ساعات قليلة قد تفصلنا عن معرفة هوية الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك بعد انطلاق الماراثون بين المرشح الديمقراطي جو بايدن، وبين الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ورغم استعداد البعض للاحتفال في الساعات الأولى من صباح الأربعاء لكن المنصب ربما يظل معلقا أياما وربما أكثر، هنا نتعرف على تفاصيل حاسمة في تحديد الحاكم الجديد للبيت الأبيض.

أكثر من 97 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم، منذ أمس الاثنين، قبل ليلة من يوم الانتخابات، في أعلى نسبة إقبال في تاريخ الانتخابات الامريكية.

ويتعين على جو بايدن أو دونالد ترامب، لدخول البيت الأبيض، الفوز بـ 270 صوتا أو أكثر من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، وذلك لأن الرئيس لا يجري اختياره مباشرة من قبل الناخبين، ولكن من خلال ما يعرف بالمجمع الانتخابي، بحسب “بي بي سي”.

مجلس النواب قد يختار الرئيس المقبل

وفي خضم الترتيبات، أعلنت نانسي بيلوسي، رئيسة الكونجرس الأمريكي، أن مجلس النواب مستعد للعب دور بارز في تقرير نتيجة الانتخابات الرئاسية إذا كانت النتائج محل خلاف، بحسب شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.

ووفقًا للنظام الأمريكي، إذا لم يكن هناك فائز في الانتخابات يتعين علي مجلس النواب اختيار الرئيس المقبل، وذلك وفق للتعديل الـ 12 من الدستور الأمريكي.

بينما كشفت “نيويورك تايمز” أنه في حالة تعادل الأصوات في “المجمع الانتخابي” أو ظهور نتائج غير حاسمة، وهو أمر نادر الحدوث، فإن مجلس النواب الجديد سيجري تصويتًا، وصفته بـ”المعقد”، لاختيار رئيس البلاد، إذ يكون لممثل كل ولاية صوت واحد، أما مجلس الشيوخ فيختار نائب الرئيس، إذ يمنح لكل عضو من الأعضاء صوتا واحدا، وقد جرى ذلك من قبل في انتخابات عام 1800 وعام 1824.

بينما يقرر الكونجرس وفق تعديل الـ 20 للدستور، من سيقوم بأعمال الرئيس، إذا لم يتم اختيار نائب الرئيس أيضًا.

وقالت بيولسي: “نحن نفهم ماهية القانون واهمية دور الكونجرس وتحديدا مجلس النواب فيما يتعلق بفرز الأصوات”.

وتزامنًا مع الانتخابات الرئاسية، تجري الولايات المتحدة انتخابات  التجديد النصفي للكونجرس وثلثي مجلس الشيوخ، إذ تتضمن بطاقة الاقتراع في الانتخابات الحالية أسماء المرشحين في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ ايضًا، وهو ما يتم حزم نتائجها من المفترض اليوم.

ويتولي الكونجرس عقب الانتخابات الراهنة المهام التشريعية من فترة 4 يناير 2021 الي 3 يناير 2023، حيث تشير التقديرات الأولية واستطلاعات الرأي الي احتمال سيطرة الديمقراطيين علي مجلس الشيوخ ايضًا.

كما سيتم التنافس على أكثر من اثنتي عشرة ولاية وحكم إقليمي، من بين العديد من المناصب الحكومية والمحلية الأخرى.

ماذا بعد 3 نوفمبر ؟

وتحت عنوان “ماذا لو لم تكن هناك نتيجة لانتخابات 3 نوفمبر؟”، ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن هذا العام قد تبدو الانتخابات في أمريكا مختلفة كثيرًا عن الأعوام الماضية، فمع إدلاء الكثيرين بأصواتهم عبر البريد الإلكتروني، مما قد يعني أن مسؤولي الانتخابات سوف يستغرقون وقتًا أطول لفرز الأصوات، وهو ما نبه عليه “ترامب” بأن لا ينبغي فرز الأصوات بعد 3 نوفمبر.

كما شن الجمهوريون حملة شرسة لمنع الولايات من فرز الأصوات التي تصل بعد يوم الانتخابات المقرر، بينما يتوقع- الخبراء، معارك قضائية في جميع أنحاء البلاد قد تؤثر في نتيجة الانتخابات، بحسب “الجارديان”.

وبشأن التصور حول الأيام التي تلي الانتخابات الرئاسية، تحدثت “الجارديان” مع ثلاثة خبراء هما: إدوارد فولى، أستاذ القانون في جامعة ولاية أوهايو، تشارلز ستيوارت، أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وفرانيتا تولسون، أستاذة القانون في جامعة جنوب كاليفورنيا.

