وظلم تحكيمي سابقة، قد يكون قد عين خصيصًا للتعنت ضد الزمالك والمساعدة في إقصائه ومساعدة الرجاء نظرًا لتفوق الإدارة المغربية في الاتحاد الأفريقي على حساب الدور المصري الضعيف وهو ما أوضحته تقارير صحفية كثيرة مؤخرًا مصرية ومغربية على وجه التحديد.
هذه التخوفات نقلها خالد الغندور قائد ونجم الزمالك السابق والإعلامي الحالي، حيث أبدى غضبه الشديد من تعيين السنغالي نداي حكمًا للمباراة، وقال عبر حسابه الرسمي في “فيسبوك”: “جايبين نداي السنغالي بتاع فضيحة الصفاقسي ونهضة بركان، اللي لاعيبة الصفاقسي ضربته بعد المباراة و جايبين بكاري جاساما لتقنية الفار، أنا من دلوقتي بقول الحكام دول جايين بغرض وبتوجيه معين.. وربنا كبير”.
هذا الأمر كذلك يمثل خطرا كبيرا وخوف أكبر على الزمالك في تلك المباراة، التي ربما يساهم بشكل مباشر وكبير في تعريضه لخسارة واضحة من الفريق المغربي، كل ذلك على عكس كل الأصوات المتأكدة من انتهاء المهمة بالفعل وأن وصول الزمالك للنهائي مسألة وقت لا أكثر.
اهتزاز داخلي وتركيز ضعيف
آخر تلك الأمور والمخاطر للفريق الأبيض هو الأزمات المتلاحقة والحالية في مجلس إدارة الفريق، وعلى رأسها مرتضى منصور الذي يواجه شبح الإيقاف والعزل من منصبه، وسط استعداد الفريق لمباراة مصيرية مثل تلك أمام الرجاء في نصف النهائي.
هذه الأمور حتى مع غلق الفريق على نفسه والتركيز في اللقاء فنيًا، ستؤثر بقدر ما على تركيز اللاعبين الكامل في الفنيات ومخاطر المباراة، رغم غلق الجهاز الفني على لاعبيه وإبعادهم تمامًا عن الأحداث لكن هذه الأمور عادة ما أثرت في السابق على فريق الزمالك تحديدًا وأخرجته خارج التركيز دائمًا وكانت سببًا في خروجه من بطولات عدة، ومن هنا وجب التنبيه على هذه الجزئية وأنها قد تكون عامل معاكس ضد الفريق الأبيض في مباراته الأهم هذا الموسم.