وبحسب الخبراء، فإن احتمالية معرفة الفائز بالانتخابات تلك الليلة ضئيل للغاية، فحتي إصدارات الشبكات الإعلامية ومؤشرات التصويت تبقي غير رسمية بدون النتائج النهائية.

بينما أشار “ستيورات” إلى أن من المعتاد أن يكشف عن هوية الفائز بحلول الساعة الحادية عشر مساءً، إذ يكون 90% من الأصوات تم فرزها بحلول ذلك الوقت، حيث هو الأساس التي تعتمد عليه كبري الوكالات الأمريكية في إعلانها للفائز.

لكن هذا العام قال مسئولو العملية الانتخابية إنهم يأملون في الانتهاء من العد وفزر جميع الأصوات في مدة زمنية أقصاها الجمعة القادمة.

وبحسب “رويترز”، فإن بعض الولايات الأمريكية لا تسمح للناخبين بإصلاح الأخطاء، مثل ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، لذا أكد المراقبون أن الفائز في الانتخابات الرئاسية قد يظل غير معروف حتي بعد  انتهاء الاقتراع، وقد تتأخر النتائج النهائية لعدة أيام، كما أن ما يقرب من نصف بطاقات الاقتراع التي جرت عبر البريد تصل بعد يوم من الانتخابات.

أما بشأن الدعاوي القضائية التي قد ترفع ضد الانتخابات، قالت تولسون: “أتوقع أنه بمجرد الوصول إلى مرحلة فرز الأصوات سيكون لدينا بعض الدعاوى القضائية حول بطاقات الاقتراع التي تم رفضها وكذلك بطاقات الاقتراع التي يعتقد بعض الأشخاص أنه يجب رفضها”، متابعة أن هذا العام علي وجه الخصوص سوف يشهد دعاوي قضائية أكثر بسبب التصويت عبر البريد، وتشكيك الكثيرين بالأمر.

وتعتبر تصريحات “ترامب” السابقة بعدم مغادرة البيت الأبيض،  واحتمالية إقدامه على الطعن في نتيجة الانتخابات، مع توابع المظاهرات وأحداث الشغب التي تبعت مقتل جورج فلويد، ونشاط “حركة السود مهمة”، مؤشر مقلق علي مستقبل الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، بحسب المراقبين.

وحول الدور التي ستعلبه المحكمة العليا، لاسيما بعد تعيين ترامب لقاضية جديدة، وهي إيمي كوني باريت، ذات الخلفية المحافظة في الصراع الانتخابي، “المحكمة العليا تلعب دور كبير في الانتخابات بشكل أو بآخر بعد أن أصبحت مسيّسة، أعتقد أن الرئيس الحالي يتوقع شيء محدد من المحكمة، لكن هذا النتيجة غير مضمونة لأن على المحكمة أن تفكر في شرعيتها، والمخاطر التي قد تتعارض لبها في ضوء الانتخابات الراهنة”، بحسب “”تولسون”.

يذكر أنه من المفترض أن يتم عد شهادات الانتخابات منن الولايات المختلفة من قبل أعضاء الكونجرس في 6 يناير المقبل.

ماذا تعني استطلاعات الرأي؟

بعيدًا عن الأصوات وعمليات الفرز، تعتبر استطلاعات الرأي الوطنية دليلاً علي مدي شعبية المرشح في جميع أنحاء البلاد، ولكنها ليست بالضرورة طريقة حازمة علي معرفة نتيجة الانتخابات.

ففي الانتخابات السابقة، كانت هيلاري كلينتون متقدمة في استطلاعات الرأي، إذ حصلت على ما يقرب من 3 مليون صوت أكثر من دونالد ترامب، ولكنها خسرت الانتخابات في النهاية.

ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة تستخدم نظام المجمع الانتخابي، لذا فإن الفوز بأكبر عدد من الأصوات لا يصل بك دائمًا الي البيت الأبيض، بحسب “فاينانشال تايمز” البريطانية.

وقياسًا على ذلك، يعتبر “بايدن” متقدمًا علي دونالد ترامب في معظم استطلاعات الرأي منذ بداية العام، إذا وصل الفارق 10 نقاط لصالح المرشح الديقراطي، لكن هذا ليس دليلاً علي فوز بالانتخابات، حيث هناك حالة من عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الجارية بسبب جائحة فيروس كورونا وتأثيره اقتصاديًا علي المواطنين